مازالت إقالة محمد صلاح المدير الفني الأسبق لفريق الكرة بالزمالك عقب التعادل المثير مع وادي دجلة في الدوري تلقي بظلالها علي كل عشاق القلعة البيضاء.. وتطرح العديد من التساؤلات بين مشجعيه بشكل خاص وكل من يتابع الساحرة المستديرة علي وجه التحديد يضربون كفا بكف علي حال هذا الفريق الكبير الذي أصبح "مبيعشلوش مدرب ودوب" تسعة مديرين فنيين خلال 952 يوما. تساءلت الجماهير بمختلف ميولها وألوانها عن الأسباب التي تدفع إدارة النادي للإستغناء عن خدمات تسعة مدربين حتي الآن خلال 952 يوماً هي فترة جلوس مرتضي منصور علي كرسي رئاسة هذه القلعة الرياضية الكبيرة في مشهد يعد الأول من نوعه داخل كل الأندية علي مستوي العالم؟!.. والغريب أن هناك بعض الجماهير أو بالأحري قطاع كبير جداً منها أجاب علي التساؤلات دون أن ينتظرها من أحد.. والإجابة إن رئيس النادي "مابيحبش" الفريق يخسر. وإذا كان الأمر كذلك.. وهناك فرق في كرة القدم لا تعرف الخسارة.. فكان من باب أولي ألا تنهزم فرق لها باع ومسيرات حافلة بجميع الدوريات الكبيرة علي مستوي العالم كله. في عهد مرتضي منصور تولي قيادة الفريق تسعة مدربين آخرهم محمد صلاح الذي كان يتولي القيادة مؤقتاً بعدما أجاد دور الكومبارس أو "الإستبن" كما أطلقت عليه جماهير هذا النادي الكبير.. وترصد "المساء الرياضي" ما دار من أحداث خلال الفترة التي قضاها كل مدرب داخل القلعة البيضاء ويعد البرتغالي فيريرا أكثر المعمرين.. والبرازيلي باكيتا أقل من قاد الفريق في فترة زمنية. في البداية قاد أحمد حسام ميدو الفريق قبل انتخاب مرتضي منصور رئيساً للزمالك واستمر لمدة أربعة أشهر وتمت إقالته في 30 يوليو .2014 رحل ميدو وتم تعيين التوأم حسام حسن لقيادة الفريق في أغسطس 2014 قبل الإطاحة به في الثاني من أكتوبر من نفس العام "أي بعد 63 يوماً فقط" من قيادة الفريق.. ورغم أن الأمور كانت تسير بشكل طبيعي إلا أن ذلك لم يشفع للتوأم وترك الفريق وسط حزن كبير من الجماهير التي تعلم جيداً مدي عشق وإخلاص حسام وإبراهيم للفانلة البيضاء التي تألقا بها. كثفت إدارة النادي من جهدها ورفضت تعيين مدرب مصري إرضاء للجماهير التي غضبت بشدة فتم تحويل الدفة إلي المدرسة البرتغالية وتعاقدت مع باتشيكو الذي تولي القيادة الفنية للفريق في 12 أكتوبر 2014 ولم يسلم من انتقادات مرتضي منصور ليفر هاربا إلي بلاده في الأول من يناير 2015 بعد أن قضي داخل القلعة البيضاء 91 يوماً. جاء هروب باتشيكو لينصب محمد صلاح مديراً فنياً مؤقتاً لحين التعاقد مع مدير فني جديد ولميستمر سوي شهراً واحداً فقط.. ثم جاء البرتغالي فيريرا الذي لم يستطع هو الآخر التماسك أمام الهجوم العنيف الذي شنه عليه رئيس النادي بعد أن اتهمه بالتقصير واختيار تشكيل غير مناسب لخوض المباريات ليهرب إلي قطر.. رغم أنه حقق لقبي الدوري والكأس.. وتولي المهمة في الرابع من فبراير 2015 حتي هرب يوم 22 نوفمبر 2015 بعد أن قضي 206 أيام داخل القلعة البيضاء. ظهر من جديد محمد صلاح وقاد الفريق في مشهد غريب أبدي خلاله كل الجماهير المصرية إندهاشها لإصرار رئيس الزمالك علي الدفع بصلاح الذي لم يستمر سوي 12 يوماً إلي أن تم تعيين ماكليش يوم 23 فبراير الماضي.. وغادر البلاد بعد أن فشل في مهمته وكان ذلك بالتراضي بينه وبين مجلس إدارة النادي. نجح المجلس في التعاقد مع البرازيلي باكيتا.. وتوسم الجميع داخل وخارج النادي خيراً.. لكن أتت الرياح بما لا تشتهي سفن مرتضي منصور ولم يستمر المدرب في موقعه سوي 29 يوماً فقط ليتم إقالته في أسرع إقالة لمدير فني بالزمالك ليعود ميدو بجهاز فني جديد يضم حازم إمام ومعه أيضا محمد صلاح.. ورحل أحمد حسام ومعه الثعلب الصغير وبقي صلاح حتي إستعان المجلس بالإنجليزي ألكس ماكليش في 23 فبراير 2016 وتمت إقالته في الثاني من مايو الماضي بعد أن قضي 69 يوماً. نفس اليوم الذي رحل فيه ماكليش قرر مجلس إدارة النادي منح محمد حلمي صلاحيات المدير الفني بمعاونه محمد صلاح وعبدالحليم علي قبل أن يتم الإطاحة به في 27 يوليو بعد قضاء 86 يوماً يقود الفريق فنياً. وفي قرار جرئ لرئيس النادي قرر الاستعانة بمؤمن سليمان.. وأبدي كل الزملكاوية دهشتهم من هذا القرار لأن مؤمن مازال صغير السن ولم يسبق له العمل مديراً فنياً بالدوري الممتاز.. وأتي به مرتضي منصور كما يقولون من "الدار للنار". وتوقع الكثيرون عدم نجاح مؤمن سليمان في مهمته لأن خبرته لا تؤهله لقيادة فريق بحجم وتاريخ الفارس الأبيض لكنه ضرب بكل التوقعات والتكهنات عرض الحائط وفاز الفريق بكأس مصر ووصل إلي الدور النهائي ببطولة أفريقيا وهو ما يعد إنجازاً للمدرب الذي ترك موقعه بعد 75 يوما بالتمام والكمال ورفض الاستمرار بعد أن انتقده بشدة رئيس النادي. لم يجد مرتضي منصور أمامه سوي محمد صلاح لإنقاذ الموقف لحين التعاقد مع مدير فني آخر وتولي صلاح القيادة الفنية ولكن هذه المرة لمدة 15 يوم فقط إلي أن وقع الاختيار علي محمد حلمي.. الذي عاد بعد أن انفردت "المساء" دون عن الصحف والمواقع الإلكترونية بخبر عودته.