الفوز الغالي الذي حققه منتخبنا الوطني علي نجوم غانا السمراء بهدف نظيف للعالمي محمد صلاح وتربعه علي قمة مجموعته ليواجه المغرب الشقيق غداً في دور الثمانية بعد أن قدم أحفاد الفراعنة عرضاً مزيكاً وكانوا جميعاً بلا استثناء نجوماً فوق العادة وخير سفراء للكرة المصرية في هذا العرس الأفريقي بالجابون.. أري أنه يمثل علامة فارقة في مسيرة الفراعنة لأنه أثبت أن منتخبنا الوطني وصل لمرحلة النضج الكروي وبات يمتلك جيلاً رائعاً من اللاعبين الموهوبين ممن لديهم القدرة علي صناعة الفارق في أي لحظة أمثال نجومه محمد صلاح وعبدالله السعيد وكهربا ومحمود تريزيجيه ومروان محسن والنني ورمضان صبحي وطارق حامد ودفاعاً حديدياً بقيادة العملاقين أحمد حجازي وعلي جبر وأحمد فتحي وأحمد المحمدي ومن خلفهم حارس أسطوري عصام الحضري.. هذا المنتخب أصبحت له شخصية ومعالم واضحة في أدائه بالملعب.. ليبعث برسالة اطمئنان من الجابون الشقيق في هذا المونديال انه بات جاهزاً لاستعادة أمجاده وهيبته وقدرته علي الدفاع عن سمعة الكرة المصرية وطموحات وأحلام الملايين في المنافسة بقوة علي تحقيق اللقب الأفريقي الثالث.. والتأهل لمونديال روسيا 2018 وهذا هو الإنجاز الأهم والانتصار الأعظم الذي يترقبه الشعب المصري عن بكرة أبيه ان يري هذا الجيل الرائع من شباب مصر الرائع الموهوب مع عظماء الكرة العالمية بمونديال روسيا.. أما عن رحلته في استعادة عرشه علي قمة الكرة الأفريقية.. فإنه سوف يصطدم غداً بالمغرب في قمة جديدة بالعرس الأفريقي بالجابون لا تقبل القسمة علي اثنين وهو لقاء يتسم بكل مظاهر الحساسية والصعوبة الشديدة لدي نجوم مصر والمغرب كونه أحد ديربيات الشمال الأفريقي وهنا تكمن خطورته.. وإذا كان منتخب الفراعنة قد قهر نجوم غانا السوداء ببراعة ومعلمة.. وهو ما دفعه الخبراء لترشيحه بقوه للمنافسة علي الكأس الأفريقية.. فلابد ان نتفق ان المنتخب المغربي منتش هو الآخر ويعيش أفضل أيامه في المونديال الأفريقي بعد نجاحه في التفوق علي أفيال كوت ديفوار والإطاحة بهم وهم يحملون لقب أبطال أمم أفريقيا "2015" خارج البطولة نهائياً من دور ال 16 في فضيحة كبيرة للأفيال مثلما هو الحال لمنتخب الجزائر الذي ودع الجابون في رفقة الأفيال.. ولعلنا نتفق أن ما يزيد من أهمية وصعوبة القمة مع المغرب هو تشابه أداء وأسلوب اللعب الذي يعتمد علي تكتيك وطرق لعب متوازنة بين الدفاع والهجوم وامتلاك لاعبيه بجانب المهارات الفردية سلاح الذكاء الكروي والخططي الذي يتمتع به نجوم الفراعنة وتتميز به الكرة المصرية علي مدار تاريخها.. ولكن تطور أداء نجوم الفراعنة في العرس الأفريقي وما سبقه من سلسلة انتصارات مدوية تجعلني واثقاً من منتخبنا بقيادة المدير الفني الأرجنتيني علي تكرار الانتصار التاريخي علي المغرب بمونديال أفريقيا الذي نظمته مصر عام 86 في الدور قبل النهائي وتوجت خلاله مصر بكأس الأمم للمرة الرابعة آنذاك وفي الوقت الذي ننتظر فيه عبور الفراعنة للمربع الذهبي.. نجد ان قضاء مصر الشامخ يقول كلمته ليرسي مباديء العدالة التي غابت عن الرياضة المصرية في ظل تعليق العمل بلائحة النظام الأساسي للأندية والاتحادات الرياضية رقم 929 لعام ..2013 فمجلس الدولة بعد حكم محكمة القضاء الإداري من الدرجة الأولي.. عاد ليصدر قضاؤه حكماً باستبعاد الدكتورة سحر الهواري من عضوية الاتحاد المصري لكرة القدم لإصرارها علي خوض انتخابات الجبلاية رغم صدور حكم قضائي بمنعها ومعها شقيقها حازم الهواري بعدم أحقيتهما في الترشح ضمن قائمة المهندس هاني أبوريدة.. لتضع عائلة الهواري مجلس الجبلاية في مأزق شديد الصعوبة لأنه بأي حال من الأحوال لا مفر من تطبيق أحكام القضاء احتراماً لسيادة القانون ومؤسسات الدولة والتي لن تسمح لأصحاب المصالح داخل الجبلاية بالالتفاف حول أحكام القضاء وهم من نالوا صفة نائب الشعب وأري ان الحل الأمثل لتلك القضية الشائكة والتي لا بديل فيها عن تنفيذ أحكام القضاء هو ان تبادر سحر الهواري بتقديم استقالتها مع شقيقها حازم الهواري والذي يقف معها في نفس الخندق حتي لا يحدث ما لا يحمد عقباه وتصطدم الجبلاية بالفيفا.. والسؤال الذي يفرض نفسه بشدة هل سيتم اسقاط مجلس أبوريدة بأكمله وإعادة الانتخابات وفتح باب الترشح من جديد بعد هذا التطور المفاجئ لأزمة عائلة الهواري عملاً واستناداً وتطبيقاً للمبدأ القانوني "ما بني علي باطل فهو باطل" بعد أن تصدع هذا المجلس بأحكام القانون.