پأعتقد أن الهتاف الجماهيري التلقائي للأزهر. احتفاءً بحضور الإمام الأكبر الاحتفال بعيد العمال. تعبير صادق عما يكنه الشعب المصري من تقدير وإجلال لمشيخة "العلم والإسلام". ولعلمائنا العظام.. في مواجهة حملة يائسة. بغيضة غير مبررة من بعض الإعلام! ليت الأصوات الشاذة التي تستهدف الأزهر. تعي رسالة الرئيس السيسي. التي أطلقها خلال استقباله بابا الفاتيكان. قائلاً: "إن الأزهر بما يمثله من قيمة حضارية كبري. وما يبذله من جهود مقدرة للتعريف بصحيح الدين. وتقديم النموذج الحقيقي للإسلام. يقوم بدور لا غني عنه في التصدي لدعوات التطرف والتشدد. ومواجهة الأسس الفكرية الفاسدة للجماعات الإرهابية". لايزال الأزهر يسعي لترسيخ فلسفة العيش المشترك وإحياء منهج الحوار. واحترام عقائد الآخرين. والتعاون في مجال المتفق عليه بين المؤمنين بالأديان.. ولعل خير شاهد يتجلي في المبادرات المثمرة التي أطلقها الإمام الأكبر. ومنها: جولات الحوار بين حكماء الشرق والغرب. والحوار بين الأديان. واللجنة المشتركة للحوار بين الأزهر والفاتيكان. وقوافل السلام. پ "لا يجب أن نُحاكِم الأديان بجرائم قلة عابثة من المؤمنين بهذا الدين أو ذاك".. هكذا تحدث الإمام الأكبر. بعقليته المستنيرة. بحضور بابا الفاتيكان في ختام مؤتمر الأزهر العالمي للسلام.. قائلاً: "ليس الإسلام دين إرهاب. بسبب أن طائفة من المؤمنين به سارعوا لاختطاف بعض نصوصه. وأولوها تأويلاً فاسدًا. ثم راحوا يسفكون بها الدماء. ويقتلون الأبرياء. ويُروعون الآمنين ويعيثون في الأرض فسادًا. ويجدون من يمدهم بالمال والسلاح والتدريب". تسري هذه الرؤية السديدة علي كل الرسالات السماوية» إذ يضيف شيخ الإسلام: "ليست المسيحية دين إرهاب. بسبب أن طائفة من المؤمنين بها حملوا الصليب وراحوا يحصدون الأرواح لا يفرقون فيها بين رجل وامرأة وطفل ومقاتل وأسير. وليست اليهودية دين إرهاب بسبب توظيف تعاليم موسي عليه السلام - وحاشاه - في احتلال أراضي. راح ضحيته الملايين من أصحاب الحقوق من شعب فلسطين المغلوب علي أمره". ويمضي إمام السلام في كلمته التاريخية التي تجسد الفهم العميق لحقيقة الأديان. وتمثل إرثًا فكريًا للأمة. وللإنسانية جمعاء. قائلاً: "بل ليست الحضارة الأوروبية حضارة إرهاب بسبب حربين عالميتين اندلعتا في قلب أوروبا. وراح ضحيتهما أكثر من سبعين مليونًا من القتلي. ولا الحضارة الأمريكية حضارة إرهاب» بسبب ما اقترفته من تدمير البشر والحجر في هيروشيما ونجازاكي". ثم. يؤكد شيخ الأزهر: "هذه كلها انحرافات عن نهج الأديان ومنطق الحضارات. وهذا الباب من الاتهام لو فُتح- كما هو مفتوح علي الإسلام الآن- فلن يسلم دين ولا نظام ولا حضارة. بل ولا تاريخ من تهمة العنف والإرهاب". بهذا الملتقي التاريخي. وبغيره من جهود مُعتبرة يكتب. بأحرف من نور. فضيلة الإمام الأكبر د. أحمد الطيب. تاريخًا مشرفًا للأزهر. تحية إجلال وتقدير.. ل "إمام السلام".