المفروض أننا في عيد.. إذن كل عام وأنتم بخير. وتقبل الله طاعتكم وأعاد عليكم رمضان والعيد أعوامًا عديدة؟ والآن تساءلوا معي: بالله عليكم كيف لأناس لا يأتيهم الماء إلا بالشراء والجري علي "السكك" والطرقات أن يفرحوا بالعيد؟.. كيف لأناس يدفعون كل شهر فاتورة المياه دون أن تأتيهم المياه منذ ثلاث سنوات أو أربع. ومن بين هذه البيوت بالمناسبة بيتي. الذي يقع في قرية نديبة. التابعة لمركز دمنهور بمحافظة البحيرة. والأمر والأنكي.. كيف لأناس يموتون كل يوم جراء أمراض الكبد وغيرها من الأمراض العضال بسبب مياه الصرف الصحي التي تأتيهم مع "ماء الحنفية" ان ضل الأخير طريقه إليهم.. كيف لهم أن يفرحوا بالعيد. وقد ودعوا في العيد أحبابا رحلوا وهم عطشي. كتبت هنا منذ أكثر من عام تقريبا مقالا بعنوان "طعم الصرف في البحيرة" وتفضل المحافظ الدكتور محمد علي سلطان بزيارة قرية نديبة المنكوبة والمبتلاة دائما. وهذا واجب عليه وليس منة أو مجاملة. ورأي بعينيه ما يحدث وما يعاني منه الناس. ووعد بحل المعضلة من جذورها خلال عام.. ومضي العام دون جديد سوي العطش والسخط والدعاء من الناس علي كل راع لا يسأل عن رعيته. الدكتور الوزير المحافظ. ويعلم كم أحبه وأقدره. قالها وأعادها مرارًا بأنه لا سلطان له علي شركة مياه الشرب بالبحيرة أو علي رئيسها خالد حسين "المسنود" من رئيس الشركة القابضة. كما أنه لا سلطان له علي هيئات أخري. بالرغم من أن رأس الدولة وقائدها الرئيس عبدالفتاح السيسي أكد في أكثر من مناسبة أن المحافظين هم رؤساء جمهوريات في محافظاتهم. ولو أن الأمر غير ذلك. فالأولي بأي محافظ لا يستطيع تدبير احتياجات الناس الأساسية. أن يرحل ويستقيل.. علي الأقل لينجو بنفسه من دعاء المكلومين العطشي. الذين ينكل بهم علي أرض البحيرة. القضية ليست قضية قرية نديبة.. لكنها أزمة مئات القري والعزب التي باتت تجارة الماء فيها رائجة. وأصبحت عبئا علي أهلها. وإن تمكنوا من تدبير ما يشربون. فكيف يغسلون ويقضون حاجاتهم الضرورية. وهل سيصبح الحل دوما في أن يقطع الناس الطرق أو يتظاهروا. وهل يكون جزاء الصابرين المحترمين المتمسكين بأمن الوطن. أن نتخلي عنهم. ونمنع عنهم شربة الماء. بينما تذهب المياه للمصانع والمستثمرين بجوارهم. القضية لا يجب أن تمضي في تلك السطور. ولا أن تختزل في كلمات تمر دون آذان صاغية. فالناس في مئات القري والعزب المحرومة ضجروا من الصمت غير المسئول. وأصابهم الحنق في المقابل من الاعلانات الاستفزازية لمجمعات ومدن "الهاي كلاس" التي لاينقطع عنها الماء. ليس في "الحنفيات" فقط. وانما في حمامات السباحة. ورش ملاعب الجولف. يا دكتور سلطان.. تعلم كم أحبك وأقدرك. وقد دارت بيننا أحاديث كثيرة عن أزمة المياه. ولا مبالاة شركة مياه الشرب بالبحيرة.. لكن ان استمرت الأزمة علي حالها.. ان ظل الناس عطشي. وتواصل صلف وغرور وتجاهل شركة المياه. ولم تفلح محاولات ابعاد خالد حسين. فانجُ بنفسك. من دعوات الأمهات والآباء. لأن استمرار الأمور علي حالها ينذر بكارثة. فصبر الناس قد بلغ مداه. وما يفعله مسئولو شركة مياه البحيرة هو منتهي أمل وطموح الإخوان الذين باتت أوضاع المياه أحاديث ذيولهم وزبانيتهم. مستغلين غضب الناس. يا رئيس الوزراء. ويا وزير التنمية المحلية. ويا كل مسئول لديه ذرة من ضمير.. أهلنا أضناهم العطش في الكثير من القري. ونحن ليس لنا إلا الله.. اللهم احرم من حرمنا الماء.. الشرب من حوض نبيك. ** ما قبل الصباح: المسئول الذي لا يملك القرار.. أولي به الفرار