بعد قرار الحكومة.. موعد إجازة رأس السنة الهجرية 2025 للموظفين    أسعار سبائك الذهب اليوم الجمعة 20 يونيو 2025.. 50 جرام تكسر حاجز ال250 ألف جنيه    المستشار القانوني لرابطة المستأجرين: قانون الإيجار القديم سيُقضى بعدم دستوريته حال صدوره    قائد سابق للحرس الثوري: المواد المخصبة نقلت إلى أماكن آمنة    وسائل إعلام عبرية: 31 إصابة جراء سقوط الصاروخ الإيراني على بئر سبع    موعد مباراة فلامنجو وتشيلسي في كأس العالم للأندية والقنوات الناقلة    برقم الجلوس نتيجة الصف الثالث الإعدادي في 10 محافظات.. رسميًا الآن    وسائل إعلام إسرائيلية: إصابة 18 شخصا جراء سقوط صاروخ إيرانى جنوب إسرائيل    إعلام إيرانى: دفعة صواريخ جديدة تستهدف النقب بالقرب من قاعدة نواتيم الجوية    أسعار الفراخ اليوم الجمعة 20-6-2025 بعد الارتفاع وبورصة الدواجن الرئيسية    «أول مرة في حياتي».. تعليق مثير من وسام أبو علي بشأن هدفه الذاتي    سعر الدولار اليوم الجمعة 20-6-2025 بعد الارتفاع الجديد عالميًا    شيرين رضا: جمالي سبب لي مشاكل.. بس الأهم إن أنا مبسوطة (فيديو)    مباحث الأقصر تضبط مسجل خطر بحوزته حشيش وشابو بمنطقة أبو الجود    الفوز الأول.. أتلتيكو مدريد يطوي أحزانه ويدمر آمال سياتل    مينا مسعود يكشف عن كواليس ارتباطه بالممثلة الهندية إميلي شاه ويعلن موعد حفل زفافه (فيديو)    الشكاوى من المعلمين وليس الطلاب.. بداية هادئة لامتحانات «الثانوية العامة»    اللجنة العليا للزيوت: لا نقص في السلع والمخزون الاستراتيجي يكفي 11 شهراً    إعلام إيراني: معارك جوية فوق مدينة جرجان بمحافظة جولستان شمال شرقي إيران    الوكالة الدولية: منشأة التخصيب الجديدة التي أعلنتها إيران في أصفهان    «الطقس× أسبوع».. معتدل إلى شديد الحرارة والأرصاد تحذر من اضطراب الملاحة والرياح والشبورة بالمحافظات    السيطرة على حريق شب داخل كافيه شهير بالنزهة    "مش كل لاعب راح نادي كبير نعمله نجم".. تعليق مثير للجدل من ميدو بعد خسارة الأهلي    «خرج من المستشفى».. ريال مدريد يكشف عن تطور جديد في إصابة مبابي    إيران تعلن عن غارات إسرائيلية على مناطق لويزان وبارتيشن ودماوند شرق طهران    الجبهة الداخلية المصرية متماسكة في مواجهة كل الأخطار    محافظ المنيا يشهد مراسم تجليس نيافة الأنبا بُقطر أسقفًا لإيبارشية ديرمواس    إير كايرو توسّع أسطولها الجوي بتوقيع اتفاقية جديدة في معرض باريس للطيران    اليوم.. مصر للطيران تنظم اليوم 11 رحلة جوية لعودة الحجاج    قبل الغلق.. رابط التقديم لوظائف المدارس المصرية اليابانية 2026    10 صور لاحتفال وزير الشباب والرياضة بعقد قران ابنته    الاتحاد الأفريقي يعلن مواعيد دوري الأبطال والكونفدرالية    ثقافة الفيوم تناقش أثر المخدرات على الشباب وتقدم مسابقات ترفيهية للأطفال.. صور    «إنجاز طبي جديد».. تحت مظلة منظومة التأمين الصحي الشامل    خبير اقتصادي: البنوك المركزية قد تعود لرفع الفائدة هربًا من موجة تضخم جديدة    البطريركية القبطية في جنوب أفريقيا تقود صلاة الغروب الأرثوذكسية: "سلامي أتركه لكم"    أستاذة علوم سياسية: الصراع الإيراني الإسرائيلي تحول إلى لعبة "بينغ بونغ" عسكرية    خبير في الحركات الإسلامية: الإخوان يستخدمون غزة كغطاء لأجنداتهم التخريبية    وزير الأوقاف: تعاون مشترك مع اتحاد الجامعات لدعم الأعمال الوقفية ومواجهة الإرهاب    خلافات عائلية تنهي حياة خفير نظامي في الفيوم    خبير يكشف كمية المياه المسربة من بحيرة سد النهضة خلال شهرين    تعرف على ترتيب مجموعة الأهلي بعد خسارته وفوز ميامي على بورتو    ريبييرو: أغلقنا ملف بالميراس.. ونستعد لمواجهة بورتو    هل من حق مريض الإيدز الزواج؟ نقيب المأذونين يجيب (فيديو)    بسبب بلاغ للنائب العام.. محمد رمضان يعتذر لعائلة «هلهل»    هنا الزاهد ب"جيبة قصيرة" وصبا مبارك جريئة.. لقطات لنجوم الفن خلال 24 ساعة    حدث بالفن| وفاة والدة مخرجة وفنانة تستغيث ونجمة ترد على شائعة زواجها    "وحش البحار" و"ليو".. أعمال يشاهدها الجمهور على "نتفليكس" في الصيف    قادة كنائس يستعرضون دروس مقاومة نظام الفصل العنصري بجنوب أفريقيا    طبق الأسبوع| من مطبخ الشيف الأردنية نسرين الوادي.. طريقة عمل شوربة البروكلي    باحث: 36 سببًا لمرض ألزهايمر    خالد الجندى: الكلب مخلوق له حرمة والخلاف حول نجاسته لا يبرر إيذائه    نائب رئيس الوزراء يترأس اجتماع المجلس الوطني للسياحة الصحية    فاتتني صلاة في السفر كيف أقضيها بعد عودتي؟.. الأزهر للفتوى يوضح    ما حكم تشغيل صوت القرآن أثناء النوم؟.. أمين الفتوى يجيب    محافظ أسيوط يفتتح وحدة طب الأسرة بمدينة ناصر بتكلفة 5 ملايين جنيه – صور    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الخميس 19-6-2025 في محافظة قنا    هل الحسد يمنع الرزق؟.. الشيخ خالد الجندي يوضح    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



حرب «تل أبيب - طهران».. المنطقة على حافة الهاوية
نشر في بوابة أخبار اليوم يوم 20 - 06 - 2025


■ كتب: محمد ياسين - محمد مخلوف
التصعيد غير المسبوق، في المواجهة العسكرية المباشرة بين إسرائيل وإيران، سبق وحذرت منه مصر طوال الوقت، ومن اتساع حدة الصراع، ونقله إلى مناطق أخرى، وهو ما حدث بهذه الحرب، والمواجهة العسكرية بين الطرفين، والتي أعادت تشكيل ديناميكيات القوة وميزانها فى المنطقة، وطرحت تساؤلات حاسمة حول مستقبل المنطقة.. السؤال الرئيسي الذي يطرح نفسه هنا: إلى أين تتجه المنطقة؟ ومن هم اللاعبون في هذه الحرب؟
◄ وزير الخارجية: الهجمات الإسرائيلية تصعيد خطير يدفع المنطقة نحو الفوضى
◄ فرج: تدخل أمريكي قريب للتهدئة والعودة للمفاوضات
◄ تركي: المنطقة تتجه لعدم الاستقرار والتفتيت وإهدار قدرات الدول
◄ كبير: أمريكا مع إسرائيل.. وفرنسا وألمانيا تلوحان بحقها في تأمين نفسها
أكد وزير الخارجية السفير بدر عبدالعاطى، فى تصريحات خاصة ل"آخر ساعة"، أن الهجمات الإسرائيلية على إيران تعد تصعيداً خطيراً يهدد السلم والأمن الإقليمى ويدفع المنطقة إلى حالة من عدم الاستقرار والفوضى، مشيراً إلى أنه يواصل بتكليف من القيادة السياسية المصرية، اتصالاته الهاتفية مع عدد من نظرائه العرب والأوروبيين لمتابعة التطورات المتسارعة بالإقليم فى أعقاب التصعيد الإسرائيلى الأخير واستهداف مواقع داخل الأراضى الإيرانية، لإدانة الهجمات الإسرائيلية وبحث سبل التهدئة، ولتبادل الرؤى والتقييمات بشأن تداعيات العدوان غير المبرر وغير المسئول للتصعيد الإسرائيلى وانعكاسه الخطير على أمن واستقرار المنطقة.
