تحظي قضية المعاملة بالمثل في التأشيرات باهتمام كبير من الدبلوماسية المصرية. وتوجيهات وزير الخارجية أحمد أبوالغيط صارمة في هذا الشأن. سواء كانت تأشيرات الدخول لحاملي جوازات السفر الدبلوماسية والخاصة مثل جوازات المهمة وقد شهد مطار القاهرة في الآونة الأخيرة كثيرا من حالات الدبلوماسيين الأجانب الذين تم رفض دخولهم إلي مصر، لعدم حصولهم علي تأشيرة مسبقة من القنصليات المصرية في بلادهم، وهو إجراء وجد ترحيبا كبيرا من الرأي العام المصري. والشائك في هذه القضية هو المعاملة بالمثل بالنسبة لجوازات السفر العادية لعامة المواطنين، والتي تحكمها اعتبارات سياحية بالدرجة الأولي وبعض الاعتبارات الأخري. فبعض وجهات النظر الحكومية تري ان مصر مقصد سياحي مهم لجنسيات العالم المختلفة ومن هنا يجب التغاضي عن مبدأ المعاملة بالمثل في هذا الشأن من أجل زيادة عدد السائحين فنحن في حاجة إلي كل سائح يزيد من دخلنا القومي. وهو رأي له منطقه وإن كان البعض يرفضه. ولكن غير المنطقي ألا يتم تطبيق مبدأ المعاملة بالمثل بالنسبة للمصريين رجالا أو نساء المتزوجين من أجانب فأي زوجة اجنبية لأي مصري تحصل علي تأشيرة الدخول لمصرمجانا خلال دقائق من القنصلية المصرية. وتلاقي أفضل معاملة دون أي اجراءات او طلب مستندات تعجيزية بينما العكس في التعامل اذا فكر زوجها المصري زيارة بلدها. تلقيت رسالة في هذا الشأن من استاذ جامعي مصري متزوج من اوكرانية يروي أحساس زوجته بالزهو والافتخار بأنها زوجة مصري عند ذهابها للقنصلية أو السفارة المصرية في بلدها والمعاملة الطيبة التي تلاقيها من العاملين بها وتحصل علي التأشيرة مجانا في الحال. بينما هو يلاقي الامرين عندما يذهب للقنصلية الاوكرانية بالقاهرة للحصول علي تأشيرة زيارة لاوكرانيا. فلابد ان يدفع ما يوزي 07 دولارا رسم التأشيرة، ويكون مسجلا لديهم كمواطن له حق الاقامة، وهو الامر الذي لا يتم إلا اذا كان يمتلك شقة بأوكرانيا. وموافقة كتابية من الزوجة علي استقباله في بلدها وفي مدة لا تتجاوز 09 يوما. وشهادة بحسابه في البنك وغيرها من الاجراءات التي لا تنم عن الاطمئنان لشخص استاذ جامعي متزوج من احدي الاوكرانيات المحترمات وبينما بدأت اوكرانيا منذ شهر تطبيق النظام المتبادل للدخول بدون تأشيرة مع إسرائيل. اذاكانت هذه الاجراءات المعقدة خشية الهجرة غير الشرعية فالقنصلية الاوكرانية قادرة علي التحقق من ذلك، مع الحفاظ علي حق المعاملة بالمثل لزوج الاوكرانية، مثلما نعاملهم نحن. وخاصة مع المصريين ذوي الحيثية مثل حالة الاستاذ الجامعي المرموق في جامعته، والذي يلاقي بكل ترحاب في الاوساط العلمية الاوكرانية. الأسبوع القادم سوف يزور مصر رئيس وزراء اوكرانيا، كما تعقد يوم الثلاثاء اجتماعات اللجنة المصرية الاوكرانية والتي يرأس وفد مصر فيها وزيرة التعاون الدولي فايزة أبوالنجا، لبحث دعم التعاون وفتح آفاق جديدة في العلاقات.. اليس جديرا مناقشة هذه القضية ومنح الزوج المصري حق المعاملة بالمثل مع زوجته الاوكرانية! [email protected]