مصيبة الشعب خاصة البسطاء ومحدودي ومعدومي الدخل في فئة طفت علي سطح الحياة فجأة وفي غفلة من الزمن حتي طغت وتجبرت وتوغلت وأصبحت تتحكم في مصائر البلاد والعباد. عن بعض كبار المستوردين ورجال الأعمال الفاسدين أتحدث. لقد أعمت شهوات ومغريات الحياة هؤلاء وأصبح همهم جمع المال سواء من حلال أو حرام.. استباحوا كل شيء وتاجروا في كل شيء.. لم يرحموا الشعب البائس المسكين.. استوردوا له الطعام الفاسد وأكل القطط والكلاب وزبالة الأسواق العالمية حتي أصابوه بمختلف الأمراض وفتكوا بصحته. في العهد البائد حدث تزاوج بين رأس المال والسلطة وتوغل أصحاب الأموال تحت حماية أصحاب النفوذ والسلطان علي حساب الشعب الذي تجرع مرارة استيراد السلع الفاسدة وسرطنة المأكولات خاصة الخضراوات والفاكهة حتي فتكت به الأمراض الخطيرة ومات بالسرطان والفيروسات الكبدية. روسيا أكبر مورد قمح لمصر أقامت الدنيا ولم تقعدها بعد رفض وزارة الزراعة دخول 60 ألف طن قمح روسي مصابة بفطر "الأرجوت" المسرطن وقابلت القرار الذي يهدف إلي حماية صحة المصريين بحظر دخول منتجاتنا الزراعية إليها خاصة الموالح والبصل والرمان لتدور معركة أخري بين البلدين بعد حظر روسيا الطيران إلي مصر ومنع سائحيها من القدوم إلي المقاصد السياحية.. وكانت المصيبة والطامة الكبري في ضغط مافيا الاستيراد علي الحكومة لإلغاء قرار حظر القمح المسرطن ودخوله البلاد وهاجوا وماجوا وملأوا الدنيا ضجيجاً.. فالمهم أن تتزايد أرصدتهم بالبنوك وينعموا بمصايف أوروبا والساحل الشمالي وما أدراك ما يحدث هناك وليذهب الشعب البائس إلي الجحيم!! والمحزن أن لجنة الزراعة بمجلس النواب توعدت وزير الزراعة بعد قرار منع استيراد القمح المسرطن من روسيا لتسير علي نفس نهج برلمانات مبارك التي دافعت عن الفاسدين وقاتلي الغلابة والمساكين.. وكان من المفترض أن ينتفض نواب البرلمان دفاعاً عن حياة المصريين الذين انتخبوهم لا أن يصفعوهم بقوة من أجل عيون كبار الفاسدين!! لقد حذر الخبراء الوطنيون من دخول القمح المصاب بفطر "الأرجوت" البلاد وخطورته علي الانسان والحيوان والزراعة وانه يمكن أن يقضي علي الأخضر واليابس مثلما حدث في أوغندا والسعودية وباكستان وبنجلاديش وإيران. إن قرار الدولة الذي اتخذته بمنع القمح المصاب ب"الأرجوت" يحسب لها وكان يتطلب مساندة شعبية وبرلمانية وحتي من المستوردين أنفسهم.. يا الله.. الدولة تصحح أوضاعاً فاسدة والمنتفعون يرفضون.. فهل عرفتم من يحارب الاصلاح الآن بشدة؟!! إنهم أصحاب المصالح والفاسدون.