يبدو أن محافظة الإسكندرية لديها اصرار غريب علي التخلص من الكورنيش وحجب رؤية الشاطئ أو استغلاله من قبل البسطاء سواء من ابناء الثغر أو من المحافظات الذين لا يجدون أمامهم سوي الكورنيش كمتنفس مجاني لهم وبعد أن قامت الادارة المركزية للسياحة والمصايف بتأجير الشواطئ والممشي المجاني للكافتيريات والألسنة التي اقيمت داخل المياه بمنطقة جليم وغيرها بحجتين هما الحماية من البلطجية وتوريد الأموال للمحافظة حتي اصبح المواطن السكندري غير قادر علي الاستمتاع برؤية مياه البحر دون أن يدفع ليفاجأ ابناء الثغر بصدمة قاسية وهي أن المساحة الوحيدة المتبقية لهم ليشاهدوا منها الشاطئ أو يستمتعوا برماله ويمارسوا هواية الصيد قد تم تأجيرها لأحد المستثمرين ليقوم بردم مياه البحر بصورة سافرة بالخرسانة لما يقرب من كيلو ليتحول إلي جراج علي الكورنيش لخدمة رواد المطعم الذي لم يفتتح بعد من الأثرياء بعد تحويل سور الكورنيش ليستوعب السيارات التي ستحتل الشاطئ ويضيع آخر متنفس للبسطاء. في البداية يقول المهندس هشام سعودي الخبير الاستشاري لتجميل المحافظة وعميد كلية الفنون الجميلة السابق أن ما يحدث هو ظاهرة غريبة علي الإسكندرية وتدمير ممنهج للكورنيش فنحن نهدر ثرواتنا الطبيعية بحجج واهية هي جلب الأموال والثروات للمحافظة علي حساب الفقراء والبسطاء من ابناء الثغر فمن حق المحافظة أن تبيع المبني الخاص بها ولكن ليس من حقها أن تبيع الكورنيش بهذه الصورة المحزنة فالمدن وحضارتها لا تقيم بالمال ولابد أن نحافظ علي تراثنا لقد ضاعت معالم الكورنيش لصالح من يملك رأس المال. تساءل د.هشام سعودي أين هو تقييم الأثر البيئي لردم مياه البحر بهذه الصورة المؤسفة وأين هي قواعد الاشتراكات البيئية وما معني أن الموافقة علي بناءموقف سيارات علي البحر مباشرة بالأسمنت المسلح طبقاً لموافقات قديمة قبل الثورة التي قامت من أجل تصحيح الاخطاء وكان لابد من مراجعة هذه العقود.. الإسكندرية غنية وليست في حاجة لبيع أراضيها للمستثمرين من اصحاب الكافتيريات وهو من اسوأ أنواع الاستثمار فلا يدرب ايدي عاملة ولا يقدم منتجاً للبلاد وان كانت المحافظة في حاجة لأموال فنحن علي استعداد أن نقوم بحملة تبرع لها حتي ننقذ كورنيشنا. أما المهندس ياسر سيف رئيس لجنة الثقافة السابق بالمجلس المحلي فيفجر العديد من المفاجآت حيث أكد أن المستأجر لكازينو الشاطبي الذي يعد ذي قيمة تاريخية لأبناء الإسكندرية حيث صور به العديد من الأفلام السينمائية واحيا فيه إسماعيل ياسين وعبدالحليم حافظ وغيرهما من الفنانين حفلاتهم إلي أن تغيرت معالمه مع التصميم الجديد قد واجه العديد من المشاكل فهو مديون للمحافظة حتي الآن بمبلغ 15 مليون جنيه من قيمة التعاقد ومنذ عامين تم الغاء تعاقده بسبب مديونياته ثم تمكن من سداد جزء منها وطلب تقسيط المتبقي والكارثة الحقيقية ليست في قيامة بردم شاطيء الشاطبي لما يزيد علي نصف كيلو متر ليتمكن من احتواء سيارتين كطريق ذهاب وإياب ولكن تم عمل منصة خرسانية داخل مياه البحر اسفل الكازينو بعد تعليته دوراً وهو ما زاد من الاحمال وبالتالي فالردم لم يتم للشاطئ فقط ولكن ايضا داخل مياه البحر وهو ما سيسفر