بيروت "رويترز" - ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن جماعات متشددة وجماعات معارضة أخري أحرزت تقدما ضد القوات الحكومية السورية شمالي حماة في إطار أكبر هجوم للمعارضة منذ شهور الأمر الذي يسلط الضوء علي الآفاق القاتمة لمحادثات السلام التي تستأنف في وقت لاحق. وقال المرصد الذي يراقب الحرب إن المعارضة المسلحة استولت علي نحو 40 موقعا من الجيش منها ما لا يقل عن 11 قرية وبلدة وذلك منذ بداية هجوم حماه. وسلم مصدر عسكري سوري بأن المعارضة شنت هجوما واسع النطاق في المناطق الريفية من حماة بما وصفه المصدر بعدد كبير من الإرهابيين لكنه قال إن القوات السورية احتوت الهجوم. وذكرت وسائل إعلام حكومية والمرصد السوري ومقره بريطانيا إن الهجوم يتزامن مع اشتباكات في العاصمة دمشق حيث يخوض الجيش والمعارضة قتالا علي أطراف وسط المدينة في حي جوبر لليوم الخامس وسط قصف مكثف. ومن المستبعد أن يغير الهجوم المكاسب العسكرية التي حققتها قوات الحكومة السورية علي مدي 18 شهرا والتي توجت في ديسمبر باستعادة جيب المعارضة في حلب لكنه أظهر الصعوبة التي يواجهها الجيش في الدفاع عن العديد من الجبهات في آن واحد. ويثير تصاعد القتال في الأسابيع القليلة الماضية. علي الرغم من وقف إطلاق النار الذي توسطت فيه روسياوتركيا في ديسمبر . المزيد من الشكوك حول جهود السلام في جنيف حيث تستأنف المحادثات بعد مفاوضات سابقة لم تحقق تقدما يذكر. وقال سالم المسلط المتحدث باسم الهيئة العليا للمفاوضات في جنيف نأمل في رؤية شريك جاد علي الطرف الآخر من الطاولة. ويحضر ممثلون عن حكومة الرئيس السوري بشار الأسد المدعومة من روسيا وإيران ومقاتلين شيعة محادثات جنيف كذلك ويتبادل الجانبان الاتهامات بانتهاك وقف إطلاق النار. وقال المرصد إن معارضين بقيادة جبهة تحرير الشام المتشددة ومنهم جماعات تقاتل تحت راية الجيش السوري الحر حققوا تقدما جديدا واستمر القتال . وأضاف أنهم كانوا قد هزموا القوات الحكومية في نحو 40 بلدة وقرية ونقطة تفتيش شمالي حماه وتقدموا حتي صاروا علي مسافة بضعة كيلومترات من المدينة وقاعدتها الجوية العسكرية. وسيطرت المعارضة في إحدي المناطق علي قرية شيزر واقتربت من تطويق بلدة محردة التي يسيطر عليها الجيش. وكان المصدر العسكري السوري قال إن تعزيزات أرسلت إلي جبهة حماة. وأقوي فصيل في تحالف تحرير الشام هو ما كان يعرف باسم جبهة النصرة التي كانت الفرع الرسمي لتنظيم القاعدة في سوريا حتي انفصلت عنه رسميا العام الماضي. ومن القري التي يدور فيها القتال قرية تسكنها أغلبية مسيحية. وتنفذ الولاياتالمتحدة. التي تدعم بعض جماعات الجيش السوري الحر خلال الحرب إلي جانب تركيا ودول خليجية. ضربات جوية تستهدف قادة تحرير الشام منذ يناير كانون الثاني. وقال سامر عليوي المسئول بجماعة جيش النصر المنضوية تحت لواء الجيش السوري الحر وتقاتل قرب حماة علي حساب للمعارضة علي موقع للتواصل الاجتماعي إن الهجوم يهدف إلي تخفيف الضغط علي المعارضة في أماكن أخري وإلي منع الطائرات الحربية من استخدام قاعدة جوية قريبة. وأضاف عليوي بعد فشل المؤتمرات السياسية فإن الحل والعمل العسكري ضرورة ملحة. وقال المرصد السوري إن الاشتباكات تصاعدت في دمشق حول المنطقة الصناعية في جوبر علي مشارف أحياء وسط العاصمة. وذكرت وحدة الإعلام الحربي لجماعة حزب الله اللبنانية المتحالفة مع الحكومة أن اشتباكات وقعت في جوبر واستهدف قصف مكثف مواقع للمعارضة في المنطقة. وعرض التليفزيون الحكومي لقطات لمراسل يتحدث من حي العباسيين بالعاصمة في ساعة الذروة الصباحية لكن الشارع بدا هادئا لا تمر به سوي سيارة واحدة أو اثنتين وعدد قليل من المارة وترددت أصوات انفجارات في الخلفية.