تعد بحيرة البردويل أحد البحيرات الغنية بأنواع الأسماك التي تنتجها والتي من الممكن أن تجعل من مصر منافساً لدول البحر المتوسط في تصدير الأسماك لما تنتجه من أنواع غنية من هذه الأسماك ومن الممكن أن تحقق الاكتفاء الذاتي من البروتينات في ظل الارتفاع المهول لأسعار اللحوم والدواجن علي المستوي القومي. وترجع تسمية بحيرة البردويل إلي الملك الافرنجي بالدوين الأول أحد ملوك الصليبيين الذي هلك في طريق عودته من مصر إلي الشام قبل وصوله إلي العريش سنة 1118 ميلادية كما كان يطلق عليها في العصور الرومانية "سربونيوس" كما سميت أيضاً بسبخة البردويل وأخيراً ببحيرة البردويل. تعاقبت الأحوال ما بين اتصال مؤقت بالبحر وفترات جفاف ولم تظهر بحيرة البردويل في صورتها الحالية علي خريطة الانتاج السمكي في مصر إلا مع بداية القرن الحالي. تبلغ مساحة بحيرة البردويل 165 ألف فدان وطولها أكثر من 90 كيلو مترا من رمانة غربا إلي الزرانيق شرقا وعرضها يتراوح ما بين 1 إلي 22 كيلو مترا ومحيطها 650 كيلو مترا ودرجة الملوحة ما بين 38 إلي 54 جزءا في الألف وتتصل بالبحر عن طريق ثلاثة بواغيز الأول أمام بئر العبد بعرض 110 أمتار وبميول جانبية بنسبة 1 إلي 7 وبطول 1350 مترا وعمق 5 أمتار والثاني أمام مرسي التلول بعرض 165 مترا وبميول جانبية بنسبة 1 إلي 7 وبطول 1240 مترا وعمق 5 أمتار والثالث في أقصي الشرق وهو طبيعي فيما تبلغ التكاليف الإجمالية للبوغازين 69 مليون جنيه وتعمل البواغيز علي تجديد وتحسين خواص البحيرة بتبادل مياهها مع البحر وخروج الأمهات من البحيرة إلي البحر للتكاثر وعودة الأمهات ومعها الذريعة إلي البحيرة حيث الغذاء الطبيعي والمياه الهادئة. يبلغ عدد المراكب العاملة بالبحيرة 1228 مركب صيد ويعمل علي كل مركب ثلاثة أفراد وتعمل ليلا لصيد الأسماك الدنيس والبوري والموسي والجمبري والكابوريا والدهبانة وأسماك العائلة البورية. يختف الإنتاج من عام إلي آخر وبنظرة سريعة نجد ان انتاج البحيرة يتطور عاما بعد عام ففي الفترة من عام 58 إلي عام 67 بلغ متوسط الإنتاج .1460 فيما بلغ الإنتاج السنوي لعام 2008 نحو 5400 طن حيث بلغت كمية الانتاج من الكابوريا 1611 طنا ومن الجمبري 1425 طنا ومن العائلة البورية 1298 طنا ومن أسماك الموسي 343 طناً ومن أسماك الدنيس 336 طنا ومن باقي الأنواع كالوقار والشحرم وثعبان البحر 258 طنا ومن الأسماك المفترسة كالقاروص واللوت والوقار 123 طنا ويعد أعلي إنتاجية وصلت إليه البحيرة وقد بلغت قيمة المصيد عام 2009 "88.3 مليون جنيه" فيما تضاعف إنتاج البحيرة خلال السنوات الماضية. وهناك أصناف عديدة يتم انتاجها من بحيرة البردويل مثل الجمبري الذي يمثل 26.4% من إجمالي الانتاج والكابوريا وتمثل 29.9% والعائلة البورية وتمثل 24% وأسماك موسي حيث تمثل 6.4% والدنيس ويمثل 6.2% والقاروص الذي يمثل 1.7% من حجم الإنتاج بالبحيرة. شهدت البحيرة خلال السنوات الماضية تطويراً رهيباً بعد تسلم الشركة الوطنية للثروة السمكية والأحياء المائية لإدارتها حيث تم استخراج العوائق بالبحيرة وهي عبارة عن عدد من المخلفات التي يتم إلقاؤها لتجمع الأسماك حولها حتي يسهل صيدها بجانب إنشاء 3 موانئ جديدة للصيد بكل من غزيوان والتلول والنصر وإنشاء مصنعين أحدهما للفوم والثاني للثلج. كما حصلت بحيرة البردويل منتصف العام الماضي علي رخصة التصدير إلي أسواق أوروبا والأسواق العربية حيث تشهد البحيرة عمليات تطوير مستمرة لزيادة إنتاج الأسماك والقشريات.