تحولت الإسكندرية في ثالث أيام العيد إلي أشبه بالجزر المنعزلة حيث خلت وسط المدينة من الازدحام وخلت سوي من قلة من المارة بينما شهدت منطقة المنتزه والرمل والمعمورة وبحري تكدساً من أبناء الثغر والمصطافين علي المقاهي والشواطئ هرباً من ارتفاع درجة الحرارة والرطوبة. كالعادة هرب الشباب والفتيات من الحرارة إلي المولات المكيفة وهو ما جعل المحال التجارية تعلن عن تخفيضات سريعة استغلالاً للزحام بعد فترة من الركود سادت السوق السكندري. شهد ثالث أيام العيد اختفاء تاماً لشرطة المرافق وهو ما استغله أبناء المناطق الشعبية والوافدون لاحتلال الشوارع الرئيسية بمنطقة بحري وساحة مسجد أبوالعباس وقلعة قايتباي بألعاب الملاهي من مراجيح وتأجير الخيول والأغرب هو وضع الألعاب المائية في وسط الطريق ليتزلج عليها الأطفال وتغلق الطرق تماماً حتي سور مستشفي الملكة نازلي المطلة علي الكورنيش سرعان ما احتله مستأجرو المراجيح الشعبية فور مغادرة المحافظ للمكان بعد تفقده له دون وجود أي رقابة فعلية.. وفي إطار حالة التسيب الذي يشهده الشارع السكندري استولي أصحاب المقاهي علي الأرصفة والشوارع الرئيسية بمنطقة الرمل والمنتزه ضاربين عرض الحائط بقرارات المحافظ التي أصدرها أول أيام العيد بالالتزام بالمساحة المخصصة لهم.. حتي مقاهي الكورنيش استولت هي الأخري علي الأرصفة تاركة المصطافين للسير وسط السيارات لعدم وجود مساحة لهم. أما الأغرب بالفعل فهو استيلاء البلطجية علي سور الكورنيش بمنطقة بحري واضعين شروطاً للجلوس عليه بضرورة تناول مشروبات أما مثلجة أو ساخنة بعد أن وضعوا مقاعد بلاستيكية أمام السور لمنع الجلوس دون الدفع.. وانتشرت المواقد الصغيرة لاشعال الفحم لزوم استعمال الشيشة التي يتم توزيعها بطول الكورنيش. المرور اختفي طوال فترة النهار ربما لارتفاع درجة الحرارة ولم يظهر سوي في طريق المنتزه تاركاً الميادين والشوارع الرئيسية للميكروباصات التي حولت منطقة الجندي المجهول وميدان سعد زغلول ومحطة مصر وغيرها إلي مواقف عشوائية. بالرغم من كون أعمال تطوير ميدان محطة الرمل لايزال العمل فيه حتي الآن إلا أن صناع الأطعمة الجاهزة الزاحفين من المناطق الشعبية بأنابيب البوتاجاز والأفران المتنقلة استولوا علي البقية المتبقية من الميدان لإعداد السندوتشات من سجق وهامبورجر وغيرها دون أي رقابة صحية أو حتي من الشرطة. عادت ظاهرة رقص "الرجال" الشعبي علي المقاهي والكافتيريات.. و أغلقت الأسواق أبوابها طوال أيام العيد بعد الارتفاع الجنوني في أسعار الخضر والفاكهة المواكب لاختفاء بائعي القري الذين اختفوا بدورهم من الأسواق لارتفاع درجات الحرارة وإحجام المواطنين علي الشراء حتي انتهاء الأعياد. لعل من الظواهر الغريبة خلال أيام العيد هي عودة نظام "الشير تايم" حيث يقوم حارس العقارات والبوابون باستئجار الشقق المفروشة بالشوارع الداخلية المدفونة والتي لم يقبل عليها المصطافون بنظام.