من فضل الله ورحمته بعباده أن يسر لهم كل أعمال الخير والبر وكذلك هناك مواسم للخير والرحمات ففي يوم الجمعة للأعمال فضائل وكذلك في الشهر الحرم لأن الله سبحانه وتعالي خصها بمواسم تفيض بالخيرات ففيها أداء فريضة الحج وهناك ذكري الإسراء والمعراج بالإضافة إلي ما تحمله أيام هذه الاشهر من فضائل تجعل كل مسلم ينتهز هذه المناسبات بالاكثار من الطاعات والصيام والصدقات.. ومن ذلك علي سبيل المثال ان شهر المحرم يحظي بيوم عاشوراء الذي أوصي الرسول سيدنا محمد صلي الله عليه وسلم بصيامه وذلك عندما وجد اليهود يصومون هذا اليوم وعندما سألهم عن سبب صيامهم؟ قالوا: إن الله نجي فيه نبيه موسي صلي الله عليه وسلم من الغرق والنجاة من فرعون وأعوانه. فقال سيد الخلق صلي الله عليه وسلم نحن أولي بموسي منكم فصامه وأمر أصحابه بصيامه وتناقل الأحاديث والاثار الصحيحة ان فضائل صوم هذا اليوم متعددة وتكسب المسلم الكثير من الخيرات والثواب العظيم. ولعلنا إذا تأملنا قول ربنا سبحانه وتعالي في سورة التوبة نجد أن للأشهر الحرم خصوصية تحظي بها يقول الله تعالي: "إن عدة الشهور عند الله أثنا عشر شهرا في كتاب الله يوم خلق السماوات والأرض منها أربعة حرم ذلك الدين القيم فلا تظلموا فيهن أنفسكم وقاتلوا المشركين كافة كما يقاتلونكم كافة واعلموا ان الله مع المتقين" 36 التوبة ومما تحمله هذه الآية الكريمة من معان سامية تلمح أن هناك خصوصية لتلك الأشهر تجعل أهل الايمان يقبلون علي الخيرات والاكثار منها لأنها الطريق إلي النجاح والفلاح واكتساب رضا رب العباد.. وبذل أقصي الجهد للتزود بصالح الأعمال "وتزودوا فإن خير الزاد التقوي واتقون يا أولي الألباب". الفرصة متاحة لكل مسلم لكي يكثر من صالح الأعمال وطيب القول. هناك الاكثار من النوافل في هذه المواسم مثل الصيام والاحسان لكل الناس وحفظ اللسان والجوارح بقول سيدنا رسول الله صلي الله عليه وسلم "المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده" فالإنسان الذي امتلأ قلبه بالإيمان والتقوي يحفظ الرأس وما وعي والبطن وما حوي ويكثر من الصدقات دون من أو أذي فالحق تبارك وتعالي يضاعف هذه الصدقات يقول ربنا "مثل الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله كمثل حبة انبتت سبع سنابل في كل سنبلة مائة حبة والله يضاعف لمن يشاء والله واسع عليم. الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله ثم لا يتبعون ما أنفقوا منا ولا أذي لهم أجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولا هم لا يحزنون قول معروف ومغفرة خير من صدقة يتبعها أذي والله غني حليم "161 و162 و63" البقرة. في هذه الآيات معان يجب أن تكون حاضرة في وجدان كل مسلم وقد كان عدد من الصحابة رضوان الله عليهم يعطرون أموال الصدقات قبل أن يقدموها للفقراء وعندما سئلوا عن سبب ذلك أجابوا بأن هذه الصدقات تقع في يد الحق تبارك وتعالي. كما أن الصدقات يمكن أن تكون في العلن لحفز الآخرين علي التزود من هذه الصدقات يقول ربنا "ان تبدوا الصدقات فنعما هي وان تخفوها وتؤتوها الفقراء فهو خير لكم ويكفر عنكم من سيئاتكم والله بما تعملون خبير" وليدرك كل مسلم أن الإقبال علي الطاعات من أهم الصفات التي يجب أن يتحلي بها المسلم في كل الأوقات "الذين ينفقون أموالهم بالليل والنهار سرا وعلانية فلهم أجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون" 274 في هذه المواسم يتعين علي كل مسلم أن ينتهز هذه الأيام المباركات ويكثر من صالح الأعمال والاقربون أولي بالمعروف في كل أعمال البر والخيرات والله لا يضيع أجر من أحسن عملا" نسأل الله الهداية والتوفيق لكل امريء يؤمن بالله واليوم الآخر. وليت الجميع يدرك ان في هذه الكلمات ذكري لمن كان له قلب أو ألقي السمع وهو شهيد".