* يسأل محمد عبدالمنجي من الجيزة: استطاعتي أن أقوم ببناء مستشفي لعلاج الفقراء والمساكين.. فهل تحسب من زكاة أموالي أم لا يجوز ذلك؟! ** يجيب الشيخ محمد عبدالرازق عمر وكيل وزارة الأوقاف بالجيزة: أري في العصر الحالي أن من أفضل صور أداء حق الزكاة إقامة المستشفيات للمرضي الفقراء والملاجئ للعجزة واليتامي والمدارس لتعليم أبناء المساكين لقول ابن عابدين علي أن ما ينفق في سبيل تعليم الفقراء وعلاجهم هو إعطاء زكاة لهم وقد يكون من احد السبل اليوم استخدام جزء من حصيلة الزكاة في انشاء مطاعم أو مساكن شعبية بل وفي انشاء مصانع يعمل فيها الفقراء والمعاقون كل بحسب مقدرته فيجدون فيها مورداً كريماً لرزقهم فضلا عن زيادة العمالة والإنتاج والقضاء علي البطالة التي تفشت في بلاد الإسلام والمسلمين بمكر خبيث من دول الغرب التي قامت بخديعة الحكام العرب والمسلمين بقيام المصانع الصغيرة وقيام ما يسمي بالخصخصة التي جاءت بشرورها المستطيرة فعملت علي تشريد المسلمين وكثرة بطالتهم رغم انهم فهموا أن الخصخصة هي السبيل الوحيد للقضاء علي البطالة وهذه خدعة خبيثة تولاها الغرب لافساد بلاد الإسلام فالهدف الأساسي للزكاة هي القضاء علي الفقر وإيجاد فرصة عمل لعاطل. * يسأل أحمد عبدالفتاح مهندس: هل يجوز شرعا اخراج الزكاة للأخوات الفقيرات المتزوجات من أزواج فقراء؟! ** يجيب الشيخ محمد عبدالرازق عمر وكيل وزارة الأوقاف بالجيزة: ذهب الحنفية والحنابلة إلي جواز دفع الزكاة لغير الأصول والفروع من بقية الأقارب كالإخوة والأخوات والأعمام والعمات والأخوال والخالات إذا كانوا فقراء بل هم أولي بالعطاء لأنه صدقة وصلة رحم. كما روي أن النبي - صلي الله عليه وسلم - قال: "الصدقة علي المسكين صدقة وهي علي ذي الرحم ثنتان: صدقة وصلة" وذهب الإمام الشافعي رضي الله عنه إلي أنه يجوز دفع الزكاة للقريب الفقير الذي لا تجب نفقته عليه ولا يجوز دفعها إليه من سهم الفقراء والمساكين إذا كانت نفقته واجبا عليه ومن هذا يعلم أن صرف الزكاة للأخوات المذكورات في السؤال جائز باتفاق لعدم وجوب نفقتهن علي أخيهن والإسلام دين ينظر إلي الحياة نظرة شاملة لا جزئية لذا فقد أراد أن يقوي الصلة بين الناس وفي هذه الحالة بحثها أن تنفق علي أهلها من مالها الخاص فهي أفضل من الصدقة عن الأباعد وعن سلمان بن عامر عن النبي - صلي الله عليه وسلم - قال: "الصدقة علي المسكين صدقة وعلي ذي الرحم ثنتان: صدقة وصلة رحم". * تسأل هدير عبدالسلام من مدينة 15 مايو بحلوان: هل يعتبر الإسلام التغير ظاهرة من ظواهر النمو والتقدم البشري.. أم يعتبره انحرافا من سنن الأولين؟! المتتبع لآيات القرآن الكريم ومناقشته لقضية التغير علي مدي التاريخ يجد أن التغير هو الأصل في الحياة فيزيائيا وبيولوجيا اجتماعيا وتاريخيا وأن مقاس الحكم علي التغير لا يتعلق بمبدأ التغير ذاته وإنما باتجاه التغير ومدي التزامه أو ابتعاده عن قيم الحق والخير والعدل والجمال. فالإسلام لا يدعو إلي التغيير إذا كان الواقع بعيدا عن هذه القيم وهو يدفع عجلة الحياة باستمرار في اتجاه الرقي بالفرد والمجتمع نحو المثل التي تظل دائما مصباح الهداية ويظل التغيير بالاقتراب منها مقياسا للنمو والتقدم البشري.