تشهد الأسواق حالياً ومنذ تعويم الجنيه وتحرير سعر الصرف ارتفاعاً مذهلاً في اسعار السلع بصورة جنونية فلم يعد سعر السلعة الي الضعف فقط بل تضاعف السعر عدة مرات.. والسؤال الذي يفرض نفسه كيف تستطيع المرأة توفير احتياجات اسرتها من المأكل والملبس بالاضافة الي سداد فواتير الكهرباء والمياه والغاز ومصروفات الدراسة بنفس الراتب الذي كانت تعيش به حتي آخر الشهر قبل ارتفاع الأسعار؟! طرحنا هذا السؤال علي عدد من خبراء الاقتصاد المنزلي وادارة المنازل ليوجهوا عدداً من النصائح ل"ست البيت حتي تتجاوز أزمة ارتفاع الأسعار. تقول الدكتورة سحر العقبي - استاذ التغذية بالمركز القومي للبحوث: لكي تواجه المرأة هذا الغلاء في الأسعار لابد ان تمتنع عن السلع مرتفعة الأسعار أو استخدام بديل لها أو تخزين هذه السلع في وقت انخفاض اسعارها حتي يعمل حساب هذا اليوم وتعتمد علي البدائل. أضافت انه لابد من انتاج نمط استهلاكي جديد موضحة ان الأسر المتوسطة عليها شراء ما يلزمها من السلع فقط ليس بدافع التخزين لأن التهافت علي الشراء يرفع الأسعار أيضاً. وتنصح الدكتورة هناء صدقي - استاذ تكنولوجيا الغذاء بجامعة القاهرة: "ست البيت" تقسيم الميزانية الي 3 أقسام حتي تستطيع مواجهة ارتفاع الأسعار أولها القسم الخاص بالمصروفات الضرورية حتي لا يمكن الاستغناء عنها أو تقليلها مثل مصروفات المدارس والأدوية والسكن أما القسم الثاني فهو خاص بالمصروفات التي يمكن التغير فيها مثل الأكل والشرب والملبس حيث تستطيع الأسرة تغيير أنواع الطعام والشراب والملابس التي كانت تستخدمها من قبل في محاولة لتقليل مصروفاتها. تؤكد علي ضرورة البحث عن شراء الأكل من أماكن تقدم أسعار رخيصة أو من سلاسل تجارية تقدم عروضا وتخفيضات. وتقدم د.هناء مجموعة من النصائح للحد من المصروفات وادخار مبلغ لأي ظروف تمر بها الأسرة وهي: * عدم شراء سلع لا تحتاج اليها فقد تنتهي صلاحيتها أو تفسد دون استخدامها. * عدم شراء كميات كبيرة من السلع بل تكتفي بشراء ما تحتاج إليه يومياً أو أسبوعيا علي اقصي تقدير * لابدع من تعلم طرق جديدة لإعادة تدوير بقايا الخضراوات المطبوخة أو الفاكهة لتقديمها في صورة وجبات جديدة للأسرة. * ترشيد استهلاك الكهرباء والمياه ختي لا تستنزف الفواتير جزءاً كبيراً من الميزانية الشهرية. أكدت علي ضرورة ان تساهم المرأة العاملة براتبها في هذه الظروف الاقتصادية لمساعدة الزوج علي توفير أهداف وطموحات الأسرة وان تقلل من مصروفاتها علي مظهرها الشخصي من ملابس وأدوات للزينة وغيرها وهذا لا يمنع من الاهتمام بمظهرها العام داخل عملها بدون مبالغة او اسراف. وتؤكد الدكتورة هالة خطاب - استاذ علوم الأطعمة والتغذية بكليية الاقتصاد المنزلي علي ضرورة تعليم الأولاد ثقافة ترشيد الانفاق بدلا من الاغداق عليهم بمصروف كبير داخل المدرسة حتي لا يتعلم التبذير ثم يكبر فلا يستطيع تدبير احتياجاتهم ويجب ان نعلم ابناءنا ثقافة الرضا بما قسم الله تعالي لنا من رزق والعمل والاجتهاد حتي ينجحوا في حياتهم المستقبلية. تؤكد د.