أصدرت وزارة الداخلية بيانا رسميا كشفت خلاله كافة التفاصيل الخاصة بأحداث العنف التي وقعت ليلة الجمعة الماضية التي سميت "بجمعة تصحيح المسار" وأسفرت عن مقتل 3 أشخاص وإصابة 1049 شخصا آخرين وتم خلالها اقتحام مبني السفارة الإسرائيلية بالقاهرة ومحاولة لاقتحام مبني وزارة الداخلية ومديرية أمن الجيزة والتعدي علي مبني السفارة السعودية. صرح مصدر أمني مسئول بأنه في إطار محاولات اقتحام مبني وزارة الداخلية فقد التزم الضباط والأفراد والجنود من الشرطة المصرية واحتراما منها لحق التظاهر السلمي وحرية الرأي والتعبير وما صدر من توجيهات حازمة من منصور عيسوي وزير الداخلية بالحكمة وأقصي درجات ضبط النفس حتي مع تعرض القوات لاعتداءات واستفزازات متعمدة لإحداث احتكاكات يتم تضخيمها إعلاميا بقصد الإساءة لجهاز الشرطة وتشويه صورة رجاله في أذهان الرأي العام. أضاف المصدر انه بالرغم من ذلك خرجت مسيرات متعددة في نطاق ميدان التحرير عقب صلاة الجمعة وتوجهت لمبني وزارة الداخلية والشوارع المحيطة بها مرددين هتافات بألفاظ نابية وإهانات بالغة ومارست إشارات خارجة في محاولة لاستفزاز القوات المكلفة بتأمين مقر الوزارة والتي كانت متواجدة داخل أسوار المبني. أوضح المصدر انه أمام فشل تلك المحاولات الاستفزازية قاموا برشق مبان ومنشآت الوزارة بالحجارة وتحطيم بعض الواجهات الزجاجية ومحاولة تحطيم البوابة الرئيسية للوزارة وشعارها الخارجي في ذات الوقت شب حريق محدود بالطابق الأرضي بمبني شئون الأفراد وتمت السيطرة عليه في حينه وتعكف الأجهزة حاليا للوقوف علي خلفيات حدوثه وقد التزمت كافة القوات رغم كل ذلك بما صدر لها من تعليمات بضبط النفس وعدم التعامل والتواجد داخل أسوار المبني دون أي احتكاك مع المعتدين. قال المصدر الأمني إنه في الوقت الذي كانت تقوم فيه عناصر الشرطة المدنية بتأمين مقر السفارة الإسرائيلية بمحافظة الجيزة بالتنسيق مع القوات المسلحة قامت أعداد كبيرة من المتظاهرين بالتوجه لمقر السفارة وتحطيم أجزاء كبيرة من السور المقام أمامها وتمكن عدد منهم من الدخول للعقار الملاصق لمقر السفارة عقب قيامهم بالاعتداء علي الخدمات الأمنية المتواجدة أمام السفارة وصعدوا سطح العقار ومنه إلي شرفة شقة بالطابق السادس عشر للعقار وهي شقة يستخدمها أعضاء السفارة كأرشيف خاص بهم حيث تمكن أحدهم من نزع العلم الإسرائيلي الموجود علي السفارة وإلقاء بعض الأوراق التي عثروا عليها في الشقة المذكورة. أضاف المصدر الأمني في بيان وزارة الداخلية انه استمرارا لمسلسل أحداث الفوضي وأعمال التخريب قامت أعداد من المتظاهرين بالتوجه عقب ذلك إلي شارع أحمد نسيم الكائن به مقر السفارة السعودية وقاموا بإلقاء الحجارة مما أسفر عن تحطيم الكاميرات الخاصة بالسفارة وتحطيم زجاج المبني وتحطيم سيارتين إحداهما تابعة للسفارة وأخري لأحد المواطنين وحال قيام قوات الشرطة المعينة خدمة تأمين بمنعهم من استمرار التعديات قاموا بالاعتداء عليهم بالحجارة وإشعال النيران في عدد 4 سيارات لوري خاصة بقطاع الأمن المركزي. قال المصدر إن أعدادا كبيرة من المتظاهرين قامت بإلقاء الحجارة وزجاجات المولوتوف علي مبني مديرية أمن الجيزة المواجهة لمبني السفارة السعودية في محاولة لاقتحام المديرية من منافذها الثلاث حيث قاموا بتسلق السور الخارجي للمديرية وتحطيم الأبواب تمهيدا لعملية الاقتحام كما قاموا بإشعال النيران في سيارة شرطة وقامت الخدمات الأمنية المكلفة بتأمين مبني المديرية بالتعامل معهم ومحاولة إبعادهم عن مبني المديرية وتفريقهم باستخدام قنابل الغاز المسيلة للدموع حيث تم السيطرة عليهم وتفريقهم بعد مصادمات عنيفة أسفرت عن عدد كبير من الإصابات بين رجال الشرطة. قال المصدر الأمني إن الأحداث وتداعياتها أسفرت عن إصابة 58 من رجال الشرطة واحتراق وتلف 16 سيارة شرطة وألقت أجهزة الأمن القبض علي 38 من مثيري الشغب وتم اتخاذ الإجراءات القانونية حيالهم. أشار إلي ان قوات الشرطة التزمت بأقصي درجات الحكمة والصبر وضبط النفس طوال فترة أحداث مساء أمس الأول وحرصت علي تنفيذ ما تعهدت به حتي اضطرت للتعامل باستخدام الغاز المسيل للدموع ضد محاولة اقتحام مديرية أمن الجيزة وهي إحدي الوسائل الدولية المقررة لإبعاد الحشود وتفريقهم ومنعهم من عمليات التخريب. قال المصدر إن وزارة الداخلية تناشد قادة الفكر والرأي والإعلام المصري بتحمل مسئولياتهم الوطنية تجاه مصر بحيادية وموضوعية تامة لكشف الأقنعة الزائفة والمضللة التي تستهدف إحداث الفتنة والوقيعة الكبري بين أبناء الشعب المصري سواء كان عمدا أو جهلا أو تحقيقا لأهداف وأجندات خاصة. أضاف انه في هذا المجال وتلك المرحلة الدقيقة من تاريخ مصرنا الغالية تؤكد وزارة الداخلية ان مصر فوق الجميع وان أمن مصر مسئولية كل المصريين الشرفاء وان رجال الشرطة من أبناء هذا الشعب العظيم يؤكدون عزمهم علي مواصلة العطاء وبذل الغالي والنفيس لتحقيق الأمن والاستقرار لشعب مصر.