أعلن مركز معلومات مجلس الوزراء أمس أن المهندس شريف إسماعيل رئيس مجلس الوزراء وجه بأن تكون بوابة شكاوي المواطنين هي الجهة الموحدة لتلقي شكاوي المواطنين بهدف تحقيق أفضل خدمة للمواطنين والسعي لحل أي شكوي لهم. وطالب المركز المواطنين ممن لديهم شكوي الاتصال علي الخط الساخن "16528" أو علي موقع "www.shakwa.eg). وأنا بدوري أدعو كل مواطن له شكوي في أي مجال أو مشكلة مع أية مصلحة حكومية أن يتواصل مع الحكومة عبر هذا الرقم ومن خلال هذا الموقع الإلكتروني. ولكنني في الوقت نفسه أسأل السيد المهندس رئيس مجلس الوزراء: وماذا يفعل من ليس عنده تليفون سواء أرضي أو موبايل. أو من ليس لديه جهاز كمبيوتر أو موبايل حديث لكي يتعامل مع الإنترنت من المواطنين معدومي الدخل الذين يمثلون النسبة الأعظم من أصحاب الشكاوي مع الأجهزة الحكومية؟ هذه الخطوة مشكورة طبعًا من مجلس الوزراء لحل مشاكل المواطنين في ظل تزايدها. وفي ظل عدم اهتمام الأجهزة الحكومية معها بالشكل الجاد لإنهاء معاناة أصحابها ممن لا حول لهم ولا قوة. وفي ظل الثقافة السائدة لدي الأجهزة الحكومية التي لا تولي أي اهتمام لشكاوي المواطنين سواء التي يتقدمون بها للجهات الحكومية بأنفسهم أو تلك التي تنشرها الصحف منذ عشرات السنين عبر صفحات الشكاوي ولا تلقي الاهتمام الكافي. بل لا تلقي اهتمامًا من الأساس. وعلي الرغم من أن دور المحليات بالمحافظات ينصب بالأساس علي الاهتمام بمشاكل الناس والسعي لحلها إلا أن المحليات في أحيان كثيرة تكون هي سبب شكوي المواطن بسبب البيروقراطية والروتين وفساد بعض الموظفين. أعتقد أننا نحتاج إلي ثورة إدارية لمتابعة مشاكل المواطنين مع الجهات الحكومية حتي لو تطلب الأمر إنشاء جهاز أو وزارة تتولي حل مشاكل الناس في ظل الزيادة الرهيبة للأسعار وجشع التجار وانعدام ضمير عدد كبير منهم دون وجود رقابة باستثناء جهاز الرقابة الإدارية الذي يكاد يضبط قضية رشوة كل يوم تقريبا. ووقائع فساد أخري. ولكن هذا الجهاز بهذا الجهد المشكور ليس كافيًا. فالناس تئن وتتوجع وتكتم الألم أملاً في الغد الأفضل القادم بإذن الله. الوزارة المقترحة يجب أن تكون لها صلاحية التواصل مع الوزارات والجهات الحكومية جميعها وبأوامر سيادية بضرورة الاستجابة الفورية لشكاوي المواطنين أيًا كانت المشكلة. فمادام صاحبها يشتكي منها فهي تؤرقه وتهدد سلامه الاجتماعي. كما أن وزارة كهذه سوف تخفف من حدة الإحباط واليأس التي يحاول البعض أن يشيعها في أنفس المصريين خلال هذه المرحلة. وتبعث برسائل طمأنة لكل مواطن بأن شكواه ستكون محل اهتمام من أعلي مسئول بالدولة حتي يتم حلها. وكما أن هناك وزارة للسعادة بدولة الإمارات الشقيقة فإننا نطمع وليس ذلك بكثير في أن تكون لدينا وزارة لحل مشاكل الناس. لأنها ستكون في هذه الحالة مناظرة لوزارة السعادة الإماراتية. فكل مواطن يجد حلا لمشكلته سوف تتملكه حالة من الرضا والسعادة مهما كانت ضغوط الحياة. ونحن في جريدة "المساء" كانت لنا تجربة رائدة ناجحة في هذا المجال تحت عنوان "إيدي بإيدك" حيث أعلنا عن تلقي شكاوي أبناء محافظة الشرقية مع المصالح والجهات الحكومية. وتم توقيع بروتوكول تعاون مع محافظ الشرقية السابق الدكتور رضا عبدالسلام الذي كان متفتحا ويقدر قيمة مبادرتنا والهدف منها فاهتم بالمشروع. فبعد أن أرسلنا له شكاوي المئات من أبناء محافظة الشرقية أصدر أوامره لكل مديري المصالح الحكومية بحل هذه المشكلات خلال أسبوعين علي الأكثر. وفعلا ذهبنا إليه في مكتبه واستعرضنا حلول المشكلات ونشرنا الشكاوي كلها وحلولها. كما نشرنا الجهات التي كانت في انتظار صاحب كل شكوي لتسليمه خطابا بحل مشكلته. التجربة تقول إن كل شيء ممكن مادامت تتوافر الإرادة له. وأعتقد أن الإرادة موجودة فعلا لحل مشاكل الناس. ولكن يبقي تحديد آلية جديدة وتوقيت تنفيذها.