محطات للتأمل

شهادة

لم يحقق أحد مع وزير التربية والتعليم علي فضائح التسريبات والغش الجماعي.. ولم يوجه إليه لفت نظر أو كلمة لوم علي الفشل الفاضح في التعليم.. لكن مدير مدرسة النصر الإعدادية التابعة لإدارة دمياط التعليمية يتم التحقيق معه من أول أكتوبر الجاري وإحالته إلي عمل إداري لمجرد أنه انتقد زيارة الوزير لدمياط ورأي أنها لم تجد شيئا.
كتب محمد الطلخاوي مدير المدرسة علي صفحته الشخصية بموقع "فيس بوك": "وزير التسريبات والغش الجماعي المسمي مجازا وزير التعليم وصل دمياط في يوم إجازة وقعد مع المحافظ والنواب واتصور واتغدي وسافر.. بس كده".. أحد المتلصصين أخد الكلام وكتب عليه مذكرة قدمها لمحافظ دمياط الذي اعتبر الموضوع خروجا علي اللياقة وتقاليد المهنة ومقتضي الواجب الوظيفي.. وأمر بالتحقيق مع الرجل وإحالته إلي عمل إداري.
بالطبع لم يحقق أحد في الوقائع المنسوبة للوزير.. وهي تستحق التحقيق والمحاسبة لو صحت.. لكن التحقيق والمحاسبة لمن يتفوه بكلمة النقد.. ولو كان ذلك علي صفحته الشخصية ب "الفيس بوك".
طوبي للملكيين أكثر من الملك.. طوبي للبصاصين والمتلصصين والمرشدين وكتاب التقارير.. طوبي لحزب الاستبداد وتكميم الأفواه.
****
هل تذكرون الدكتور عبد الناصر نسيم وكيل وزارة الأوقاف بالإسكندرية.. صاحب المقولة الشهيرة: "أنا خادم لسيدي وزير الأوقاف.. سأطبق تعليماته بحذافيرها ولن أرحم أي إمام يخالف الخطبة الموحدة".
إذا كنت قد نسيت السيد المبجل وكيل الوزارة فقد جاء في الأخبار ما يذكرنا به وبنوادره.. فقد نشرت "المصري اليوم" الاثنين الماضي علي لسانه انه يعتزم اطلاق قافلة دعوية لعدد من المساجد لمحاربة الإحباط والتشكيك وانه شخصيا سيلقي محاضرة بهذا الشأن في مسجد فاطمة الزهراء في المعمورة البلد.
أفهم ان يوجه وكيل الوزارة قوافل لتوعية الشباب ضد التشكيك والأفكار الهدامة والكراهية وجشع التجار والغش.. لكن لا أفهم حقيقة ماذا ستفعل القافلة الدينية لمحاربة "الإحباط".. كيف ترسم البسمة علي شفاه المصلين وتعيد إليهم التفاؤل والأمل.. ولا أدري ما سيقول هو شخصيا في محاضرته التفاؤلية أكثر من الكلام الذي يردده عن "سيده" وزير الأوقاف وعن أصحاب النفوس الضعيفة ودعاة الفرقة والإثارة الإعلامية ومواقع التواصل الاجتماعي.. وهو كلام أظن أنه صار مستهلكا ومثيرا للإحباط بحد ذاته.
ليته يتدبر قول أمير الشعراء أحمد شوقي: "وأخف من بعض الدواء الداء".
****
اختلف كثيرا مع د. حسن حنفي استاذ الفلسفة بجامعة القاهرة.. لكني لا أترك مقالا له يفلت مني.. واسعد كلما رأيت صورته ومقاله في الصحف.. فقد كان استاذا لي في كلية الإعلام وتعلمت منه الكثير من طرق التفكير النقدي.. واتفق معه تماما في الحلم الكبير الذي يكتب عنه هذه الأيام بجريدة "المصري اليوم" عن ضرورة إقامة تحالف استراتيجي بين مصر وإيران وتركيا.. يتجاوز التناقضات الحالية "المصطنعة".. ويحمي العالم العربي من الخطر الروسي والخطر الأمريكي.
يقول: "لابد من تأسيس وحدة إقليمية عربية إيرانية تركية تكون مركز ثقل للإسلام الآسيوي الافريقي الذي استطاع عبد الناصر مع نهرو وتيتو تأسيسه في عصر التحرر الوطني. العالم الثالث. التضامن الآفروا آسيوي. عدم الانحياز. الحياد الايجابي.. هذه الكتلة الجديدة يمكنها أن تملأ الفراغ الذي تريد أمريكا وإسرائيل أن تقوم به.. وتحاصر إسرائيل حتي تعود فلسطين إلي أهلها.. وربما بدون حرب.
****
ظاهرة ضياع اللغة العربية أصبحت واضحة جدا لدي كل المسئولين.. كأنها أصبحت من مسوغات التعيين.. معقول رئيس البرلمان يخطئ 150 خطأ لغويا في كلمة استغرقت 18 دقيقة أثناء احتفالات شرم الشيخ؟!