عندما تصطدم المصالح الشخصية مع المصلحة العامة يصبح علي الدنيا السلام وهنا يجب أن تكون هناك هناك وقفة حاسمة وجادة ضد المسئول الذي لا يدرك أهمية اختيار الرجل المناسب في المكان المناسب لأن الخلل في هذا الشأن له عواقب وخيمة ويندرج تحت مظلة الفساد الذي نعاني منه ويحتاج لوقفة حاسمة من أجل القضاء عليه ونخطو خطوات من أجل الإصلاح والتقدم نحو الأمام لبناء مصر الجديدة التي نحلم بها جميعاً. القضاء علي الفساد بشتي ألوانه وأنواعه يتطلب وجود قيادات علي قدر المسئولية وتتوفر لديها أدوات العلم والخبرة وقادرة علي المتابعة وتسكين قيادات في مواقع المسئولية تتوفر لديها أدوات النجاح لأن المسئول الذي يتوهم في لحظة ما أن الموقع الذي يشغله محصن من النقد فهو لا يدرك أن الدنيا قد تغيرت وأن المناصب لا تدوم لأحد فكم من وزراء اعتلوا مناصبهم ورحلوا دون أن يشعر بهم أحد وكم من وزراء تركوا وراءهم بصمات يشار إليهم بالبنان والتاريخ لا يتجاهل كل من أعطي وبذل جهداً وحقق إنجازاً. الطيران المدني يعيش الآن ظروفاً صعبة ويعاني من الكيل بمكيالين دون فكر أو مراعاة للمصلحة العامة التي يجب أن تكون لها الأولوية وهذا أمر متوقع بسبب سوء الاختيار والتحيز لأهل الثقة دون النظر لأهل الخبرة وبالتالي تكون النتائج مخزية ولا ننتظر بريق أمل للوصول إلي بر الأمان وهذه هي الطامة الكبري التي تساعد علي أن تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن.. نحن أمام منظومة بها عوار نتيجة سوء الاختيار تتطلب الحاجة للإصلاح بأقصي سرعة قبل الدخول في النفق المظلم لا قدر الله والتفريط في تاريخ حافل بالبطولات والأمجاد والإنجازات لوجود قيادات متواضعة ليس لديها أدني مقومات النجاح واعتلت مناصبها إما بطريق الخطأ أو ضربة حظ أو مجاملة في وقت لم يتوقعوا فيه ولا حتي في الأحلام أن يصلوا إلي ما وصلوا إليه خاصة أن معظمهم صفحات تاريخهم مليئة بالفشل فما من منصب تبوأه هؤلاء إلا ورحلوا منه دون أن يتركوا وراءهم بصمة واحدة وهذه هي الكارثة الكبري عندما نجدهم ترد لهم الروح من جديد ليعتلوا أكبر المناصب فمن المسئول؟! هل الحكومة التي غرر بها بمعلومات مغلوطة أو سوء الاختيار؟! في الحالتين الجريمة وقعت وتحتاج لتدخل سريع من أجل النهوض بهذا المرفق الذي يعد أحد ركائز الاقتصاد القومي قبل فوات الأوان لأننا نري السوس ينخر في أعمدة البنيان حتي أوشك علي الانهيار.. خسائر وديون بالمليارات وتعيينات مجاملة سواء لإمبراطورية المستشارين في مخالفة صريحة للتعليمات أو لأفراد وترقيات جزافية وتعيينات في مجالس الإدارات لأهل الثقة ومكافآت بالآلاف من هنا وهناك أما الاستراتيجيات التي يتحدث عنها البعض فهي معدومة ولم تخرج للنور.. علي أية حال نحن أمام أزمة حقيقية والطيران المدني لن يري نور الشمس الساطع ويودع الظلام الدامس إلا إذا أحسنا اختيار المسئولين وبعدنا عن أهل الثقة وأدركنا أن القوي هو الذي يحيط بنفسه بالأقوياء والعكس صحيح!! النافذة الأخيرة: هل حقاً ما يتردد أن صندوق دعم الطيران المدني يعاني من أزمة وتسبب في الإطاحة برئيس شركة بسبب رفضه دعم الصندوق بخمسة ملايين جنيه لأن هذا من وجهة نظره إهدار للمال العام؟.