وشدد وزير الخارجية، على رفض مصر وإدانتها التعدى على سيادة الدول وانتهاك وحدة وسلامة أراضيها، مؤكدًا على أهمية العمل على خفض التصعيد وعدم انزلاق المنطقة بأكملها إلى فوضى شاملة وتوسيع رقعة الصراع، مؤكداً أن أوهام القوة لن تحقق الأمن لإسرائيل، ولا يوجد أى حلول عسكرية للأزمات الراهنة بالمنطقة .لافتاً إلى أن الوضع لا يتحمل أزمات جديدة، موضحاً أن عدوان جيش الاحتلال يمثل تصعيداً خطيراً وانتهاكاً فاضحاً للقانون الدولى وميثاق الأمم المتحدة.
■ الدمار في تل أبيب
◄ مرحلة خطيرة
ومن جانبه يؤكد اللواء الدكتور سمير فرج، أن التطورات الأخيرة فى المنطقة تشير إلى أن الصراع بين إيران وإسرائيل دخل مرحلة خطيرة، وبات مفتوحًا على كافة السيناريوهات، سواء العسكرية أو السياسية.
إن الضربة الإسرائيلية الأخيرة، التى استهدفت مواقع نووية وعسكرية داخل إيران وأدت إلى مقتل عشرات القيادات والعلماء، تُعد تطورًا نوعيًا فى شكل المواجهة، ومن شأنها أن تجرّ المنطقة إلى تصعيد غير مسبوق، فنحن الآن أمام مشهد إقليمى معقد، والمنطقة الآن تتجه نحو انفجار عسكرى شامل أو إلى طاولة مفاوضات تحكمها موازين الردع والخسائر.
واستبعد اللواء فرج تدخلًا مباشرًا من الولايات المتحدة فى المرحلة الحالية، مرجحًا أن تظل واشنطن فى موقف المتابع والداعم اللوجستى، ما لم تشعر بتراجع كبير فى القدرة الإسرائيلية على الصمود، حيث إن أمريكا تدرك أن تدخلها المباشر سيحوّل الصراع إلى حرب إقليمية شاملة، حيث إن الحرب لا تُحسم فقط فى الميدان، بل يُكملها التفاوض السياسى، وأن الطرف الأقوى ميدانيًا هو من يفرض شروطه لاحقًا.
أوضح اللواء سمير فرج أن أنواع الصواريخ المستخدمة فى الرد الإيرانى على إسرائيل. هما نوعان رئيسيان من الصواريخ: الصواريخ الباليستية والصواريخ الفرط صوتية. ويكمن الفرق بينهما أن الصواريخ الباليستية لا تتجاوز سرعتها خمسة ماخ (أى خمسة أضعاف سرعة الصوت)، أما الفرط صوتية فتتجاوز هذا الحد، وتصل سرعاتها إلى 13، 15 وحتى 17 ماخ، وهو ما نراه حاليًا فى الصواريخ الإيرانية من طراز «فتاح1» و«فتاح2»، وتخرج هذه الصواريخ من الغلاف الجوى، ولا تخضع للجاذبية، ما يجعل تعقبها واعتراضها أمرًا بالغ الصعوبة، فعند انطلاق الصاروخ، قد تلتقطه الرادارات فى لحظة خروجه، لكنه بعد ذلك يصبح غير مرصود حتى يهبط فجأة على الهدف. وهو السبب فى أن منظومات الدفاع الجوى الإسرائيلية مثل القبة الحديدية، ومقلاع داوود، وآرو 1 و2، وحتى نظام THAAD الأمريكى، عجزت جميعها عن التصدى لهذه الصواريخ، التى أصابت أهدافًا مباشرة فى تل أبيب.
