اثار فوز دونالد ترامب برئاسة الولاياتالمتحدةالأمريكية حالة من القلق وردود الأفعال. حول ما سيفعله ترامب بعد وصوله لمنصب الرئيس خصوصا وانه جاء للمنصب بتصريحات عدوانية ومستفزة عن العرب والمسلمين. يقول د. عادل عامر أستاذ علم الاجتماع السياسي ان فوز ترامب بالرئاسة قد هز وجدان كل العقلاء داخل أمريكا وخارجها. خصوصا وانه أثناء حملته الانتخابية كانت له تصريحات عدوانية واستعلائية تنم عن عنصرية داخلية. لكن العزاء الوحيد تبدي في خطابه بعد اعلان النتيجة. وقال عامر من الصعب الآن الحكم علي سياسته القادمة لكن الشهور المقبلة ستكون كفيلة بكشف ما تواري من شخصيته مؤكداً ان السياسة الأمريكية في الداخل والخارج لها ضوابط تتمثل في وجود مؤسسات توازن سلطة الرئيس في مقدمتها الكونجرس الأمريكي والمحكمة الدستورية العليا والإعلام وكلها تمثل كوابح لتصرفات الرئيس الأمريكي لافتا ان بعض ما جاء من خلال حملته الانتخابية ولقائه بالرئيس السيسي علي هامش أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة تؤكد انه ستكون هناك علاقة ودية من جانب ترامب مع بعض الدول الكبري في المنطقة ومنها مصر والسعودية. ولفت د. حسن نافعة "أستاذ العلوم السياسية" بجامعة القاهرة ان ترامب سيغير السياسة الأمريكية تجاه المنطقة لأن تركيزه سيكون تجاه أمريكا أولا ولن يقدم هدايا مجانية لأحد فكل ما في مصلحة أمريكا اقتصاديا وتجاريا وثقافيا وأمنيا سيكون إلي جواره أما ما دون ذلك فلن يعرفه. وستكون هناك حرب شرسة علي الإرهاب وتعاون أمريكي روسي فيما يخص الحرب علي الارهاب في سوريا. وضغوط أكبر علي الدول التي تساعد المتطرفين كما لن يلقي الاتفاق النووي مع ايران اهتمامه الكافي وقد يلغيه ويمكن ان يكون أكثر قربا من روسيا ومصر. وقال د. طارق فهمي أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة. ان الرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب يحمل خطابا ايجابيا تجاه مصر. اتضح من وعوده السابقة بحظر عمل جماعة الإخوان وتجريم عمل تيارات الاسلام السياسي المحظورة في العالم العربي. وأضاف "ترامب سيدعو الرئيس عبدالفتاح السيسي وخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز لزيارة الولاياتالمتحدةالأمريكية في ال 6 أشهر الأولي لبداية حكمه. لافتا إلي انه سيتغلب علي تأزم العلاقات المصرية الأمريكية الذي حدث خلال فترة حكم الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما وسيحرص علي اقامة علاقات مع روسيا وسيكون هناك اتفاق علي سوريا ومنطقة البلقان وشبه جزيرة القرم". ورأي الخبير الاستراتيجي اللواء د. نبيل فؤاد "ان كل التصريحات الخاصة بالحملة الانتخابية دائما ما تكون نوعا من الفرقعة الإعلامية لجذب أصوات الناخبين ومن المهم ان ننتظر حتي يذهب إلي البيت الأبيض ويبدأ في ممارسة عمله. ولابد ان نعرف انه كما ان هناك مصالح أمريكية فهناك مصالح عربية ولابد من الموازنة بينهما ورغم المفاجأة في فوزه فانه لابد من الانتظار لأنه من المستحيل ان تكون بعض تصريحاته خلال الحملة الانتخابية هي سياساته. وشدد "فؤاد" علي ان تصريحاته تجاه الفلسطينيين مثيرة للقلق فعلا لأنه تحدث عن انه من الممكن ان يعطي للفلسطينيين أرضا داخل أمريكا ويتخلوا عن أرضهم. لكنه قال ان فوزه قد يكون مفيدا لمصر في حربها ضد الارهاب. ولفت د. سعيد اللاوندي الخبير بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية. أن فوز ترامب سيجعل شكل العلاقات بين مصر والولاياتالمتحدةالأمريكية مختلفة تماما لأنه صاحب فكر مغاير للفكر الديمقراطي الذي تبناه أوباما موضحا ان العلاقة بين البلدين ستزيد قوة خلال الفترة المقبلة لأن ترامب أشاد برئيس مصر في كثير من المحافل الدولية وسلط الضوء علي دوره البارز في محاربة الارهاب والتطرف. في حين قال د. إكرام بدر الدين أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة ان فوز ترامب جاء عكس توقعات الرأي العام العالمي وكشف أن أساليب وسياسات ترامب تجاه الشرق الأوسط ستتغير عن طريقة ادارة أوباما لافتا إلي ان العلاقات المصرية الأمريكية ستكون أقوي مما سبق. لأنها استراتيجية في المقام الأول. بغض النظر عمن يحكم أمريكا.