كنت استعد للسفر إلي موسكو بعد عطلة عيد الأضحي المبارك للمشاركة في فعاليات مؤتمر الاتحاد الدولي للكُتاب السياحيين الذي يضم الكُتاب السياحيين في نحو 54 دولة من دول العالم.. ولكن كما يقال "ليس كل ما يريده المرء يدركه".. فقد رأي الدكتور مهاب جامع استاذ وخبير وجراح العيون وتشوهات الجفون.. ضرورة إجراء جراحة عاجلة في جفن العين بعد أن أشتد تعمق وتوغل الرموش داخلها مما أدي إلي حدوث قرح دموية داخلها وهذا خطر علي القرنية وعلي النظر بصفة عامة.. وبيده الساحرة أجري العملية.. وترتب علي ذلك إلغاء رحلتي إلي موسكو.. هذا من جهة ومن جهة أخري ويبدو أن الحكومة الروسية وضعت شروطاً حاسمة لمنح تأشيرات الدخول لبلادها.. حيث اكتشف المسافرون غيري إلي المؤتمر أن هناك صعوبات في الحصول علي التأشيرات مما يهدد بإلغاء السفر بالنسبة للجميع وعموماً اكتشفت أن السفر بالنسبة لي كان محكوماً عليه بالإلغاء سواء بسبب العملية أو بسبب التأشيرة.. بينما علمت أن القنصلية الروسية في مصر وضعت شروطاً من أهمها أن يكون طلب التأشيرة عند التقديم للقنصلية قد مضي عليه ثلاثون يوماً عمل.. أي بدون الاجازات وهذا يعني أنه كان ينبغي تقديم مستندات السفر قبل الموعد المحدد بنحو شهرين أو شهر ونصف وهذه الشروط ملزمة وتفرض القنصلية شروطاً قاسية لعدم الإخلال بها.. مهما يكن الأمر ومهما قيل بأن السفر لحضور مؤتمر.. وهذا المؤتمر يبحث في شئون السياحة التي تهم العالم كله وليس لبلد بعينها وأن المشاركين فيه هم من العاملين في المجال الإعلامي السياحي ومن صحفيين متخصصين في الكتابة السياحية.. ومهما قدم لها من مستندات أو خطابات تزكية.. إلا أن الشروط لا تعرف كلمة "معلهش" ولا تعرف ايضا الاستثناء.. ولا أدري هل هذه الشروط تطبق في مصر فقط أو تطبق في بلاد العالم الأخري. ولكن يبدو أننا ننفرد عن باقي بلاد العالم بوجود قيود علي تأشيرات الدخول.. لدرجة أن إحدي الزميلات كانت ترغب في السفر إلي لندن التي لدخولها شروط معلنة ومعروفة وهي أن التأشيرة لا تمنح إلا بعد مرور ما بين 15 يوماً و20 يوماً وذلك مع تقديم مستندات للضمانات المالية سواء شهادات استثمار أو معاملات بنكية ومالية ولكن الغريب أنه - كما قالت لي - أن جوازات السفر بعد فحصها جيداً في القاهرة وتطبيق الشروط كاملة فإن هذه الجوازات ترسل إلي القنصلية البريطانية في الأردن!! وبصراحة تساءلت.. هل ألغت بريطانيا قنصلياتها هنا..؟؟ حتي يمكن اللجوء إلي قنصلية أخري خارج مصر..! صحيح أنه حدث لي مرة وكنت أريد تأشيرة دخول إلي تايوان.. ولا توجد علاقات دبلوماسية بيننا وبينهم.. وكان السفر بسبب انعقاد مؤتمر ومعرض سياحي يقام في تايبيه وعلي ما أتذكر أن ذلك كان منذ 15 أو 20 سنة واضطررت إلي إرسال جواز السفر إلي قنصلية تايوان في عمان للحصول علي تأشيرة الدخول.. وربما يكون ذلك سبباً مقنعاً.. أما أن ترسل جوازات المصريين إلي إحدي قنصليات بريطانيا خارج مصر فهذا أمر بالفعل غريب!! والمدهش ايضا أن معظم إن لم يكن كل السفارات الأجنبية في مصر كانت تتساهل جداً مع المصريين في منح تأشيرات الدخول فهناك دول كانت تعفينا من شروط الحصول علي التأشيرة.. ودول أخري كانت تمنحها في سهولة مطلقة ولكن كل شيء تغير الآن بالنسبة لنا.. وأصبحت كل الدول تشترط ضرورة الحصول علي تأشيرة دخول لبلادها وهذا حقها.. ولكن معاملة معظم السفارات للمصريين في منحهم تأشيرة الدخول تتم بشكل استفزازي وطلبات لا أنزل الله بها من سلطان.. يحدث هذا في الوقت الذي تتساهل فيه مصر بشكل مثير لمنح تأشيرات الدخول لكل أو معظم الأجانب بدعوي عدم إثارة مشاكل أمام الحركة السياحية وبالتالي اختفت نظرية المعاملة بالمثل!! والغريب أن السفارات لا تفرق بين المتقدمين للحصول علي التأشيرة من حيث السن أو المركز الاجتماعي أو المهني.. الكل أمامهم سواء بصرف النظر عن الهدف من السفر. والأغرب أن بلاد سياحية كانت ترحب بالمصريين ترحيباً رائعاً مثل تايلاند وسنغافورة أصبحتا تفرضان ضرورة الحصول علي التأشيرة مسبقاً ولها ايضا ضوابط وشروط.. عموماً السفر دائماً نصيب.