لم يعد هناك مكان للانتماء في عالم الاحتراف ولذلك لا يجب أن يلوم أحد ما حدث من أحمد شديد قناوي حينما خلع من المصري إلي بورسعيد ومثلما فعل حسين ياسر المحمدي مع الزمالك فالانتماء صار للمهنة ولون الفانلة فقط لا غير أما من يقول انه يعشق هذه الجماهير أو تلك فلا يجب ان يصدقه أحد لأن تغيير لون الفانلة صار سهلا أمام الاغراءات المالية. واللافت للنظر انه مع تطبيق نظام الاحتراف اصبح للادارات القانونية في الاندية دور كبير في تسيير أمور الفرق فكل شيء بالعقود واللوائح والقانون لأن العلاقة اشبه بلعبة القط والفار الكل يبحث عن ثغرات قانونية للخلع وفسخ العقود ولتذهب الجماهير التي تهتف له إلي الجحيم في رأي وعقل اللاعب صاحب الخلع. هذا للأسف أحد الوجوه القبيحة لنظام الاحتراف وكله بالقانون واللوائح والفيفا يقف إلي صف اللاعبين في أي مكان في العالم غير عابيء بظروف أي دولة علي أرض المعمورة. اللاعب حسين ياسر المحمدي مثلا انتهز فرصة تأخر سداد الزمالك لمستحقاته المالية عن المدة القانونية المحددة ليطلب فسخ العقد بغض النظر عن ان الزمالك حاول التسوية ودفع بالفعل ما عليه للاعب في خزينة اتحاد الكرة المصري فالمهم عند ياسر ان يخلع ويلعب في مكان آخر علي الرغم من كم الحب الذي وجده من جمهور الزمالك والهتافات المدوية التي سمعها بأم أذنيه بعد كل تمريرة حلوة أو هدف رائع سجلعه ورغم المساندة الهائلة التي لقيها من النادي الذي اعاد إليه بريقه الذي خفت بشدة بعد تجاهل طويل وجده من ناديه الاسبق الأهلي وحتي هذه اللحظة لايزال المدرب الجديد حسن شحاتة مرحبا به لاعبا اساسيا مهما في الفترة المقبلة. واللاعب احمد شديد قناوي خرج من ناديه الأم وهو الأهلي لعدم وجود مكان له فيه والتقطه المصري واحتضنه طوال ثلاث سنوات فصار واحدا من أفضل ظهراء الجنب الايسر في مصر وتمسك به ناديه ورئيسه كامل ابوعلي وجدد له عقده خصوصا بعد ان صار مقربا ومحبوبا من جماهير بورسعيد ورغم كل ذلك ضحي قناوي بكل ذلك رافضا كل هذا الحب والتقدير مفضلا العودة لناديه الأول الذي قد ينجح أو يفشل معه مستغلا ثغرة الشرط الجزائي. اللاعبان قانونيا علي حق ولا يوجد من يمنع انتقالهما مطلقا طبقا للوائح الفيفا وهما ادري بمصلحتيهما وبرغبتيهما الخاصة ولا عيب في ذلك مطلقا ولكن لا يجب مستقبلا ان يتحدث أحد عندما نتكلم عن الاحتراف عن الانتماء وحب المكان وعشق الجماهير عليه العوض!!