اشتبك تحالف من مقاتلي الفصائل الإسلامية وفصائل معارضة اخرى مع مسلحين من جماعة الدولة الإسلامية في العراق والشام في شمال غرب سوريا اليوم السبت في هجمات منسقة ضد الجماعة القوية المرتبطة بالقاعدة. وقال نشطاء إن عشرات من مسلحي هذه الجماعة قتلوا في الاشتباكات التي بدأت الجمعة وربما كان السبب في اندلاعها هو تزايد الاستياء من مقاتلي الدولة الإسلامية في العراق والشام المتشددين وأغلبهم من الجهاديين الأجانب. وكان جيش المجاهدين الذي شكل حديثا وهو ائتلاف من ثمانية ألوية من بين الجماعات التي اشتبكت مع مقاتلي الدولة الإسلامية في العراق والشام. ويتهم جيش المجاهدين الدولة الإسلامية في العراق والشام بالسطو على كفاحهم للإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد. وقال إن مقاتلي الدولة الإسلامية في العراق والشام يعملون على تقويض الاستقرار والأمن في المناطق "المحررة" من خلال السرقة والخطف ومحاولة فرض رؤيتهم الخاصة للإسلام وتعهد بقتالهم إلى ان يتم طرد مقاتلي هذه الجماعة من سوريا. وأدى الاقتتال بين معارضي الأسد إلى تعزيز موقفه قبل محادثات السلام المقررة في جنيف في 22 يناير كانون الثاني. وتمكن الأسد بدعم من مقاتلين شيعة من العراق وميليشيا جماعة حزب الله اللبنانية من صد مقاتلي المعارضة حول دمشق وفي وسط سوريا ولا يواجه ضغوطا تذكر لتقديم تنازلات. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن مقاتلين من الجبهة الإسلامية -المؤلفة من عدة الوية إسلامية كانت على صلة وثيقة بالدولة الإسلامية في العراق والشام في السابق- خاضوا اشتباكات عنيفة مع الجماعة في محافظة حلب الشمالية. وقال المرصد وهو جماعة مراقبة مقرها بريطانيا إن ما لا يقل عن 60 شخصا قتلوا في الاشتباكات التي وصفها بانها تحد كبير لسيطرة الدولة الإسلامية في العراق والشام في حلب ومحافظة إدلب المجاورة. وتوارى الجيش السوري الحر الذي كانت القوى الغربية تأمل في أن يشكل قوة معتدلة قادرة على الإطاحة بالأسد خلف كل من الدولة الإسلامية في العراق والشام وجبهة النصرة وهي فرع اخر للقاعدة ومقاتلين إسلاميين من الجبهة الإسلامية. وتجلى ذلك في نوفمبر عندما فقدت القيادة العسكرية للجيش السوري الحر سيطرتها على قاعدة عسكرية ومخزن أسلحة كبير بالقرب من الحدود التركية. وسعى الائتلاف الوطني للمعارضة السورية وهو جماعة المعارضة الرئيسية للأسد في المنفى إلى تصوير اشتباكات اليوم السبت على انها هجوم مضاد من قبل الجيش السوري الحر ضد "القمع الاستبدادي" للدولة الإسلامية في العراق والشام. وقال منذر اقبيق العضو بالائتلاف إن الشعب السوري رفض بوضوح محاولات القاعدة للتواجد في "الأراضي المحررة". وأضاف أن محاربة التطرف في سوريا تتطلب تعزيز الجيش السوري الحر في هذه المرحلة الحرجة. وقال الائتلاف إن الاشتباكات تفجرت بعد ان اطلق مسلحون من الدولة الإسلامية في العراق والشام النار على حشد من المدنيين في قرية كفر تخاريم كانوا يحيون ذكرى وفاة حسين سليمان وهو طبيب سوري شهير وقيادي بالمعارضة لقي حتفه أثناه احتجازه لدى مقاتلي هذه الجماعة. وسلمت الدولة الإسلامية في العراق والشام جثة سليمان يوم الثلاثاء في إطار تبادل الأسرى بين قوى المعارضة المتنافسة. وأظهرت لقطات مصورة لجثته وجود علامات على تعرضه للضرب وكانت احدى اذنيه مقطوعة. وجرت عدة مظاهرات في انحاء حلب الجمعة للتنديد بمقتله. وشارك في بعض المظاهرات مئات من المحتجين وهو عدد ضئيل بالمقارنة بالألاف الذين نزلوا إلى الشوارع في مظاهرات مناهضة للأسد في الاشهر الاولى من الانتفاضة التي تحولت بعد ذلك إلى صراع مسلح. وقتل أكثر من 100 ألف شخص في الصراع المستمر منذ نحو ثلاثة أعوام . وتقول الأممالمتحدة إن اكثر من مليوني شخص غادروا سوريا هربا من الصراع وان 6.5 مليون اخرين نزحوا داخليا. ويدور الصراع بين مقاتلين من السنة والقوات الموالية للأسد المنتمي للطائفة العلوية الشيعية. وأدت بواعث القلق من ازدياد نفوذ الجماعات السنية المتصلة بالقاعدة في مناطق المعارضة في شمال وغرب سوريا إلى زيادة احجام الغرب عن التدخل عسكريا في الصراع خلافا لتدخل حلف شمال الأطلسي السريع في ليبيا عام 2011.