عن تغيير لخط التيارات المائية بالمنطقة كما أن عملية الردم ستتسبب في نحر بالكورنيش ونحتاج دراسات عاجلة لانقاذ الموقف. أكد علي أن مجموعة كبيرة من النشطاء تمكنوا من التواصل مع وزير البيئة وابلغوه بما تم من ردم وتعجب لعدم ابلاغ الوزارة بعملية الردم العشوائية وقرر انشاء لجنة تضم شرطة البيئة والمسطحات المائية لمعاينه الموقف لأن ما يحدث وضع كارثي واضاف.. أين هو جهاز شئون البيئة وما هي الدراسات التي تمت لنعرف كيف ستتم عملية الصرف الصحي لمطعم مقام في قلب الشاطئ وما هي الاجراءات التي تم اتخاذها لحماية البحر من مخلفات السيارات التي ستسير داخله انني اشفق علي محافظ الإسكندرية الجديد الذي يتحمل الآن اخطاء غيره وكل المسئولين من حوله لديهم التبريرات للتعتيم علي كارثية المشروع. ويقول النائب حسني حافظ عضو مجلس النواب عن دائرة باب شرقي وسيدي جابر التي يقع الكازينو في نطاقها يبدو أن المحافظة قد استكثرت علي البسطاء الاستمتاع بالجزء المتبقي من شاطئ الكورنيش فهذه المنطقة معروفة بأنها شاطيء الغلابة يجلس عليها المواطنون للاستمتاع أو الصيد ولم يعد هناك شواطئ بالاسكندرية لم يتم استغلالها لصالح الكافتيريات موضحا أ ن المادة 45 من الدستور تؤكد أن شاطئ الكورنيش هو حق للأهالي وليس من حق المحافظة أن تبيعها ولكن أن يتحول شاطئ الكورنيش إلي كتلة اسمنتيه علي الرمال فلا عزاء للغلابة وأطالب المحافظ باعادة الشيء لأصله مموضحا أن الكارثة وجود نفق بالفعل اقامته المحافظة يصل ما بين جانبي الكورنيش والكازينو يطل علي شوارع متسعة بها العديد من أماكن ايقاف السيارات وبالتالي لا يوجد أي مبرر لكي نقوم بردم الكورنيش وقال سأتقدم بسؤال عاجل بالمجلس لوضع حد لهذه المهزلة فنحن أمام كارثة بيئية وسياحية وآدمية. أما الدكتور صلاح هريدي استاذ العمارة بكلية الفنون الجميلة فيقول لا أفهم ما هو الكلام التبريري الذي تردده السياحة والمصايف فهذه المنطقة هي ملك المواطنين ولا ادري ما هو تبرير أنها منطقة صخرية فتتحول لموقف سيارات ولاتخاذ إجراءات للحماية من ترسيب الرمال اسفل موقف السيارات حتي لا تنهار المنطقة لقد تم اغتصاب حق الناس في التنزه لصالح أصحاب السيارات والصخور موجودة في كل شواطئ الإسكندرية وذلك لم يمنعنا من استخدامها فقد كنا نصطاد منها الريتسا والاخطبوط وسمك الحجر وما يتم ترديده من تبريرات الجهاز التنفيذي يمكن أن يقال للوافدين وليس لأهالي الثغر موضحا أن ما تقوله السياحة حل عدم وجود شاطئ بالمنطقة يفضحه جوجل ايرث بوضوح لدرجة أننا نري الشماسي من خلال الصور.. نحن في كابوس ونطالب القيادة السياسية بانقاذنا. أما الخبير السياحي هيثم محمد فيقول الكارثة الحقيقية بالفعل أن هناك 2 كازينو بنفس المنطقة تمت إقامتهما علي شاطئ البحر وسنفاجأ أنهما سيطالبان بالمعاملة بالمثل لردم باقي رمال البحر لتوفير موقف سيارات خاص بهما وستواقف المحافظة في إطار منظومة التخلص من الكورنيش مطالبا بسرعة انقاذ كورنيش الاسكندرية قبل الموسم الصيفي لأنها ستكون صدمة كبيرة لمن اعتادوا التردد علي هذا الشاطيء وتساءل هناك العديد من الكافتيريات علي الشاطيء لم يتم ردم البحر من أجل عيونها.