هالة علي ضرورة تحديد قائمة المشتريات قبل الذهاب الي "السوبر ماركت" لتفادي الكماليات مع شراء المنتجات غير المشهورة والارخص سعراً اذا كانت بنفس جودة المنتج ذي العلامة التجارية المعروفة والاستفادة من القروض. كما تنصح بترشيد استهلاك الكهرباء من خلال أطفاء الأجهزة الكهربائية غير المستعملة في المنزل لخفض فاتورة الكهرباء كما يفضل شراء الملابس والأجهزة خلال موسم التخفيضات مما سيوفر الكثير من المال. وتنصح أيضاً بالاستفادة من العروض اليومية التي تقدمها السلاسل التجارية علي المنتجات في السوبر ماركت أفضل من شراء كل السلع في يوم واحد!! وتقول الدكتورة آية صلاح - مدرس علم الاجتماع بجامعة عين شمس: ان المشكلة ترتكز علي الميزانية وليس الراتب الشهري وهي مشكلة كثير من الأسر المصرية.. فلابد من إجادة وضع ميزانية شهرية مدروسة باحتياجات الأسرة مع وضع الأولويات الهامة لاحتياجات المنزل. اشارت إلي ان الإقلال من النفقات أصبح ضروريا لحل هذه الأزمة وخاصة متطلبات الأطفال من احتياجات غير ضرورية وتتمثل في أنواع كثيرة من الشيكولاتة والشيبسي وهذه بالفعل متطلبات غير ضرورية ويمكن للمرأة المصرية الاستغناء عنها وان تشارك الأطفال في هذه المشكلة الاقتصادية التي تمر بها الآن وعلي الأم ايضا تعليم أطفالها ترشيد الطاقة وعدم اضاءة الأنوار بكل مكان للشقة والتنبيه عليهم من وقت لآخر باطفاء الأنوار ماعدا أماكن المذاكرة فقط وترشيد استخدام الانترنت إلا في المذاكرة فقط وهذا يتطلب منها جهداً كبيراً في تلك الفترة التي نمر بها جميعاً. التقينا مع بعض السيدات تقول فوزية الرملي - موظفة بالهيئة العامة للاستعلامات: ان ارتفاع أسعار أصبح بالفعل يشكل مشكلة داخل الأسرة.. ولكننا في ظل هذه الأزمة نواكبها بصورة ايجابية ويتم مقاطعة بعض المنتجات علي سبيل المثال تم استخدام زيت الطعام بدلاً من المسلي وامتنعنا عن شراء الحلويات تماماً لتوفير فواتير الغاز والكهرباء وغيرها. وتقول مروة محمود - موظفة بأحد بنوك القطاع العام: هناك التزامات أسرية لبعض الأسر حيث انني انفق علي والدتي ومساعدتها وهذا موجود قبل ارتفاع الأسعار وتعو يم الجنيه وانا في نفس الوقت لدي طفلين في المرحلة الابتدائية وكنت اعطيهم مصروفا يومياً يوازي 20 جنيها اضطررت الآن خفض هذا المصروف بشكل كبير وكانت هناك حالة من الضجر ووالتذمر من الأطفال ولكنني أوضحت لهم الظروف الجديدة واقنعتهم انها لفترة مؤقتة ثم تعود الأمور الي أفضل مما كانت. وتتفق معها وداد محمد - ربة منزل قائلة: نحن الآن تم تغيير نمط حياتنا اقتصدايا فأصبحنا نعتمد علي الاساسيات فقط أما باقي الاحتياجات فتم الغاؤها تماماً حيث كنا نشتري ملابس شتوية وملابس صيفية فاعتمدنا علي الملابس الخاصة بالسنوات الماضية وتم إلغاء شراء ملابس جديدة التي كنا نلتزم بشرائها كل عام. أضافت: انه تم إلغاء تناول بعض المشروبات مثل النسكافيه والاقلال من تناول الشاي لارتفاع اسعارهما وهكذا حتي تستمر في دفع باقي الالتزامات المهمة وهي جميع أنواع الفواتير.