تزايد وتعمق القلق العالمي بعد ان ادي "ترامب" اليمين الدستورية كرئيس رقم 45 وتوليه مسئولية أكبر قوة عسكرية واقتصادية في العالم.. مارست الهيمنة علي كل الهيئات العالمية وسخرتها لتحقيق سيطرتها علي دول العالم.. اقول ان القلق تعمق لكون شخصية ترامب المثيرة للجدل دائما قبل وبعد اعلانه سياساته القادمة في خطاب التنصيب وهو "امريكا اولاً" وانه علي اوروبا تحمل مسئوليتها الاقتصادية والعسكرية.. وعلي الدول العربية والخليجية دفع مقابل حمايتها.. ومختصر سياساته تعني كرجل اعمال "بيزنس اذ بيزنس" واعتبر الاسلاميين المتطرفين هم هدفه الاول.. وهو مايجعل سياسته تحمل مخاطر جسيمة علي المستوي العالمي وسوف تشق الصف الاوروامريكي الذي كانت تستند اليه امريكا في ارساء هيمنتها علي الكون وبين الاوروبيين انفسهم وتعني انه سوف "يلطش" في بلاد العالم الاسلامي بدعوي محاربة التطرف في مغامرات قد تقلب موازين القوي والتحالفات في العالم. كما ان الرئيس الامريكي تجاهل في خطابه القضية الفلسطينية وهناك مخاوف من نقل السفارة الامريكية للقدس وهو القرار الذي لم يستطع اي رئيس امريكي سابق تنفيذه لان مزاج ترامب يتوافق مع المزاج العنصري الاسرائيلي مما ينذر بمخاطر جسيمة علي امتنا العربية والاسلامية والعالم اجمع وسيزيد من اعداء ترامب وامريكا. بالاضافة إلي ان الوضع الداخلي الامريكي ملتهب ومنشق بدليل انه يكاد يكون اول رئيس امريكي يقابل بهذه الموجة العارمة من الاحتجاجات السلمية والعنيفة قبل واثناء توليه السلطة ومخاوف المسلمين الامريكيين من التضييق عليهم وايضا السود.. رغم وعوده البراقة بتحقيق العدالة وفرص العمل للطبقات الفقيرة والمتوسطة فضلا عن الاغلبية الديمقراطية في الكونجرس الامريكي والتي ستضيق الخناق علي "ترامب" وتعطل قراراته وسياساته وتجعله في صدام دائم مع صناع القرار الامريكي وسيطر معها لاستخدام سلطاته التنفيذية مما سيزيد الشق في الصف الامريكي واعدائه في الداخل والخارج. اخشي مع كل هذه المعطيات ان يلقي هذا الرئيس مصير سلفه جون كينيدي الذي اغتيل بطلق ناري اطلقه عليه مواطن امريكي واختلفت دوافعه واسبابه بعد ما يقرب من 3 سنوات فقط من حكمه ورغم عشق غالبية الامريكيين له ولسياساته في حينها.. وهو علي العكس تماما من "ترامب" الذي تولي رئاسة امريكا وسط انشقاق ومخاوف داخلية معلنة وعنيفة وقلق عالمي غير مسبوق من سياسات وعقلية وخلفية هذا الرئيس الذي ادعو واتمني ان يجعله الله بردا وسلاما علي مصرنا العظيمة وعلي امتنا العربية والاسلامية ويلهمه العقلانية والاعتدال في معالجة القضايا العالمية والا فليجعل الله كيده نحو عالمنا الاسلامي المعتدل في نحره.. اللهم آمين.