انطلق موسم حصاد محصول القصب في محافظة سوهاج مع دعوات مزارعيه أن يكلل الله جهودهم ويحقق أمانيهم وأحلامهم التي انتظروها طيلة عام كامل مع بداية زراعتهم حتي حصاده بعد جهد ومعاناة وتكلفة. بأن يحقق لهم الربح المطلوب خاصة أن أسراً من المزارعين تنتظر بفارغ الصبر موسم القصب لتوفير نفقات خطبة أو إتمام مراسم زفاف لأبنائها المؤجل حتي انتهاء الموسم . لكن تظل مخاوف مزارعي القصب بالمحافظة ويضعون أيديهم علي قلوبهم من تكرار أزمة كل عام مع موسم الحصاد من السعر والوزن والسرقة. "المساء" التقت بعدد من مزارعي القصب حيث أكد عارف محمد عبدالرحيم "مزارع": علي أن سعر طن القصب لا يتناسب مع متاعب الزراعة ولابد من زيادة سعر الطن إلي 500 جنيه لكي يتمكن المزراعون من تحقيق دخل وربح. يعوضهم عن التكلفة والجهد والتعب. دخل يكفي أسرة المزارع واحتياجاته. بالاضافة إلي أن هناك مشكلة اخري يعاني منها مزارعو محصول القصب تكمن في تأخير صرف المستحقات من مصنع سكر جرجا. والتي تمتد إلي شهور ولابد من صرف المستحقات للمزارعين كلها في دفعة واحدة. وعدم تأخيرها لأن ذلك يؤثر علي المزارع نفسه خاصة أنه في حاجة إلي سداد ما عليه من سلف أو قروض. يشير أحمد عبدالخالق عبدالنبي أحد المزارعين لمحصول القصب إلي أن هناك مشكلة كبيرة يعاني من كثير من مزارعي القصب في عدة مناطق بالمحافظة في أن خط السكة الحديد الخاص بنقل القصب "الديكوفيل" لا يغطي كل الأماكن بالمحافظة التي يزرع فيها القصب فيتم النقل وتحميل المحصول علي الجرارات إما إلي قطار "الديكوفيل" أو إلي مصنع سكر جرجا. الأمر الذي يؤدي إلي وجود فاقد في المحصول لأنه يتعرض إلي السرقة من قبل البعض. بالاضافة إلي أن هناك خوف لدي بعض المزراعين يكون في عملية وزن القصب التي تتم في غيابهم!! أضاف كمال عبدالستار عبدالنبي أحد مزارعي القصب بأنه بعد أن يقوم مزارعو القصب بتحميل المحصول علي الجرارات إلي مصنع سكر جرجا يتم الانتظار خارج المصنع لفترة طويلة. وفي ذلك مشكلة كبيرة للمزارعين حيث تتعرض تلك السيارات المحملة بالقصب للسرقة من بعض الاطفال الذين يقومون بسحب أعواد القصب من مقطورات الجرارات وهي تسير في طريقها للمصنع. واحياناً من سيارات النقل التي تقف خارج المصنع. وتلك مصيبة كبيرة علي المزراعين حيث يفقد المحصول كثيراً من الوزن. قال محمد عبدالله أبوزيد أحد مزارعي القصب بجرجا إن المحصول بداية من حرث الأرض والأسمدة الكيماوية التي يحتاجها والري والسولار وكسر القصب ثم تقشيره. فتحميله ونقله ويحتاج ذلك إلي عمال. أي أن تكلفته عالية جداً وهذا يستغرق عاماً. لكن ما يجنيه المزارع لا يساوي لا جهده ولا المال الذي أنفقه. حيث نفاجأ بأن سعر توريد طن القصب أقل من المطلوب مشيراً إلي أن فدان القصب يكلف حوالي عشرة آلاف جنيه. وبالتالي سعر توريد الطن المقرر من مصنع سكر جرجا اذا اعتبرناه 400 جنيه يكون المزارع هو الخاسر أين تعبه وجهده هو وأسرته علي مدار عام كامل. لابد من مراعاه عناء تعب المزارع وتكلفة المحصول العالية جداً. قال إبراهيم حمدان إن سعر توريد طن القصب لايتناسب مع التكلفة والجهد وحراسة المزارعين للمحصول طوال العام ولابد من زيادة سعر الطن. يلخص جيد محمد علي نقيب فلاحي طما أوجاع مزارعي محصول القصب بمحافظة سوهاج في أن قيمة المحصول غير مناسبة حيث انخفاض سعر طن القصب أمام تكاليف الانتاج المتزايد أسعارها باستمرار. بالاضافة إلي الأمراض المتعددة التي تصيب محصول القصب كالحشرة القشرية وسوسة القصب وهو ما يزيد من التكاليف التي يتحملها المزارعين لمواجهة هذه الأمراض التي تهدد المحصول وايضا مشكلة اخري بأن المصنع يقوم بترك المحصول في الأرض بعد أن يقوم المزارع بكسره وحصاده. فبعد نضج المحصول يقوم المزارعون بتكسيره في الأرض ويطلبون من المصنع ارسال العربات لأخذه ولكن المصنع يتباطأ في ارسال العربات حتي يجف القصب ومن يخف وزنه. ويعاني الفلاحون من ترك المحصول أكثر من شهر بالأرض. وايضا معاناة اخري للمزارعين تتمثل في انهم لا يرون الميزان الذي يقوم بوزن محصوله من القصب فممنوع عليهم الدخول اثناء وزن محصولهم ولا يرفض المصنع الاستلام. ثم تأتي مرحلة جديدة من المشاكل في أن قيمة المحصول المالية يتم دفعها للمزارع علي أقساط تستغرق شهوراً. من جهته قال المهندس مراد محمد حسين وكيل وزارة الزراعة بسوهاج إن مديرية الزراعة بالمحافظة تعمل علي دعم مزارعي القصب لتشجيع المزارعين علي زراعته للعمل علي الاكتفاء الذاتي من الانتاج. وذلك بحل مشكلاتهم و مساعدتهم خاصة أن محافظة سوهاج من اوائل المحافظات في زراعة القصب. موضحاً أن المساحة المنزرعة بمحصول القصب بسوهاج 14 ألف فدان في حين أن طاقة مصنع سكر جرجا عندما يعمل بكامل طاقته الانتاجية 25 ألف فدان وأن أكثر المساحات المزروعة في دار السلام يليها البلينا ثم جرجا وأن المصنع يستكمل الباقي من نجع حمادي وفرشوط وقنا وأن مصنع سكر جرجا طاقته في اليوم 5500 طن. أكد مراد علي أنه لا يوجد تلاعب في الميزان خاصة أن الميزان الإلكتروني وأن هناك لجنة من المديرية تتابع أعمال الوزن وايضا متابعة نسبة الشوائب. والاستقطاعات التي يخرجها المصنع. وأن سعر توريد طن القصب ب 400 جنيه مناسب جداً للمزارعين واضاف بأن الأجهزة الأمنية تقوم بحماية المحصول علي الطرق حتي دخوله المصنع. وأشار إلي أن المزارعين لا يلتزمون بمواعيد الحصاد.