الإنجاز الذي تحقق بالتشغيل التجريبي لمبني الركاب الجديد بمطار القاهرة الدولي كان وراءه رجال بذلوا الجهد وأخلصوا في العمل خلال أوقات حرجة مرت بالبلاد وكان المشروع مهدداً في ظل عدم الاستقرار الذي عشناه بعد ثورة يناير والتي تسببت في تأخير المشروع حسب الجدول الزمني المحدد. تم الإعداد لتطوير المبني في عام 2008 والحصول علي التمويل من البنك الدولي للإنشاء والتنمية والبناء بقيمة 280 مليون دولار وتتكفل شركة الميناء بتوفير 156 مليون دولار ليصبح إجمالي تكلفة المبني 436 مليون دولار وبعد الإجراءات العملية لإنشاء المبني تم إسناد المشروع لشركة ليماك التركية واستلام الموقع أول يناير .2012 وزارة الطيران كانت تنوي الاحتفاظ ب 30% من المبني في إطار رؤية اقتصادية لتقليل التكلفة وتم تحديده في التصميم لكن تبين بعد دراسات أن أساسات الجزء الذي كانت تنوي الإدارة الاحتفاظ به أوشك علي انتهاء العمر الافتراضي وكان القرار إزالته مما استدعي من الإدارة تعديل التصميم الأمر الذي أدي إلي إضافة ساحات تجارية وصلت إلي 35% من مساحة المبني كما أدي التصميم النهائي إلي زيادة المساحة الكلية للمبني الجديد عن المبني "3". وزراء كثر تابعوا أعمال البناء وأيضاً رؤساء كثر من القابضة للمطارات وشركة ميناء القاهرة الجوي كل واحد منهم أدي دوره أثناء توليه موقعه رغم التهديدات التي كانت كفيلة بانسحاب المقاول من أداء مهمته بسبب عدم الاستقرار إلا أن المهندس إبراهيم مناع وزير الطيران الأسبق والطيار حسن راشد رئيس الشركة القابضة الأسبق نجحا في إلزام المقاول عند توقيع العقد بالتعهد والسير في كافة إجراءات التنفيذ دون استغلال للأوضاع غير المستقرة. هذا التعهد كان له تأثير قوي في دفع عجلة العمل دون خسائر وهو ما جعل المسئولين يشعرون بالاطمئنان علي إتمام المشروع.. وكانت ثورة 30 يونيه بمثابة قوة دفع لتعويض التأخير الذي صاحب عملية البناء بعد استقرار البلاد وتحقيق الأمن والأمان مما ساعد علي انتهاء المشروع الذي يعد واجهة حضارية جديدة للمصريين ويضم أحدث النظم الأمنية والتقنية العالمية في ظل التحديات الحالية حتي إن معظم الجهات الدولية بما فيهم الجانب الروسي أبدوا رضاء كامل علي التجهيزات الأمنية للمبني واستعدادهم للعمل من المبني. الحلم تحقق بعد عناء سنوات في عهد شريف فتحي وزير الطيران والمهندس محمد سعيد رئيس الشركة القابضة للمطارات والملاحة الجوية والمحاسب مجدي إسحاق عازر رئيس شركة الميناء لكننا لا يجب أن ننسي الوزراء السابقين ورؤساء القابضة والميناء فكل واحد أدي دوره وساهم في خروج هذا المشروع إلي النور الساطع وأن من بينهم من سجل اسمه بحروف من ذهب في صفحات التاريخ.