عمري 45 سنة تزوجت منذ حوالي 22 سنة وشاء قدري الا يستمر زواجي الا عامين فقط وفشلنا في الاستمرار بعد زيادة الخلافات والمشاكل وارتفاع الاصوات والتشابك احيانا . فشلت وقررت الانفصال وزوجي تاكد انها النهاية المنطقية للاحداث فلم يعاند فكنا وقتها وكاننا سيارتين بلا بنزين لا نقوي علي الحركة او المناهدة وانفصلنا ولم يبق من الزواج الا ذكريات اليمة وطفلة هي الشيء الوحيد الحلو او النقطة البيضاء في الثوب الاسود . تركها لي وتكفل بها وانتهت المشكلات وتزوج هو من اخري لكنه ظل امينا علي ابنتنا يتابعها يقابلها يستضيفها للمبيت احيانا وتعودت هي بعد فترة علي الظروف وتوقفت عن الاسئلة المحرجة . اما انا فكنت مطلقة صغيرة وجاءني اكثر من عرض بالزواج ورفضتهم جميعا واغنتني ابنتي عن الدنيا ومن فيها ومرت الايام وكبرت البنت وطلبت من خالها المقيم بدولة اوروبية ان يبحث لها عن فرصة للدراسة هناك وبالفعل سافرت واصبحت تزورني علي فترات . هنا ظهر عارضا الزواج مني ولم ارفض كالعادة بل طلبت مهلة للتفكير .. هو مطلق في الخمسينات لديه ولد وبنت لم يتزوجا بعد .. شعرت نحوه بالارتياح ام الوحدة هي التي دفعتني للموافقة لا اعلم لكني وافقت وتزوجنا ومرت الفترة الاولي للزواج كافضل ما يكون . رحب بي اولاده او لم يكرهوني علي الاقل وتعاملت معهم مثل ابنتي وهو تعامل معي أفضل معاملة لكن بعد فترة تغيرت الامور ..بصراحة وجدته غارقا في حب اولاده وكانهم صغارا .. يتابعهم .. يحادثهم .. يخرج معهم .. اما انا ففي الدرجة الثانية انتظر إن تذكرني ام لا . شكوت له.. تمر علي ايام وكأنني لم اتزوج وعدت مطلقة من جديد.. نعم اعيش وحيدة اما هو فمعهم. حذرته اكثر من مرة.. طلبت الإهتمام لكنه دائم الكلام عن اننا لم نعد صغيرين وان الأولاد يحتاجوننا.. لم أعد اطيق الوضع تزوجت لاستقر واشعر بالهدوء فاجد نفسي في ذروة المشاكل.. شقيقتي تنصحني بالصبر والاستمرار.. وانا حائرة فماذا افعل؟ م س القاهرة قلتي عن ابنتك انها النقطة البيضاء في الثوب الأسود وبالطبع هي كذلك واكثر وفي نفس السياق اري ان زواجك الحالي هو نقطة بيضاء ثانية لا تقل اهمية عن الاولي. اتممت رسالتك تجاه ابنتك او اوشكت علي الانتهاء منها فالاغلب انها ستنهي دراستها وتتزوج وكذلك الحال نفسه مع زوجك الحالي الذي اكيد اقترب من اداء رسالته هو الاخر . بداية تزوجت وانت تعلمين جيدا ظروف زوجك المسئول مسئولية كاملة عن اولاده ووضعه الحساس الان بعد زواجه يضاعف من واجباته تجاههم . عليكي ان تدركي ان لو ابنتك معك الان لكنت تمرين بنفس الظروف واكثر حتي لا تشعر هي انك تخليتي عنها وان زوجك وحياتك ومتعتك هي اهم منها وانها تاتي في المرتبة الثانية . هذا ما يمر به زوجك وربما بدافع من نفي التهمة عن نفسه فهو يبدع في تلبية احتياجات ابنه وابنته يضاعف من اقترابه منهما ربما باكثر مما كان يفعل من قبل . اذا تفهمتي هذة الاوضاع لربما بدات تحثي زوجك علي الاهتمام بهما اكثر .. تملكان معا النضج الكافي للتعامل مع الحياة لا لتعقيد الحياة والبحث عن مشاكل وازمات وتتطويرها والإبداع في خلق عواصف ربما قصفت حياتكما الزوجية . اهدئي قليلا فانا لا اظن انك تطالبينه باصطحابك للتزحلق علي الجليد واري ان طلباتك اكثر سهولة ويسر وانه مع الوقت سيكون قادرا علي تلبيتها .. فقط احذري ان تعقدي المقارنات بينك وبين ابناءه .. انت الزوجة العاقلة الرزينة التي تستحق الفرح بعد سنوات عجاف .. لكن هما الشباب الصغير الذي من الصعب توقع طريقة تفكيرهم ونظرتهم للامور .. اقتربي من زوجك واتركي الخلافات خلف ظهرك فما احوجكما الان الي مواجهة الحياة سويا بحلوها ومرها .. بفرحها وازماتها .. اقتربا ولا تفرقا .. ناقشوا المشاكل بهدوء وحلوها ولا تتركوها تنفجر في وجوهكما وتمنياتي لكما بالتوفيق والاستقرار .