◄ دعم إسرائيل
وأوضح فرج أن الولايات المتحدة الأمريكية حتى الآن لم تتدخل بشكل مباشر، لكنها أعلنت بوضوح أنها ستدعم إسرائيل فى حال تعرضت لهجوم كبير، تمامًا كما حدث فى الضربة الإيرانية السابقة، حين شاركت كل من فرنسا وبريطانيا وأمريكا فى التصدى للصواريخ، ويؤكد فرج أن هذه ليست بداية حرب شاملة، بل هى ضربة تهدف من خلالها إيران إلى إثبات حضورها وقدرتها على الرد، خصوصًا بعد الضربة الإسرائيلية التى أسفرت عن مقتل ما لا يقل عن 20 من كبار قادتها، بينهم قيادات فى الحرس الثورى والعلماء النوويين، وهى خسائر غير مسبوقة.
وأكد فرج أنه سيكون هناك تدخل أمريكى قريب يهدف إلى تهدئة الوضع وإعادة الأطراف إلى طاولة المفاوضات. فكما حدث فى مرات سابقة، لا تُحلّ مثل هذه الأزمات عسكريًا فقط، بل عبر التفاوض السياسى بعد الضربات، وبالعودة إلى تصريحات وزير الدفاع الإسرائيلى، الذى قال إن إيران تجاوزت الخطوط الحمراء، فهذا يعنى ببساطة أن الضربات الإيرانية بدأت تصيب مواقع حساسة للغاية داخل إسرائيل، ربما مراكز قيادة أو منشآت استراتيجية. وهنا تكمن الخطورة، إذ إن استمرار الضربات قد يُدخل إسرائيل فى دائرة التفكير باستخدام السلاح النووى تحت مبدأ «الحق فى الدفاع الوجودى»، وهو ما قد يستدعى تدخلا أمريكيا مباشرا لوقف أى تصعيد إضافى.
◄ حفظ ماء الوجه
وأوضح فرج أن إيران استهدفت محيط مفاعل ديمونة بالفعل فى مرات سابقة دون إصابته المباشرة، لكن الوضع اليوم مختلف، حيث تعتبر إيران نفسها فى حالة رد مفتوح على ضربات استهدفت منشآتها النووية الحساسة فى نطنز وتبريز وغيرها، وهى الآن قد تستبيح كافة الأهداف داخل إسرائيل، وهى محاولة لحفظ ماء الوجه أمام الجبهة الداخلية فى إيران حيث إن الشارع الإيرانى غاضب ومصدوم بعد خسارة عدد كبير من قادته، والحكومة بحاجة إلى إثبات أنها ما زالت قادرة على الرد، ليس أمام العالم فقط، بل أمام شعبها كذلك.
◄ اقرأ أيضًا | وسائل إعلام إيرانية: تفعيل منظومات الدفاع الجوي غربي طهران
◄ عمل عسكرى أرعن
ومن جانبه يقول الخبير العسكرى والاستراتيجى والمستشار فى كلية القادة والأركان، اللواء أسامة محمود كبير: بمعايير الاستراتيجيات العسكرية لا يمكن احتساب الضربة الإسرائيلية ضد إيران فجر الجمعة الماضية، غير أنها عمل عسكرى أرعن بكل المقاييس، لأن الجميع يعرف وأولهم إسرائيل نفسها بأن كلا الطرفين لا يملكان الحسم الكامل حالة نشوب الحرب بينهما، غير أن إسرائيل هى التى بدأت (والبادئ أظلم)، ونتنياهو يعلم تماماً بمدى صعوبة الحرب ونتائجها الكارثية على دولة الكيان وهو ما شاهدناه على وسائل الإعلام عندما استفاقت إيران من صدمة الضربة الأولى و قيامها بتوجيه ضربتها على إسرائيل بعملية (الوعد الصادق 3) التى شملت مئات الصواريخ البالستية التى أحدثت خسائر مادية جسيمة بمدن وضواحى إسرائيل.
