ليس لأنه صديق عزيز وأخ فاضل.. وليس لأنه محام مرموق.. ولكن لأنه شاب في الأربعينيات من عمره. تحدي الإخفاق والصعاب.. فرغم تفوقه في بداية دراسته الجامعية إلا أنه لم يوفق في أن يكون عضواً بهيئة التدريس ليستكمل مسيرته العلمية. ومع ذلك لم ييأس. وبدأ من الصفر ونحت في الصخر. وعمل لدي بعض المحامين. ثم استقل وبدأ مشواره العلمي مرة أخري. إنه د.أدهم الشرقاوي. حديث الصباح والمساء في بلدته البتانون مركز شبين الكوم. محافظة المنوفية.. لأنه حصل مؤخراً وبعد مشوار طويل علي درجة الدكتوراة بتقدير جيد جداً. وفي موضوع لم يسبقه إليه أحد من قبل وهو: "الحماية الإجرائية لناقص وعديم الأهلية في القانون الوضعي والشريعة الإسلامية". في إحدي قاعات كلية الحقوق جامعة بنها. حضرت مناقشة الرسالة.. وكم كنت سعيداً بالاستفادة الكبري من هذا العراك العلمي الممتع والمفيد وفي وجود أساتذة عظماء. نحتوا في الصخر أيضاً. حتي وصلوا إلي أعلي الدرجات العلمية وفي مقدمتهم د.سعد الجندي. الأستاذ بمعهد الأورام. جامعة القاهرة. ود.شديد أبوهندية. عضو مجلس النواب وشقيقه د.طارق.. مع رجال محترمين يعشقون العلم. وحضروا خصيصاً لتشجيع الباحث المجتهد منهم الأساتذة: السيد الشرقاوي. خبير الضرائب المتميز. ورجال الأعمال: نجيب الشرقاوي وشقيقه صبري. وجمال والحاج صلاح الجندي وشقيقه. أحمد وعبدالمنعم.. وغيرهم كثيرون. وما أسعدني هو حضور شخصيات تحب العلم للشد من أزر الباحث أمام لجنة المناقشة التي كانت علي قدر المسئولية. واعتصرت الباحث علمياً.. ناقشته في كل كلمة. وراجعته في كل معلومة. وأوضحت له بعض الملاحظات العلمية. وطالبته بتصحيحها.. أكثر من ثلاث ساعات والحاضرون في قلق من قرار هذه اللجنة المتميزة علمياً. والتي لم تترك شيئاً في الرسالة إلا وناقشته فيه. وأسعدني أكثر هو وفاء الباحث لأبويه وأسرته. حيث أكد في بداية المناقشة أن الفضل فيما وصل إليه يرجع إلي والده الحاج محمد شبل. الشهير ب"فتحي" ووالدته وزوجته وأولاده. رئيس اللجنة د.أحمد هندي. أستاذ ورئيس قسم قانون المرافعات بكلية الحقوق. جامعة الإسكندرية. وعميد الكلية السابق. استطاع بحنكته العلمية وأخلاقه الجمة أن يدير المناقشة بمهنية متفردة.. أما د.عيد القصاص. أستاذ ورئيس قسم قانون المرافعات بكلية الحقوق جامعة الزقازيق ووكيل الكلية السابق الذي كان يعاني من نزلة برد.. فقد نسي البرد وحول المناقشة إلي طاقة هائلة من الدفء العلمي المفيد للباحث وللحاضرين. ثم نأتي لمن لهما الفضل والتشجيع والمساعدة وهما: د.الأنصاري حسن النيداني. أستاذ ورئيس قسم قانون المرافعات بكلية الحقوق جامعة بنها. ووكيل الكلية السابق. مشرفاً وعضواً.. ود.الشحات منصور. أستاذ ورئيس قسم الشريعة الإسلامية بكلية الحقوق. جامعة بنها. وعميد الكلية السابق. مشرفاً وعضواً.. واللذان بذلا مجهوداً مضاعفاً علمياً وذهنياً إيماناً منهما بأن الباحث مجتهد ويستحق الاهتمام. كلمة مهمة.. إن "أدهم الشرقاوي" حدوتة علمية.. فرغم الظروف الصعبة بعد تخرجه منذ 15 عاماً.. إلا أنه لم ييأس وكافح واجتهد حتي حصل علي أعلي الشهادات العلمية.