من ينفع أو يصلح أن يكون رئيساً لمصر بعد حسني مبارك؟ هناك نغمة سائدة الآن أنه لا أحد من المرشحين الحاليين أو بمعني أصح المرشحين المحتملين للرئاسة يصلح أن يكون رئيساً!! الناس يطلقون أحكاماً عامة بأن كل المرشحين المحتملين غير صالحين لكن أحداً من هؤلاء المعترضين لم يعط سبباً واحداً يبرر به وجهة نظره في رفض كل هؤلاء الذين أعلنوا أنهم ينوون ترشيح أنفسهم للرئاسة.. مجرد إطلاق تصريحات بالرفض فقط.. لماذا؟! لا أحد يجيب!! لا يريدون الاعتراف بخبرات وتاريخ عمرو موسي.. وهو الذي عرك السياسة ما يقرب من خمسين عاماً.. من دبلوماسي مندوباً لمصر في الأممالمتحدة ثم وزيراً للخارجية ثم أميناً عاماً لجامعة الدول العربية.. وهو صاحب شخصية متميزة وله آراؤه ولأنه يتمتع بقوة شخصيته وشعبيته أبعده النظام السابق عن الخارجية ليفوز بمنصب أمين عام الجامعة العربية. لا يريدون الاعتراف بالدكتور محمد البرادعي الذي يعتبره الشعب المصري أول من أطلق رصاصة الرحمة علي نظام مبارك.. لم يخش سلطة وسطوة هذا النظام وبطشه وجبروته. وطالب بضرورة التغيير وإحلال نظام ديمقراطي محل النظام الديكتاتوري.. لم يعترفوا بخبرة الرجل ومكانته العالمية كرئيس لمجلس إدارة المنظمة الدولية للطاقة الذرية لدورتين متتاليتين. لا يريدون الاعتراف بالمفكر الكبير الدكتور محمد سليم العوا ولا بسعة أفقه ونظرته وقراءته الواعية لأحداث الساعة علي المستوي الداخلي والعالمي وفكره الراقي والرائق وإحساسه العميق بما يعانيه الشعب من مشاكل وحرمانه علي مدي 30 عاماً من حقوقه في الحرية والديمقراطية والعيش عيشة كريمة. لا يريدون الاعتراف بالدكتور عبدالمنعم أبوالفتوح رغم ما أعلنه من أن خلفيته الإسلامية ستكون في خدمة الدولة المدنية التي يتساوي فيها المواطنون في الحقوق والواجبات دون النظر إلي دين أو عرق أو لون أو غير ذلك. لا يريدون الاعتراف بالأستاذ حمدين صباحي والتصاقه الشديد برجل الشارع وإحساسه العميق بأنه ينتمي إلي وطن يجب أن يأخذ كل مواطن فيه حقه في تعليم متميز وعلاج فعال ويحظي برعاية طبية عالية المستوي وتتقارب فيه الدخول وتتدرج الطبقات بحيث لا تكون هناك قمة تتمتع بكل الميزات والحقوق وقاع تنعدم فيه الخدمات ولا يشعر فيه المواطن بآدميته. اخترت هذه النماذج الخمسة من المرشحين المحتملين للرئاسة لأوضح أن كلاً منهم يصلح رئيساً لمصر. وليس معني ذلك أن المرشحين الآخرين الذين لا أستطيع إحصاءهم وحصرهم في هذه المساحة الضيقة أنهم لايصلحون.. بل إن كلاً منهم له ميزة خاصة تؤهله لأن يتبوأ هذا المنصب عن جدارة.. لأن مصر بطبيعتها ولادة وفيها ليس العشرات ولا المئات فقط الذين يصلحون للرئاسة بل الآلاف. ما دفعني للكتابة عن هذا الموضوع ما قرأته من أن كلاً من الكابتن طارق يحيي المدير الفني لفريق مصر المقاصة لكرة القدم وكذلك الشيخ حافظ سلامة لايري أيا من المرشحين المحتملين يصلح للرئاسة وعلي ذلك فإننا نطالب كلا منهما بأن يرشح لنا من يصلح لهذا المنصب من وجهة نظره. وعلينا أن نقومه لنري ما إذاكان يصلح أو لا يصلح.. وإلا فليرشح كل منهما نفسه إذا لم يجد من يصلح للترشيح من ملايين المواطنين المصريين. هل تريدون أن نستورد رئيساً من الخارج ما دمنا نري أن هؤلاء المرشحين لا يصلحون؟!