وتابع كبير: ولأن عملية عربات جدعون التى أطلقها نتنياهو فى غزة باءت بالفشل وكما كان متوقعاً لها، كذلك لكثرة المشاكل التى تحاوط الإدارة الإسرائيلية خاصة بتعبئة الاحتياط بجيش إسرائيل وكذلك بتجنيد الحريديم، وللنزاع الداخلى مع المعارضة، فلم يكن لدى نتنياهو فكرة أفضل من تحويل الأنظار إلى خارج غزة وتوجيه الضربة لإيران واغتيال عدد من كبار العسكريين وعلماء الذرة الإيرانيين، حيث نجح نتنياهو فى الهروب باختلاق مشكلة جديدة وخداع رئيس أركانه (زامير) وتوريط الرئيس الأمريكى معه والتحرك ضد إيران لاكتساب مزيد من الوقت يمكن من خلاله تدبير مخرج آخر باتجاه جديد وهكذا، وعليه فإن مستقبل منطقة الشرق الأوسط بالوقت الراهن مهدد لأعلى درجة والوضع الأمنى بالمنطقة على شفا جرف حتى تنجرف كلها فى أتون حرب لا يعلم أحد إلى ما قد تصل، وأصبحت الولايات المتحدة مسئولة بشكل مباشر عن تصرفات نتنياهو وتحركاته العشوائية بالإقليم هذا وإلا فإنها ستخسر الكثير من مصالحها وأهدافها بالشرق الأوسط.
وأشار اللواء كبير، إلى أنه بالنسبة للاعبين الآخرين بهذا الشأن، فإن كانت أمريكا تدعم إسرائيل وفرنسا وألمانيا تلوحان بحق إسرائيل فى تأمين نفسها، فإن الصين، تدعم إيران بالسلاح وسيمتد دعمها لها بالمحافل السياسية حالة فرض المشكلة على مجلس الأمن، وكذلك قد تتحرك باكستان لدعم إيران، ومن هنا قد تتحرك الهند بالجهة المضادة لدعم إسرائيل، يشار إلى أن رئيس كوريا الشمالية قد أبدى دعمه لإيران أيضاً، وعلى المستوى الداخلى فإن الحوثيين متحركون ضد إسرائيل باستئناف قصفها بالصواريخ، وحزب الله بدأ هو أيضا فى شحذ أنيابه وفى التقدير سيتدخل عسكرياً هو الآخر ضد إسرائيل، ودول مجلس التعاون أصابها الضرر من فعل إسرائيل بالمنطقة فأمن الخليج على المحك والخوف من ردود فعل إيرانية أمر مشروع .
◄ تداعيات كارثية
بينما يقول الخبير فى العلاقات الدولية بجامعة القاهرة، د.إسماعيل تركى: المنطقة تتجه نحو مزيد من عدم الاستقرار، وربما مرحلة أكثر عنفاً وتجزئة وتفتيتاً وإهداراً لقدرات الدول بدلاً من العمل من أجل السلام والاستقرار والتنمية، ويمكن رؤية هذه التداعيات من خلال، تصعيد إقليمى أوسع ويظل التخوف الأكبر هو تحول الصراع الثنائى إلى حرب إقليمية شاملة، فاستمرار تبادل الضربات يعنى احتمالية جر أطراف أخرى إلى المواجهة، سواء بشكل مباشر أو غير مباشر، مما يهدد بزعزعة استقرار دول الجوار وتوسيع رقعة الصراع.
