مع سماع سرينة وابور قطار قصب السكر في أواخر شهر نوفمر من كل عام الذي ينطلق بين منازل قري عروس الصعيد لمدة 7 شهور تغمر الفرحة وجوه المزارعين حيث يحتفل المزارع بحصاد محصول قصب السكر بعد زراعته ويبدأ الاحتفال بكسر قصب السكر وأحيانا يكون للاحتفال بموسم الحصاد بخطوبة أو زواج ابنائهم وهي عادة قديمة منذ عشرات السنين منذ انشأت شركة السكر والصناعات التكميلية بمصنع أبوقرقاص خط سكة حديد لنقل محصول قصب السكر من الحقول إلي المصنع يخترق الزراعات وربط عدة خطوط ذو مسافات قصيرة وطولية بقري ومدن ومراكز محافظة المنيا التي تحتاج المرتبة الثالثة في انتاج محصول قصب السكر لكن الحال تغير بعد التعدي علي الرقعة الزراعية وصدور التخطيط العمراني وردم بعض مصارف المنيا ومنها ماقوسة المؤدي إلي قري بني أحمد وريدة والحواصلية ومنسافيس والمحرص والفقاعي وبعض القري التي تقع المحيط مما أدي لعزوف بعض المزارعين عن زراعة المحصول في ظل اختفاء شريط القضبان والتعدي عليه بينما مازال القطار يمارس مهامه بقوة وبكفاءة بقري مركز ملوي ودير مواس لما يتميز به من رخص اسعاره عن سيارات النقل. "المساء" رصدت رحلة محصول قصب السكر من داخل أحد الحقول بقرية روضة البلد التابعة لمركز ملوي والتي تبعد 3 كيلو مترات تقريبا شرق الطريق الزراعي والتقت مع عدد من المزارعين وسائق القطار ومساعده. قال المزارع رمضان ثابت عبدالحميد ان زراعة محصول قصب السكر يحتاج مناخا حارا وظروف مناخية معينة وتستمر زراعة المحصول عام بينما يستمر موسم كسر القصب "الحصاد" نصف عام تقريبا ويحتاج الفدان إلي 4 شكاير يوريا اسمدة كيماوية تزن 200 كيلو جرام والري 11 مرة خلال زراعته. اضاف انه قام بزراعة فدانين ونصف الفدان قصب بعزبة مهران بملوي وقام باخطار مندوب الشحن بوابور شركة السكر وخصص له 6 عربات تزن العربة ما بين 10 إلي 12 طنا تقريبا مضيفا انه تحمل مصاريف الحصاد ونقل المنتج بالجمال من داخل الحقل إلي القطار وعملية الشحن مقابل 500 جنيه فقط وكل عربة يقوم بشحنها 4 عمال كما يوجد تعاقد بين المزارع ومصنع السكر بأبوقرقاص فيتم ارسال عربات قطار السكر. الحاج عبدالله من قرية الروضة قال انه يشرف علي أرض مساحتها 70 فدانا مزروعة بمحصول قصب السكر ويقوم باخطار مشرف المنطقة بشركة السكر لارسال عربات القطار لتحميل المحصول لأنه ببلاش بالمقارنة بسيارات النقل فيتم تحصل 25 جنيها علي كل طن نظير نقله إلي الشركة علاوة علي نقل المحصول من الحقل إلي الطريق سواء بجمال أو جرارات زراعية لبعد المسافة ويتم وضع المحصول المنقول علي بعد امتار من شريط السكة الحديد ويتم تنظيفه وتسويته ويقوم اثنان من العمال برفع طرفي عيدان القصب ثم يحمله عامل ويصعد أعلي السلم الموجود علي عربة القطار ومنها يقوم عامل ثالث بيده سكينة كبيرة بمساواة العيدان علي العربة وتقطيع الاجزاء الزائدة حتي لا تعيق سير القطار داخل الكتلة السكنية وبين المنازل. اشار إلي أن تكلفة الفدان 1700 جنيه من تقاوي وري واسمدة خلال زراعته التي تستمر بين 11 إلي 12 شهرا تقريبا وعمال