يتوقع أساتذة السياسة الدولية حدوث تغيير محدود في الخريطة السياسية بالشرق الأوسط بعد تولي ترامب رئاسة أمريكا.. خاصة أن أمريكا دولة مؤسسات والقرارات تخرج من البيت الأبيض وليس من رئيس الدولة بمفرده وهناك مراجعات كثيرة قبل إصدار أي قرار. أضافوا أن الخريطة السياسية للشرق الأوسط ستشهد تغييراً في شكل الحرب علي الإرهاب بسبب وجود توافق مصري أمريكي حول الجماعات الإرهابية في المنطقة مثل الإخوان وداعش.. منوهين إلي احتمال انحسار الدور الأمريكي في دعم الدول العربية وتركيز الإدارة الأمريكية مع مصر لتوافق الرؤي ..ومع إسرائيل لاستمرار الدعم والتفوق لها بين الدول العربية. توقع خبراء السياسة تعاوناً أمريكياً روسياً في محاربة الإرهاب في سوريا.. وايضا اضطراب العلاقة مع تركيا بسبب دعمها للجماعات الإرهابية.. وتوقعوا ايضا مراجعة الموقف الأمريكي فيما يخص التوقيع علي الاتفاقية النووية مع إيران. * د. إكرام بدر الدين - استاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة - يري أن الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب أدلي بتصريحات كثيرة خلال فترة الانتخابات ربما لا يتصادف الأمر ويتم تنفيذ جميع هذه التصريحات حرفياً خاصة أنها كانت مجرد دعاية رنانة فقط وأهمها انتقاده الحاد للإدارة الأمريكية السابقة بقيادة "باراك أوباما" وأنه المتسبب بإحداث الفوضي بالشرق الأوسط من خلال دعمه للجماعات المتطرفة وتشجيعه للإخوان حيث تعهد ترامب بأن يكون هناك تعاون قوي لمساعدة مصر في القضاء علي الإرهاب. يعتقد د. بدر الدين أن هناك سياسات إيجابية بالنسبة لمصر خاصة بعد تلقي ترامب اتصالاً هاتفياً من السيسي فور فوزه بالانتخابات الأمريكية وأنه سيكون هناك تدعيم لمجالات التعاون الاقتصادي بين البلدين في المرحلة المقبلة مما سوف يساعد علي تحجيم الإرهاب خاصة أن محاربته لا تحتاج إلي استخدام أسلحة بل تحتاج إلي مزيد من الاستثمارات وتدعيم للاقتصاد. أضاف د. بدر الدين أنه بالنسبة لإيران فإن ترامب عارض بشدة الاتفاق النووي أو بما يسمي "الماء الثقيل" الذي يستخدم في الأسلحة النووية من خلال اتفاقية وقعتها القوة الغربية مع إيران العام الماضي والذي بمقتضاها سيتم رفع العزلة الدولية عن الجمهورية الإسلامية مقابل وضع قيود علي برنامجها النووي مما يؤكد فرض مزيد من الضوابط علي إيران. فهذا الاتفاق يعد أسوأ اتفاقية لأنها تمكن إيران من الحصول علي الأسلحة النووية وترامب أكد أنه سوف يعمل علي إلغاء هذه الاتفاقية بعد توليه السلطة. أضاف د. بدر الدين أن ترامب سوف يعمل مع الحلفاء الأصدقاء في الشرق الأوسط لمحاربة داعش وتدمير التنظيم والتعاون الدولي لقطع مصادر تمويله. يري د. إكرام أن ترامب سوف يجد حلولاً جذرية للقضاء علي الهجرة غير الشرعية في سوريا وسوف يقوم بحل الصدام مع روسيا بشأن الاتفاق النووي. * د. محمد كمال استاذ العلوم السياسية جامعة القاهرة يقول: لا أعتقد حدوث تغييرات سياسية كبيرة بعد تولي ترامب السلطة وأن كثيراً مما صرح به لن يحدث ولو حدث تغيير سيكون محدوداً جداً مثلما قال علي السعودية وأنها عليها دفع جزء من ثروتها في مقابل التحالف الكبير بينها وبين الولاياتالمتحدة منوهاً إلي انخفاض محتمل في اهتمام أمريكا بمنطقة الشرق الأوسط مع تقوية