يتابع: المنطقة تتجه إلى حدوث أزمة اقتصادية تؤثر على كافة دول العالم وخاصة الصناعية منها، حيث تعد المنطقة مصدراً رئيسياً لإمدادات النفط والغاز العالمية، وأى تصعيد يؤدى إلى تعطيل حركة الملاحة فى مضيق هرمز، كما صرح وزير الخارجية الإيرانى أن إيران تدرس كل الاحتمالات الممكنة بشأن غلق هذا الممر الحيوي، الذى يؤدى إلى ارتفاع جنونى فى أسعار الطاقة، مما يهدد بحدوث أزمة اقتصادية عالمية غير مسبوقة، وقد بدأت بالفعل أسعار النفط والذهب فى الارتفاع، مع تأثيرات سلبية على الأسواق العالمية، إضافة إلى تغير التحالفات وتوزيع القوى فمن الممكن أن تشهد المنطقة إعادة ترتيب فى التحالفات الإقليمية والدولية، فالدول التى كانت تتبع سياسات متوازنة قد تجد نفسها مجبرة على الانحياز لطرف على حساب آخر، مما يزيد من تعقيد المشهد الجيوسياسى.
أشار الدكتور تركى، إلى أنه يتوقع حدوث تداعيات إنسانية كارثية، فلا شك أن الحرائق المشتعلة فى أكثر من ملف إضافة للمواجهة بين إسرائيل وإيران ستخلف تداعيات إنسانية وخيمة، بما فى ذلك نزوح أعداد هائلة من السكان، وتدمير البنى التحتية، وتفاقم الأزمات الإنسانية القائمة، والمنطقة كان ينقصها هذه الجولة من الصراع لتزيد الأوضاع سوءاً أكثر مما هى سيئة، وتحديات أمنية متزايدة، حيث تؤدى الفوضى وعدم الاستقرار لزيادة نشاط الجماعات المتطرفة والإرهابية، مما يشكل تحديًا أمنيًا جديدًا على المستويين الإقليمى والدولى.
◄ تعدد الأطراف
أضاف قائلاً: وفى هذا الصراع المعقد، تتعدد الأطراف الفاعلة وتتداخل مصالحها، ويمكن إيجاز أبرز اللاعبين المؤثرين فى الآتى: إسرائيل، حيث تلعب إسرائيل دوراً محورياً فى هذا الصراع، وتنظر إلى إيران كتهديد وجودى لأمنها، خاصة فيما يتعلق ببرنامجها النووى وتمدد نفوذها الإقليمى عبر وكلائها، وتسعى إسرائيل إلى تدمير القدرات العسكرية الإيرانية وتقويض نظامها إذا أمكن، وربما تكون لديها أهداف أبعد تتجاوز الرد المباشر، يتعلق بسيادة إيران ووحدة أراضيها، بالإضافة إلى إيران، حيث تعتبر إيران الهجمات الإسرائيلية انتهاكاً لسيادتها وتتوعد بردود قاسية.
وتسعى طهران إلى تأكيد نفوذها الإقليمى وقدرتها على الردع، وتعتمد على شبكة من الوكلاء والجماعات المسلحة فى المنطقة (مثل حزب الله فى لبنان، والحوثيين فى اليمن، وفصائل عراقية) لمواجهة إسرائيل وحلفائها، صحيح أن هذه الجماعات تم القضاء على كثير من قدراتها وتم تحييدها ولكن مازالت موجودة ويمكن إعادة بناء قدراتها على المدى المتوسط والطويل، والولايات المتحدة الأمريكية، حيث تلعب دوراً حاسماً كحليف استراتيجى لإسرائيل، حيث تقدم لها الدعم العسكرى والاستخباراتى، فى الوقت ذاته أما باقى الأطراف فتعتبر أدوارها ثانوية، نحن نتحدث عن القوى الدولية روسيا والصين والقوى الإقليمية للدول العربية وتركيا وسيكون لها دور فى مرحلة التهدئة أما مرحلة التصعيد العسكرى والمواجهة المباشرة فيتضاءل الدور الذى من الممكن القيام به من هذه الأطراف الثانوية.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.