كان لابد أن يسقط النظام الليبي مهما طالت مقاومة هذا النظام لثورة الشعب وضربات الناتو.. كانت فقط مسألة وقت وينتهي كل شيء. آخر الأخبار حتي كتابة هذه السطور: سيطرة الثوار علي طرابلس بالكامل والتحفظ علي محمد الابن الأكبر للقذافي في منزله واعتقال الابن الثاني سيف الإسلام المطلوب أيضا من المحكمة الجنائية الدولية في حين لا يعرف أحد مصير القذافي "الأب" إذا كان قد قتل أم هرب! كنت أتمني ألا يشارك الناتو في ثورة الليبيين فقد حولها الغرب بغبائه المعتاد من ثورة إلي حرب سواء رضينا أم لم نرض واتوقع ان يخرج القذافي وأولاده وزبانيته للعالم كله ليقولوا اننا كنا نصد هجوما اجنبيا أو صليبيا كما يحلو للقذافي أن يقول دائما وسقطنا في حرب مقدسة كنا ندافع فيها عن الأرض والشرف وقد يتهم ثوار ليبيا بالعمالة والخيانة لأنهم ساعدوا الناتو وفرنسا وأمريكا علي حرق ليبيا واحتلالها واغتصاب ثرواتها. ان الثوار الليبيين لم يكونوا في حاجة إلي غارات الناتو التي لم تكن في الحقيقة تفرق بين قوات القذافي والثوار والمواطنين الليبيين العزل. كان في امكان الغرب ان يدعم الثوار بالأسلحة والذخائر وبالأعمال اللوجستية ويتركهم يحررون ليبيا بأيديهم من قبضة القذافي وزبانيته وقد كانوا قادرين علي ذلك لأنها إرادة الشعب وإذا الشعب يوما أراد الحياة.. فلابد ان يستجيب القدر.. كما يقول الشاعر العظيم أبوالقاسم الشابي. الغرب عامة والناتو خاصة وغباؤهم غير المحدود شوهوا نصر الثوار بلا داع.. فقد كان الغرب يستعجل اسقاط القذافي لالتهام البترول الليبي كما حدث بالعراق ومشاركته في هذا الاسقاط يعطيه الحق والذريعة لشفط بترول ليبيا. المؤكد ان القذافي لم يكن أبدا لينتصر.. كانت المعارك سيطول امدها ويسقط فيها المزيد من الشهداء والضحايا.. لكن الثوار كانوا سيحسمونها حتما في النهاية.. فماذا نقول في غباء القوة؟ لذلك.. أخشي ما أخشاه ان يعجب الغرب بهذه اللعبة ونتائجها فيحاولون تطبيقها في سوريا لاسقاط نظام بشار الأسد الذي فقد شرعيته بالفعل بعد أن ضرب شعبه من البر والبحر وبكل انواع الأسلحة النارية. اقولها من الآن.. لو تدخل الناتو وطبق التجربة الليبية في سوريا فسوف تتحول الثورة هناك التي أصبحت قاب قوسين أو أدني من النصر إلي حرب بين سوريا والغرب ساعتها.. لو سقط النظام السوري وسوف يسقط فسيكون سقوطه بشرف نتيجة حرب كان يدافع فيها عن سوريا.. الأرض والعرض والكرامة. الغرب عليه ان يفكر جيدا.. ولا يتدخل فيما لا يعنيه فهي مسألة سورية خالصة وشأن داخلي وعليه ان يترك نظام بشار لمصيره.