تبلورت موهبتها الفنية في سن مبكرة واستطاعت هي تطويعها لتصبح معها أيقونة الغناء العربي في فترة الأربعينيات من القرن الماضي - العشرين - وذلك عبر أكثر من 20 عملاً مع عمالقة الغناء في ذلك الوقت مثل: محمد عبدالوهاب ومحمد فوزي وفريد الأطرش.. واستطاعت "الكسندرا بدران" واسمها الفني "نور الهدي" بموهبتها الغنائية وخفة ظلها أن تصبح نجمة شباك توازي ليلي مراد واسمهان وغيرهما "خاصة وأنها تربت فنياً في كنف المدرسة الفنية لموسيقار الأجيال محمد عبدالوهاب. بداية نور الهدي كانت في تركيا.. حيث ولدت في 24 ديسمبر عام 1924 لعائلة مسيحية أرثوذكسية.. فتأثرت بالطقوس الدينية المعتمدة علي النغم الموسيقي.. وبالرغم من ان والدها كان مغرماً بصوتي عبدالوهاب وفتحية أحمد الا انه كان متحفظاً رافضاً لاحترافها الفن ثم اشترط عليها مرافقتها أينما حلت.. لذلك رافقها حينما جاءت إلي القاهرة بصحبة الفنان "يوسف وهبي" بعدما وقعت معه عقداً لمدة خمس سنوات وهو الذي اختار لها اسم "نور الهدي" وقدمها في أول أفلامه - جوهرة - عام .1943 وخلال عشر سنوات قضتها نور الهدي في القاهرة لمع اسمها بعد اشتراكها في تقديم اشهر الأفلام الغنائية مثل: مجد ودموع مع محمد فوزي وما تقولش لحد مع فريد الأطرش وسامية جمال وعايزة أتجوز.. وتسبب نضوجها الفني في دفع كبار الملحنين التعامل معها ومنهم: رياض السنباطي ومحمد عبدالوهاب ومحمد القصبجي.. كما شكلت ثنائياً ناجحاً بستة أفلام مع كل من فريد الأطرش ومحمد فوزي وفتحت الباب بتألقها الفني أمام النجوم العرب والمطربات أمثال: صباح وسعاد محمد ونجاح سلام. وشهد فيلم "حكم قراقوش" عام 1953 خاتمة مسيرتها الفنية بمصر بسبب مطالب مصلحة الضرائب حيث اشترطت ألا تقدم أي حفلات في مصر والاكتفاء بغنائها في الأفلام فقط.. لذلك هاجرت إلي لبنان وعاشت هناك حتي وفاتها في التاسع من شهر يوليو عام ..1998 والغريب ان السينما اللبنانية استقبلتها بأسلوب لا يليق.. فلم يطرق بابها أحد لكونها نتاج المدرسة الغنائية المصرية.. وكان نتاجها الفني الوحيد في لبنان فيلم "لمن تشرق الشمس" عام 1958 الذي لم ينجح جماهيرياً.