أكدت د. ياسمين فاروق "صيدلانية ومرشح النقابة العامة للصيادلة عن منطقة القاهرة والجيزة" ان المواطن المصري يعانى منذ فترة طويلة من نقص عدد كبير من الأدوية ويضطر إلى رحلة بحث عن الدواء فى جميع الصيدليات حتى يجد علبة واحدة من الدواء المطلوب أو لا يجد على الإطلاق، وقد تضمنت النشرة الدورية الرسمية لنواقص الأدوية خلال شهر ديسمبر 2016 نقص 40 مستحضر صيدلى دون وجود أى مثيل بعضها لأمراض مزمنة مثل القلب و السكر والأمراض النفسية وكذلك نقص 221 مستحضر صيدلى يضطر المريض لاستخدام بدائل لها بعضها منقذ للحياة و بعضها علاج هرمونى و علاج للسرطان و أمراض الكبد و أيضا العديد من المضادات الحيوية. أضافت ان من هو خارج الوسط الصيدلى عن أسباب الأزمة وقد يصل به الأمر لاتهام الصيادلة بإخفاء الأدوية رغبة في بيعها بسعر أعلى إنما فى حقيقة الأمر فالسبب الرئيسي فى الأزمة هو تعنت شركات الأدوية ورغبتها في التحكم فى سوق الدواء المصرى وفرض الأسعار التى تحقق لها الأرباح الطائلة وتتخذ فى سبيل ذلك كافة الوسائل من خفض إنتاجية الأدوية الهامة أو وقف إنتاجها تماما للضغط من أجل رفع الأسعار دون مراعاة للمريض المصري الذى قد يتسبب نقص الدواء فى تهديد حياته. قالت: من الغريب انه بالرغم من صدور قرار رئيس مجلس الوزراء فى مايو 2016 بتحريك أسعار بعض المستحضرات الصيدلية بهدف توفيرها و القضاء على أزمة نقص الأدوية إلا أن الأزمة استمرت و لم تكتفي الشركات بالزيادة التى تمت و ترغب فى المزيد على حساب المواطن وأيضا على حساب الصيدلى الذى يضطر إلى مواجهة المريض بعدم توافر الدواء المطلوب . كما أن الصيدليات اصبحت شبه خاوية من الأدوية الهامة رغم محاولات الصيادلة مع شركات التوزيع للحصول على اى كمية و لكن دون جدوى مما يضطرهم أحيانا للجوء إلى السوق السوداء لشراء الدواء باضعاف سعره . أشارت إلى أن الفترة الأخيرة تم تداول أنباء عن زيادة جديدة فى الأسعار طبقا لثلاث شرائح الشريحة الأولى تتضمن الأدوية التى يتراوح سعرها بين جنيه الى 50 جنيه ستزيد بنسبة 50% و الشريحة الثانية تتضمن الأدوية التي يتراوح سعرها بين 50 جنيه الى 100 جنيه ستزيد بنسبة 40% والشريحة الثالثة تتضمن الأدوية التى يزيد سعرها على 100 جنيه ستزيد بنسبة 30% مما يؤكد استمرار شركات الأدوية فى محاولات فرض سيطرتها على سوق الدواء دون مراعاة للأطراف الأخرى فى المنظومة الدوائية و مما يؤكد ذلك أن طلبها لزيادة الأسعار الذى يشمل جميع الأصناف يشكل تسعيرا عشوائيا حيث ان بعض الأصناف لا تستدعى الزيادة فى السعر .. مؤكده على أن الصيدلى هو مواطن مصرى يدرك تماما معاناة المريض و هو الأقرب والأكثر تعاملا معه و لا يرضيه الوضع الحالى فى سوق الدواء من زيادة ربحية شركات الأدوية على حساب المريض المصري.