تسألني عن مباراة القمة بين الزمالك والأهلي التي أقيمت يوم الخميس الماضي وتقول لي: هل رأيتها وشاهدتها؟! فأقول لك إن ذلك لم يحدث.. فقد فضلت النوم علي مشاهدة تلك المباراة!! تقول لي: ولماذا؟ فأقول لك لأنني كنت متأكداً أن الزمالك سينال هزيمة كالعادة من الأهلي.. فلاعبوه ينزولون إلي الملعب وهم في حالة عدم توازن رعباً من الأهلي الذي ينزل واثقاً من النصر!! إنها عقدة الزمالك من الأهلي علي مدي التاريخ الطويل واحصاء لقاءات الفريقين توضح لنا تلك الحقائق. التاريخ يقول لنا إن الزمالك مهما امتلك من لاعبين مميزين لكنهم عندما ينزلون إلي أرض الملعب لمواجهة الأهلي تضطرب أحوالهم وتتملكهم عقيدة الخوف من الهزيمة.. فلا تنفع معهم أي خطط للعب وينسي كل لاعب مهمته في الملعب ومن هنا تكون الخسارة. إذا كان الأمر كذلك.. فهل العيب في المدير الفني للفريق؟! أقول لك إن الزمالك ربما يكون أكثر الأندية في تغيير المديرين الفنيين سواء كانوا محليين أو كانت لهم خبرة فنية علي مستوي العالم.. فالنتيجة واحدة في كلتا الحالتين. إن المشكلة تتمثل في اللاعبين أنفسهم.. فهم ينزلون إلي أرض الملعب وهم يشعرون بالهزيمة مسبقاً ومهما امتلكوا من خطط إلا أن النهاية تأتي طبق معتقداتهم وهي الخسران المبين!! تسألني: ولماذا فاز الزمالك في العام الماضي وتغلب علي الأهلي في الدوري والكأس وانتصر في البطولتين؟! فأقول لك: إن لكل قاعدة استثناء.. فالصدفة وحدها هي التي تجعل الزمالك يفوز في مباراة أو مباراتين استثناء من القاعدة العامة التي يحقق فيها الأهلي انتصاراته المتتالية؟! هل يجب علي المستشار مرتضي منصور رئيس نادي الزمالك ان يقيل الكابتن محمد حلمي ويعين آخر بدلاً منه لعل وعسي أن يأتي المدير الجديد بما يحقق الأمنيات الكبيرة لجماهير الزمالك العريضة؟! أعود فأقول لك: إن المشكلة ليست في المدرب وإنما في الحالة النفسية للاعبين.. فهل لدي المستشار مرتضي منصور من يحل هذا اللغز؟! لقد كان المستشار علي قدر المسئولية فطور نادي الزمالك من الصفر حتي بلغ القمة. وأنقل ذلك عن أصدقاء يترددون علي النادي حتي أصبح نادياً يليق بأعضائه. لكن ماذا يفعل باللاعبين؟ مطلوب منه أن يبحث عن وسيلة لفك عقد النقص التي تلازمهم.. وليكن ذلك عن طريق محلل نفسي يستطيع ان يتجاوز بهم تلك الحالة وينطلقون في مبارياتهم مع الأهلي بروح جديدة. جماهير مصر التي تشجع الناديين سهرت أول أمس لمتابعة تلك المباراة.. ورغم أن الزمالك كما نشرت بعض الصحف استحوذ علي المباراة وامتلك لاعبوه ناصية الملعب إلا أنه لم يستطع التسجيل.. في الوقت الذي سجل فيه الأهلي بسهولة في مرمي أحمد الشناوي. ولم يكن لحكم المباراة المجري أخطاء كبري في المباراة التي كانت سهلة بالنسبة له نظراً لالتزام اللاعبين بتقبل قراراته فلم يعترض عليه أي واحد منهم. الجديد الذي خرجنا به من هذه المباراة هي الروح الرياضية التي سادت بين اللاعبين وبين مجلس إدارة الناديين.. فقد تصافحوا بعد المباراة وكان مظهرهم طيباً.. وأعجبني المستشار مرتضي منصور لأنه طرد ثلاثة مشجعين زملكاوية عندما أساءوا إلي لاعبي الأهلي. كما أعجبني المستشار عندما داعب حسام البدري المدير الفني للنادي الأهلي قائلاً له عقب نهاية المباراة: نفسي تدرب الزمالك. وأقول للمستشار إن البدري مخلص لناديه.. ولم يتمرس كمدير فني محترف يمكنه الانتقال من الأهلي للزمالك.. علي عكس حسام وإبراهيم حسن اللذين انطلقا في عملهما وأخذا الموضوع باحترافية كاملة بحيث يمكن أن ينتقلا لأي ناد. المهم أن ننظر إلي مباراة القمة ونخرج منها أنها مجرد مباراة.. والموضوع كما قال الكابتن حسام البدري: الفرحة من حق الجماهير.. ولسه علي الدوري كتير.. مقدماً اعتذاره للزملكاوية علي الإفراط في الاحتفالية. هل اقتنعتم برأيي الذي قلته في بداية المقال بأن النوم أفضل من مشاهدة تلك المباراة؟!