الشحن والنقل إلي مصنع سكر أبوقرقاص بينما يستمر كسر القصب "الحصاد" 6 شهور تقريبا ويتراوح انتاج الفدان من محصول قصب السكر من 45 إلي 50 طنا. محمد جمال سائق الوابور - قطار - شركة سكر أبوقرقاص قال ان القطار يضم ما بين 20 إلي 25 عربة وحمولة العربة الواحدةتزن من 15 إلي 18 طنا وان القطار يسير بسرعة لا تتجاوز 30 كيلو مترا في الساعة لأنه يخترق الكتل السكنية كما يوجد بعض تعديات الأهالي علي القضبان والقاء روث المواشي فيسير ببط شديد وبعض المواطنين يقوم بسحب المحصول من القطار نظرا لعدم زيادة سرعته. أوضح انه يوجد 4 قطارات تسير علي خطوط الشركة حتي تتمكن من نقل المحصول إلي المصنع طوال اليوم وهناك ورديات مستمرة للعمل علي القطار كما يوجد عدة خطوط قصيرة وطولية وخاصة بملوي وديرمواس علي سبيل المثال لا الحصر خطوط "1و 2 و3" مثل خط الساقية طوالي يضم قري ساقية موسي ومكين واتليدم وقلندول والمحرص والروضة البلدو الروضة وقرية الادارة كما يوجد خط آخر يسير بين قري "جنيدي وقلوبة وعزبة سيف الشيخ حسين والناصرية خط الروضة أم تسعة ويقوم المزارع بالاتفاق مع مندوب الشحن بالمنطقة لنقل المحصول ويتم توزيع بون بأرقام العربات لكل مزارع حتي لا يحدث لبس في الحمولة ويتم تخصيصها ويتحرك القطار ويتم ترك العربات أمام كل مزارع بحوزته بون برقم العربات لنقل الحمولة ونترك العربات لمساحات الأراضي الكبيرة طوال اليوم ونعود مرة أخري لتجميعها من أمام الحقول وننطلق بها إلي مصنع السكر. أوضح عن عملية النقل بالقطار مضمونة وأفضل من حيث الأمان وعدم الانتظار في طوابير سيارات النقل مضيفا انه يوجد مع كل سائق قطار "قطارجي" لقطر العربات بعضها ببعض والتأمين معها وتجميعها. أحمد شعبان قطارجي الوابور قال يوجد ميكانيكي لاصلاح الاعطال بالشركة كما يوجد خفير "تبليطة" مثل الاشارجي عند سماع سرينة الوابور يقوم بايقاف المارة والعربات بكل قرية حتي نعبر خاصة بمفترق الطرق والتي تشبه المزلقانات داخل الكتلة السكنية كما يوجد خفير الشاكوشي وهو لحراسة قضبان السكة الحديد من السرقة والتعدي عليها من بعض المواطنين. بعض المواطنين الذي يمر القطار بالقرب من منازلهم رافضين لاستمرار القطار يقول رمضان عبدالمحسن: لقد تسبب مرور قطار شركة السكر وسط بيوتنا في حادث أليم لابني الأكبر محمد حيث فقد عينه اليسري نتيجة استهتار أحد العمال الذين يركبون عربات القطار لحراسة القصب حيث يتبادل هؤلاء العمال مع الأهلي الضرب بقطع القصب نتيجة رفض الاهالي مرورهم وسط المنازل أو رغبة بعضهم أخذ القصب من العربات فتحدث مشاجرات دائمة. محمد سيد موطف طالب بأن تعتمد الشركة علي تحميل قصب السكر عن طريق سيارات النقل خاصة الأراضي الواقعة داخل الكتلة السكنية مثلما يفعل تجار القصب الذي يحملونه بهذه السيارات التي تسافر به إلي القاهرة والمحافظات لتوزيعه علي أسواق القصب التي تغذي محلات العصير موضحا ان تكلفة هذه السيارات لن تكون أكثر من تكلفة القطارات فضلا عن حماية أرواح الأهالي ووقايتهم من الحوادث التي ينتج عنها اصابات وعاهات مستديمة.