عبدالمنعم أبو الفتوح رئيس حزب مصر القوية قال في تدوينة له علي "تويتر": "جريمة الفصل العنصري هي أشد جريمة ضد الإنسانية تستوجب عقاب الدولة التي ترتكبها. أين حكومات العالم العربي بعد وصف تقرير الأممالمتحدة إسرائيل بها.. ؟؟". هذا الكلام كنا سنقبله لو قاله مناضل حقيقي وليس أبو الفتوح الإخواني الدعي.. وردنا عليه ببساطة شديدة يتلخص في الآتي: * أولاً.. ان إسرائيل تمارس "الأبارتايد" من قبل نشأتها عام 1947 وليس الآن فقط أو بمناسبة تقرير لجنة الأممالمتحدة الاقتصادية والاجتماعية لغرب آسيا "الاسكوا".. وهي لا تمارسه علي الفلسطينيين فحسب بل علي اليهود المتجنسين بالجنسبة الإسرائيلية أيضاً.. فاليهودي الأمريكي غير الأوروبي غير الروسي غير الافريقي غير الآسيوي.. فلماذا الآن فقط تتساءل بغرض ومرض عن الحكومات العربية بالذات.. ؟؟ * ثانياً.. الحكومات العربية التي تتساءل أين هي وفي مقدمتها مصر حاربت إسرائيل 4 حروب خسرنا ثلاثاً منها أعوام 48. 56. 1967 ثم انتصرنا في حرب أكتوبر 1973 واسترددنا أرضنا بالكامل.. علماً بأن هذه الحروب لم تكن بسبب سياسة الفصل العنصري والذي كان موجوداً فعلاً بل من أجل "فلسطين" المختطفة والمشرد شعبها.. ودفعت مصر الفاتورة كاملة حيث قدمت أكثر من 100 ألف شهيد من خيرة أبنائها ليس بينهم "إخواني" واحد. * ثالثاً.. نطالب الحكومات العربية بمعاقبة إسرائيل.. وأنا أسألك: كيف تعاقبها؟؟.. ان تقطع مصر والأردن العلاقات معها مثلاً ولو أدي ذلك إلي حرب؟؟.. وماذا عن الدول التي انفتحت علي إسرائيل بدون اتفاقيات سلام مثل قطر والمغرب؟؟.. أم تقصد تكوين جيش عربي لمحاربتها وإسقاط كل الدول العربية ثم تأتون أنتم وتلتهمون "التورتة" علي الجاهز؟؟.. طيب.. ماذا فعلت حكومتكم الإخوانية عندما كنتم تحكمون لمدة سنة كاملة في غفلة من الزمن؟؟.. هل قطعتم العلاقات أو حاربتم؟؟.. لقد فعلتم ما يندي له الجبين حيث مضغتم وهضمتم شعار "عالقدس رايحين.. شهداء بالملايين" الذي صدعتم دماعنا به وحل مكانه فيما بعد "علي مصر رايحين.. خونة بالملايين".. !!! ليس هذا فحسب.. بل ان رئيس جماعتكم وأهلكم وعشيرتكم الخائن محمد مرسي أرسل خطاباً إلي الرئيس الإسرائيلي وقتها شيمون بيريز بدأه بعبارة "صديقي الوفي" وأنهاه بعبارة تمني فيها لإسرائيل التقدم والازدهار.. !!! فهل هذا هو العقاب الذي تقصده.. ؟؟ * رابعاً.. منذ متي كنت مناضلاً يا أبو الفتوح؟؟.. ان صلتك بالنضال تنحصر في وقوفك أمام الرئيس السادات لتناقشه في عزل الغزالي وتوبيخه لك بشدة لتجاوزك حدود الأدب في الحديث.. ثم اختفيت لتظهر من جديد في أحداث "الربيع العبري" وانتفاضة "25 زفت" لتكشف عن إخوانية مقيتة بداخلك تكره بها مصر والعرب والمسلمين والحياة ذاتها.. وانتهي بك المطاف إلي تمثيلية وضيعة لم تنطل علي أحد بفصلك الصوري من الجماعة بسبب ترشيح نفسك للانتخابات الرئاسية.. والآن.. نقحت عليك إخوانيتك بشكل أكثر فجاجة عن ذي قبل.. فهل هذا هو التاريخ النضالي الذي يسمح لك بالتهكم علي الحكومات العربية.. ؟؟ * خامساً.. لماذا لا تقول هذا الكلام لأتباعكم الحمساويين الإخوان في غزة أدعياء النضال مثلكم الذين يتعاملون مع إسرائيل برقي وتفاهم شديدين؟؟.. ولماذا لا تقوله لتميم ابن موزة الذي حول إمارته إلي بيت ضيافة للإرهابيين الهاربين من جماعتكم وانفتح علي إسرائيل سياسياً وإعلامياً واقتصادياً وتجارياً ويمتلك هو وأسرته قصوراً علي الشواطئ الإسرائيلية؟؟.. ولماذا لا تقوله لسلطانكم المزعوم أردوغان الذي أقام جسراً قوياً للتعاون مع إسرائيل خاصة ان قضية فلسطين ليست عربية فقط بل إسلامية أيضاً؟؟.. أليس هؤلاء أدعي بأن توجه اليهم رسالتك الضحلة والمغرضة وبالاسم.. ؟؟ شوف يا أخ.. لأنك تعني مصر في المقام الأول بكلامك فإنني أود تذكيرك لعلك تفهم.. ان مصر دولة مؤسسات وان القرار فيها ليس فردياً.. فهي ليست جماعة إرهابية مارقة مثل جماعتكم أو تؤوي إرهابيين أو تنفق عليهم مثل تركياوقطر.. مصر بها قوانين وبرلمان يحاسب الحكومة والرئيس ذاته.. انتهي عندنا زمن الشعارات واقحام جيشنا في معارك تنهكه ولا طائل من ورائها.. ضحينا بأرواح أولادنا واستقرارنا واقتصادنا لعقود طويلة جداً ولسنا مستعدين لمزيد من التضحية التي هي التهور بعينه والغباء ذاته ولسنا متهورين ولا أغبياء.. لدينا قنوات شرعية قادرة علي التعامل بالقوانين الدولية مع أي سياسات شاذة.. انس تماماً أن نضع "نقطة* ونبدأ من أول السطر.. فقد وضعنا الأسس وها نحن نبني عليها ومن رابع المستحيلات أن نهدم بأيدينا ما بنيناه بالدم والدموع وربط الأحزمة علي البطون. شوف يا أخ.. إذا كنت تظن نفسك مناضلاً حقيقياً ولك وضعك الدولي والاقليمي اذهب إلي إسرائيل وقف أمام الكنيست كما فعل السادات وقل لهم في وجههم ما تريد قوله.. لكن لأنك أصغر من هذا ولست علي خريطة النضال ولا حتي علي شمالها فأنصحك بأن تغلق فمك بالضبة والمفتاح.. كفاكم هرتلة فارغة وبطولات زائفة وكذباً مفضوحاً.. صحيح "يموت الإخواني.. ولسانه بيكذب".. يا أخ انتهي زمن "الحنجوريات" إلي غير رجعة.. ياريت تكون فهمت.