عدالة السماء في كاليفورنيا.. وجاراتها

هل تنتقم السماء من الولايات المتحدة بسبب مؤامراتها علي مصر. يبدو ان الامر كذلك وان السماء تعاقب اقوي دولة في العالم علي هذه المؤامرات. تتورط الولايات المتحدة في عدة مؤامرات علي مصر منذ فترة طويلة احداها مؤامرة سد الخراب الاثيوبي الذي هو في الاصل فكرة امريكية. فهو واحد من عدة مشروعات مقترحة تقدمت بها الخارجية الامريكية الي الحكومة الاثيوبية بزعم تحقيق الاستفادة المثلي من مياه النيل لهذا البلد الافريقي.وكان ذلك في عام 1929 اي قبل 87 عاما.
وكان المقصود من هذه المشاريع التأمر علي مصر التي كانت تشكل مع السودان دولة واحدة وقتها لعدة اسباب. فلم يكن هذا السد هو الحل الامثل.فاثيوبيا غير قادرة حتي الان علي تمويل السد بدليل فرض مساهمات اجبارية علي مواطنيها مثلما فرضت عليهم شراء سندات حكومية لتدبير التمويل بالعملة المحلية "البير". وساعدتها الولايات المتحدة باصدار اوامرها الي الحكومة الموالية لها في اليابان بتقديم قرض قيمته 3 مليارات دولار لاثيوبيا لاستكمال السد بزعم دعم مشاريع الطاقة المتجددة. ولم تكن هناك حاجة الي اقامة بحيرة صناعية لتخزين الماء لان الانحدار قوي في منطقة السد ولا حاجة الي بحيرة صناعية. وأكد خبراء اثيوبيون ان اثيوبيا تستطيع بتكاليف اقل وعوائد اكثر كثيرا اقامة مزارع رياح بحكم موقعها.
لكن كل ذلك لم يكن له قيمة امام الرغبة الامريكية في التامر علي شعب مصر ومقدراته المائية من اجل مصالح الغرب وربيبتها اسرائيل حتي قبل ان تقوم كدولة.
عقاب السماء
وتجاهلت الولايات المتحدة ان السماء لا يمكن ان تتركها دون عقاب وهوما يتمثل في الحقائق المفزعة التي كشفت عنها صور التقطتها مؤخرا وكالة ناسا وما يحدث في ولاية كاليفورنيا.
وصلت كاليفورنيا الي منتصف عامها الخامس مع الجفاف وسط علامات تشير الي استمرار الجفاف ليصبح اسوأ جفاف من نوعه يواجه الولاية الذهبية منذ اكثر من 1200 سنة. وكانت الامال تجددت في انتهاء الجفاف بعد امطار غزيرة شهدتها بعض مقاطعات الولاية لكنها توقفت وعاد الجفاف كما كان. ولا تزال الولاية تعاني من الاراضي الزراعية الجافة التي تعذرت زراعتها لنقص الماء فضلا عن انكماش البحيرات وتراجع مستوي المياه في الخزانات المائية الجوفية .و كاليفورنيا ليست الولاية الوحيدة التي تعاني الجفاف.حيث تبين انخفاض مناسيب المياه الجوفية في العديد من ولايات الغرب وولايات الجنوب الشرقي بسبب انخفاض الامطار الساقطة عليها. وتعاني 40% من مقاطعات ولايات الجنوب الشرقي من الجفاف حاليا.
ويزيد من مخاوف المسئولين وجود احتمالات قوية ان تكون أحزمة الامطار قد تغيرت كما حدث مع ولاية كلورادو إحدي ولايات الوسط . تعرضت الولاية لجفاف استمر سبع سنوات وعندما انتهي لم تعد الأمطار الي سابق كمياتها المعتادة.
المحنة
والغريب ان كل ذلك لم يقنع حكام واشنطن -الذين يكتبون علي دولارهم "نحن نثق في الله" -بان يراجعوا سياساتهم مع مصر او غيرها ويتوقفوا عن مؤامراتهم علي امل ان يرفع ربهم هذه المحنة عنهم.
لا يجب التعويل علي صحوة ضمير تعيد حكام واشنطن الي الصواب. كان الاولي ان يعودوا الي صوابهم عندما اصيب 200 الف عسكري امريكي ممن شاركوا في حرب الخليج الاولي بامراض لاعلاج لها من جراء الاسلحة المحرمة دوليا التي استخدمتها ضد المدنيين الابرياء..وكان الاولي ان يعودوا الي صوابهم بعد اصابة عشرات الألوف من جنودها بامراض عديدة من جراء الاسلحة المحرمة دوليا التي استخدمتها في فيتنام ولايزال يعاني من اثارها 3 ملايين فيتنامي خرج معظمهم الي الحياة بعد الانسحاب الامريكي عام 1975.