عيني علي أولادنا فلذات أكبادنا العام الدراسي أصبح يمثل لهم مشكلة كبري فما بين تكدس الفصول بالطلاب والتلاميذ وتهالك التخت وغياب المدرسين تأتي الطامة الكبري في الشنطة المدرسية التي يضطرون لحملها علي ظهورهم صباح مساء وكأنه عقاب يومي لهم. الشنطة عبء علي تلميذ في عمر الزهور يشعر وكأنه يحمل جبلا علي ظهره مما قد يؤدي إلي إصابته بتشوهات في العمود الفقري.. والكثير منهم يبكون من شدة ثقلها. خبراء التعليم وضعوا العديد من النصائح والإرشادات للقضاء علي مشكلة الشنطة المدرسية التي أصبحت "رزية" تتضمن الالتزام بالجدول المدرسي مع منع حمل التلاميذ للكتب الخارجية وطبع المناهج علي سيديهات. أكد أطباء العظام أن هناك أضرارا كبيرة يسببها ثقل الشنطة المدرسية حيث تؤثر علي العمود الفقري وتؤدي لتشوهات كثيرة به. * يقول الدكتور رسمي عبدالملك رستم "أستاذ التخطيط التربوي بالمركز القومي للبحوث التربوية": يوجد مدرس فصل بالسنوات الأولي في التعليم الأساسي. مدرس فصل وظيفته التقليل من عبء حمل الكتب علي التلميذ حتي لا يشعر بالتعب والإرهاق من حمل الشنطة الدراسية والتي تؤدي أحيانا لأضرار صحية بالعمود الفقري.. كما تتسب في خلق موقف سلبي أو عدائي بين الطفل والكتاب بسبب ثقل وزنه. أضاف: علي الوزارة استبدال الكتب ذات الأحجام الكبيرة بملازم صغيرة مقسمة حتي يسهل حملها. شدد علي ضرورة قيام الوزارة بتحديث الأساليب المتبعة حاليا في الكتب الدراسية واستبدالها بكتب صغيرة أو عمل سيديهات كمبيوتر يتم تحميل المواد الدراسية عليها أو من خلال موقع لكل مادة علي مواقع الوزارة الإلكترونية.. مطالبا بضرورة استخدام التكنولوجيا الحالية في تسهيل العملية التعليمية علي الطلاب وخصوصا في مراحلهم التعليمية الأولي. أوضح أن حقيبة المدرسة تمثل عبئا كبيرا علي الأطفال بسبب اكتظاظها بكل الكتب الدراسية في ظل عدم التزام المدارس بالجدول كما كان في السابق. * أكد محمد مرسي خبير التربية الاجتماعية بمديرية بنها التعليمية أن مشكلة الحقيبة الدراسية أو شنطة الطفل المدرسية خصوصا في المرحلة الابتدائية تتكرر في كل عام.. وهي في الحقيقة تمثل عبئا كبيرا علي الطفل لثقل وزنها.. مشددا علي ضرورة تخصيص درج أو رف لكل طالب كما هو معمول به في مدارس رياض الأطفال لوضع الكتب الدراسية به حتي اليوم التالي أو الالتزام بجدول الحصص لتحديد ما علي التلميذ حمله من كتب إلي المدرسة. يري أنه من الممكن استبدال الكراسات ذات عدد الأوراق الكبير والتي تصل أحيانا 150 ورقة بكراسات ذات 28 ورقة لتخفيف الوزن مع عدم حمل الكتب الخارجية والاكتفاء بكتب الوزارة فقط فهي مصدر شرح بالمدرسة.. مناشدا أولياء الأمور الانتباه لهذه النقطة لأن الكتب الخارجية تضاعف وزن شنطة التلميذ ويمنع علي المعلم الشرح منها.. ولك أن تتخيل كتابا بثقل سلاح التلميذ يحمله الطالب في شنطته. أشار إلي أنه علي مجالس الأمناء بكل مدرسة وبالتعاون والتنسيق مع إدارتها عمل ما يسمي بعملية "التركيب" لكل مادة فمثلا مادة العربي بدلا من إعطائها كل يوم علي مدار الأسبوع الدراسي من الممكن إعطاء حصتين كل يوم لمدة ثلاثة أيام فقط بما لا يخل بالوقت المحدد لها ليكون هناك 3 أيام أخري لا يحتاج الطالب فيها لحمل كتاب اللغة العربية وهكذا في باقي المواد. * يري محمد مرسي ان الالتزام بجدول الحصص من جانب الطلاب وإدارة المدرسة هو الأساس في تقليل الأضرار الصحية الناجمة عن ثقل شنطة المدرسة. * يؤكد سليمان بخيت "مدير إدارة المعصرة التعليمية بالقاهرة" انه لا استغناء عن الكتاب المدرسي حتي لو كان عدد الحصص 6 يوميا ولكن مشكلة الشنطة الدراسية تأتي من أن بعض المدرسين يطالبون الطلاب بعمل كشكول لكل فرع بالمادة فهناك العربي علي سبيل المثال به فرع للنحو والتعبير والنصوص والقصة ويتساءل: كيف يكون هناك أربعة كشاكيل لمادة واحدة فهذا يسبب عبئا كبيرا علي الطلاب ومن الممكن عمل كشكول لكل فرعين تخفيفا علي التلاميذ.. ونطالب المدرسين بعدم المغالاة في عدد الكشاكيل لكل مادة والاكتفاء بكشكول واحد فقط أو اثنين علي أكثر تقدير. * يقول الدكتور محمد شوكت "اخصائي العظام بمستشفي الهلال بالقاهرة" ان هناك مواصفات معينة بالنسبة للشنطة المدرسية حتي لا تؤدي لأضرار كبيرة للطالب منها ألا تكون أكبر من حجم مساحة ظهر الطفل وأن يكون لها تروللي "عجل" لتسهيل حركتها وغير مسموح أن يكون حجمها كبيرا أو أن يحملها الطالب بيد واحدة وتكون مبطنة بمادة صلبة من جهة ظهر الطالب حتي لا تؤثر علي العمود الفقري له. أضاف أن ثقل وزن الشنطة يزيد من حجم التقوس في الظهر وتؤدي لتشوه بمحاور العمود الفقري أو ما يسمي بانحناء به.. وفي المستوي الأكبر سنا أو في نهاية المرحلة الابتدائية قد يتعرض الطالب لانزلاق في العمود الفقري ناتج عن كسر بمفاصل ما بين الفقرات. ينصح د. شوكت أولياء الأمور بأن يكون حجم الشنطة مناسبا لوزن الطفل ولها ظهر صلب وتروللي لجرها باليد.