دخول العام الدراسي يزيد أعباء المرأة العاملة ويزيد مخاوفها وقلقها علي أولادها.. إذ يتضاعف جهدها موزعاً بين توصيل الأولاد للمدارس والعودة بهم للمنزل والذهاب لعملها والرجوع منه وسط زحام المواصلات الذي يزيد إرهاقها عصبياً ونفسياً خشية تأخرها علي الأولاد وتعرضهم للتحرش أو الخطف وغيرها من الجرائم الخطيرة التي زادت في الفترة الأخيرة. تسبب ارتفاع الأسعار لاسيما أسعار الاشتراك في باصات المدارس في زيادة العبء علي المرأة التي تضطر لتوصيل أبنائها بنفسها توفيراً للنفقات في حين ينفض الرجل يديه من كل شيء مذاكرة الأولاد توصيلهم لمدارسهم ودروسهم الخصوصية وإعداد الطعام لهم.. "المساء" التقت عدداً من السيدات لمعرفة آرائهن في متاعب العام الدراسي الجديد. نجوي سيد أحمد "موظفة" روت معاناتها مع دخول العام الدراسي قائلة إن لديها ابنة في الصف الثالث الإعدادي تمثل محور اهتمامها في فترة الدراسة حيث تضطر إلي الذهاب معها إلي الدروس الخصوصية ثم الذهاب معها مرة أخري بعد انتهاء الدرس لاصطحابها للمنزل خوفاً عليها من التحرش أو الخطف في ظل تدني مستوي الأخلاقيات بين الشباب وتعاني ضيق الوقت نتيجة اضطرارها للخروج للعمل لتوفير مصاريف الدروس الخصوصية لابنتها ناهيك عن أعمال المنزل ومراعاة الزوج والاهتمام بإعداد الطعام والشراب وإعدادهم كل ذلك في ظل ارتفاع الأسعار مما يجعلها تحمل هموماً ومخاوف كثيرة مع بداية كل عام دراسي جديد. شيماء إبراهيم "موظفة" قالت إن لديها طفلين أحدهما في مرحلة "كي جي" والآخر في مرحلة "بيبي كلاس" وان شغلها الشاغل في فترة الدراسة هو رعاية أولادها والخوف من التأخر عن العمل أو عن أولادها حيث تضطر إلي توصيلهم للمدرسة ثم توصيلهم للمنزل بعد انتهاء اليوم الدراسي ويتسبب الازدحام الشديد في وسائل المواصلات في تأخرها عنهم بالإضافة إلي ذلك فهي تخشي عليهم من التعرض للخطف في ظل انتشار عمليات اختطاف الأطفال ولا يمكنها الاشتراك لهم في الباص بسبب اشتعال أسعار اشتراكه وضآلة المرتبات وغلاء الأسعار بشكل عام. فاطمة محمود "مدرسة" تري ان خروج المرأة للعمل بمثابة معاناة ومع ذلك فهي تضطر للعمل بسبب اشتعال الأسعار والمصاريف والرغبة في توفير حياة كريمة لأولادها.. مشيرة إلي أن معاناة المرأة العاملة تزداد مع قدوم العام الدراسي حيث تنتابها حالة من الذعر والقلق والهم نتيجة زيادة المسئوليات المخولة إليها واضطرارها إلي التواجد داخل مقر عملها حتي انتهاء يوم العمل ثم التوجه بسرعة للمنزل وتحضير الطعام قبل ان تغير ملابسها خوفاً علي ضياع الوقت ثم الجلوس مع أولادها لمذاكرة دروسهم استعداداً للامتحانات. آية مصطفي "صيدلانية" وهبة سيد "صيدلانية": أكثر ما يؤرقنا في فترة الدراسة هو زيادة مصاريف الدروس الخصوصية والمدرسة والباصات والكتب الخارجية والملازم ناهيك عن الاضطرار إلي الاستيقاظ مبكراً منذ الفجر لإعداد الساندويتشات للأولاد ومساعدتهم في ارتداء ملابسهم وتشجيعهم علي ضرورة الالتزام والتركيز في المذاكرة والاجتهاد استعداداً للامتحانات كل ذلك يجعل العام الدراسي بمثابة "كابوس" يؤرقنا ليلاً ونهاراً. مروة جويدة "موظفة": قالت إن قدوم العام الدراسي يؤدي إلي تضاعف الهم الذي تحمله المرأة العاملة وذلك لأن الرجل في زمننا هذا يلقي بمعظم المسئوليات علي المرأة سواء توصيل الأولاد للمدارس والدروس الخصوصية والنادي دون مراعاة أنها تخرج للعمل مثله وأنها تسهم في توفير مصاريف البيت والأولاد كل ذلك يجعل مخاوف المرأة تزداد خاصة اننا نعيش عصر القلق والخوف من الفشل في تلبية احتياجات الأولاد أو مساعدتهم علي التفوق. د. هيام سيد قالت: إن لديها ولدين وبنتين يحضرون الماجستير ومع ذلك فهي مازالت تحمل همومهم في أيام الدراسة وتحاول ان توفق بين عملها وبين تلبية متطلباتهم وتوفير الوقت والجهد لهم ليتفرغوا لمواصلة مشوار اجتهادهم. أضافت هيام ان لها ابنة متزوجة ولديها طفل إلا أنها تحمل هم هذه الابنة وطفلها حيث تضطر ان تراعي لها ابنها في فترات امتحانها في الماجستير.