كلما يقترب يوم 11/11 تزداد الأزمات بشكل يومي حتي يشعر المواطن الغلبان أنه لا أمل في الإصلاح الاقتصادي وأن الدولة في طريقها للانهيار ان لم تكن قد انهارت فعلاً وماتت إكلينيكياً.. ليجدوا بذلك دافعاً ومبرراً لهم للخروج للتظاهر.. فالمخططات الخبيثة تتوالي بضرباتها الواحدة تلو الأخري وللأسف تنجح في معظمها لدرجة جعلت نسبة لا يستهان بها من الشعب تصدق أن الدولة قد انكسرت وركعت وما هي إلا فترة قليلة حتي تستسلم وترفع الراية.. هكذا يصور أعداء الوطن ذلك للمغرر بهم حتي يستعدوا من الآن ليوم 11 نوفمبر ويخرجوا في مظاهرة أطلقوا عليها "ثورة الجياع". هؤلاء الخونة في الداخل والخارج وضعوا هذه الخطط اللعينة التي من شأنها إثارة الفتنة بين أبناء الوطن الواحد عن طريق شحن النفوس الضعيفة وتأليب الشعب لوضعه في مواجهة مع الحكومة والقيادة يساعدهم في ذلك بعض الإعلاميين المغرضين الذين يتظاهرون بالوطنية وهم أبعد ما يكونون عنها وبالنزاهة وهم لا يعرفون عنها شيئاً وإلا بماذا نفسر تسليط الضوء علي جرائم فردية ارتكبها شخص بإشعال النار في نفسه بحجة انه غير قادر علي مواجهة أعباء الحياة أو علي سائق التوك توك الذي برع في إثارة الرأي العام لعدم قدرته علي تحقيق العيش الكريم نظراً لارتفاع الأسعار بطريقة جنونية قس علي ذلك مشاكل السكر والأرز والدولار وغيرها. ليس معني كلامي هذا وحتي لا يفسره المزايدون كل علي هواه ان الحياة في مصر لونها وردي بالعكس فهناك أزمات شديدة لا تعد ولا تحصي خاصة في ظل ارتفاع أسعار السلع الغذائية التي لا يمكن للإنسان ان يعيش بدونها وأن الحكومة الحالية فشلت فشلاً ذريعاً في التحكم في أسعارها التي ترتفع في أول النهار وتشتعل في آخره مع عدم وجود رقابة حتي مات الضمير وأخذ معظم التجار يتسابقون في احتكار سلعهم ليبيعوها بأسعار فلكية بعد ذلك علي غرار الدولار الذي يحلق في السماء مغرداً طالما فشلت كل الحلول في وقفه عند حده حتي خربت الدنيا بسببه. ليت كل من يستعد ويفكر في الخروج لثورة الجياع ان يتذكر ما يحدث من قتل وتدمير ممتلكات وهتك أعراض في دول مثل سوريا والعراق واليمن وغيرها.. فلو تمهل الثوريون قليلاً وفكروا مع أنفسهم لحظة فيما سيحدث لوطنهم بعد خرابه - لا قدر الله - وشاهدوا مثلاً بأعينهم هتك أعراض ذويهم لفكروا ألف مرة قبل ان يخطوا هذه الخطوة ويلبوا هذه الدعوة المشبوهة.. فبدلاً من مساعدة الأعداء علي تحقيق مآربهم الخبيثة فليعملوا علي نهضة الوطن ويتصدوا للتجار الجشعين ويحكموا ضمائرهم فيما يعود علي البلاد كلها بالخير وليس تحقيق مصالح شخصية ضيقة.. كما أن عليهم أن يدركوا أن الدولة ليست ضعيفة كما يعتقدون وسوف تقف بالمرصاد أمام كل من تسول له نفسه إحداث فوضي تجر البلاد لمستقبل مظلم مجهول. إشارة حمراء قلوبنا مع أهالي شهداء مصر الذين يتساقطون يومياً ضحية الإرهاب الآثم وآخرهم العميد عادل رجائي زوج الزميلة سامية زين العابدين مدير تحرير المساء الذي اغتيل أمام منزله.. فنحن علي ثقة بأن يد الإرهاب مهما طالت فهي قصيرة ولن تدوم.. فمصر لن تستكين أو تخضع لرغبات الإرهابيين الدنيئة بتقسيم البلاد أو الاستيلاء علي سيناء الغالية وسيحفظها الله كما قال في كتابه حتي يوم الدين.. رحم الله شهداء الوطن وألهمنا وذويهم الصبر والسلوان.