العلاقات المصرية الأمريكية وايضا علاقة ترامب مع إسرائيل. أضاف أن العلاقات الأمريكيةالإيرانية سوف تكون أكثر توتراً بسبب رفضه للاتفاقية النووية وايضا غياب أي تطور في عملية السلام العربي الإسرائيلي لعدم اهتمام ترامب بها في هذه المرحلة. * د. حسن نافعة - استاذ العلوم السياسية جامعة القاهرة: يؤكد أنه لم يكن أحد يتوقع وصول دونالد ترامب اليميني المتطرف إلي السلطة لكن الخطاب الذي نجح علي أساسه "ترامب" سيختلف عن السياسات التي يمارسها لأن هناك كوابح للسياسة الأمريكية فهو لا يشارك وحده في صنع القرار.. مؤكداً أن المشكلة أن الشرق الأوسط تعود علي الآخرين في حل مشكلاته.. فإن لم تستطع أن تتوافق سياسات الشرق مع السياسة الأمريكية يكون الشرق الأوسط والعالم العربي الخاسر الوحيد. يري د. نافعة ايضا أن هناك شهر عسل من نوع جديد بين مصر والإدارة الأمريكية بعد اللقاء الذي سيتم بين الرئيس السيسي وترامب وايضا بعد المكالمة الأولي التي قام بها السيسي بعد فوز ترامب بالانتخابات الأمريكية. أضاف د. نافعة أن ترامب لم يضغط علي مصر من منظور حقوق الإنسان لأن رؤية ترامب تقترب من رؤية مصر في مكافحة قضية الإرهاب. وموقف الإدارة الأمريكية تجاه حل الأزمة السورية والتقارب مع روسيا لإيجاد تسوية للتنازع مع روسيا. * د. محمد سلمان - استاذ علاقات دولية وعلوم سياسية جامعة القاهرة: يقول إن الإدارة الأمريكية حريصة علي أن يتحقق من خلالها الهيمنة علي المناطق الأساسية في العالم وأن تكون حريصة علي مناطق النفوذ مثل دول الشرق الأوسط ولديها دائماً الحليف التقليدي وهي إسرائيل فهي دائماً تسعي لإرضاء الكيان الصهيوني. أضاف أنه من الواضح أن أمريكا ستعيد العلاقات القوية مع مصر وايضا ستدعم علاقاتها بروسيا فيما يتعلق بالملف السوري لضرب العناصر التكفيرية "داعش - جبهة النصرة - الجيش السوري الحر" كما تراها أمريكا. يري د. سلمان أن أمريكا سوف تحافظ خلال خطتها القادمة بقيادة ترامب علي الاتفاق النووي الإيراني وأن يكون لها دور واضح في الحرب علي داعش وحل الأزمة الليبية بحكم وجود داعش والقاعدة في ليبيا. يعتقد د. سلمان ايضا أن الملف السوري والعلاقة مع مصر سوف يكون من أولويات ترامب وسوف يحافظ علي علاقته بالسعودية باعتبارها نظاماً محافظاً ومن مصلحة أمريكا الحفاظ علي نفس الخط مع السعودية. ربما تظهر بعض جوانب الخلاف في بعض الملفات التركية الأمريكية حسب د. سلمان بسبب دعم تركيا للإخوان المسلمين فهي من الأمور التي لا يرحب بها ترامب ولهذا ستشهد العلاقات حالة من التدهور. * د. أحمد يوسف استاذ العلوم السياسية جامعة القاهرة يقول إن الرئيس الأمريكي الجديد ترامب سوف يقوم بتغيير سياسة أمريكا جذرياً خلال فترة رئاسته وسيكون هذا التغيير في مصلحة مصر حيث أنه سيكون هناك تعاون مع مصر لمحاربة الإرهاب والقضاء عليه عكس سياسة أوباما وايضا سيقوم ترامب بإقامة علاقات مع روسيا فيما يخص الحرب علي الإرهاب في سوريا. يضيف أنه يعتقد أن ترامب سوف يقوم بالمساعدة في محاربة داعش والقيام باستئناف العمليات العسكرية والتعاون الدولي لقطع تمويل التنظيم مشيراً إلي أن هناك توافقاً قوياً بين رؤية ترامب والسيسي حول مواجهة العنف الذي تمارسه جماعة الإخوان وسيكون هناك تعاون مصري أمريكي في هذه القضية.