حكاية كل عصر الفرق.. بين قايتباي ومبارك

بكي عندما اختاروه ليتولي سلطنة مصر.. أصر علي رفض مبايعة الامراء والجند له.. ليس زهداً في المنصب.. ولكن خوفاً من المسئولين.. ولكن الضغط عليه اشتد.. ولم يعد في امكانه الاعتذار.. وفي النهاية قبل الاتاباكي الأشرف قايتباي ولكن بشرط ألا يدفع نفقات المبايعة للأمراء والجند فقد كانت العادة المتبعة تقضي بأن يدفع السلطان المختار نفقات أو مقابل هذا الاختيار للجند والأمراء.. ووافقوا علي ألا يدفع قايتباي هذه النفقات لهم.
وهكذا تمت مبايعة الأشرف قايتباي الذي كان مجرد مملوك ثمنه 50 ديناراً فقط.. واصبح سلطانا علي مصر في القرن ..15 ويقول أحمد حسين في كتابه موسوعة تاريخ مصر.. انه قد قدر لهذا المملوك البسيط أن يكون من ألمع المماليك الجراكسة حيث قام بأعمال جليلة من بينها القلعة التي حملت اسمه والتي تقع علي بحر الإسكندرية عند منطقة الانفوشي والتي شيدها عام 1477 لتصد أي اعتداء علي مصر.
ويذكر المؤرخون ان قايتباي ظل يحكم مصر حتي شعر بأن الشيخوخة اقتربت منه وان هموم الحرب والفتن قد اهلكته فقرر ان يخلع نفسه من الحكم.. وجمع عدداً من القضاة والأمراء والجند والمماليك.. واخذ يتحدث إليهم قائلاً ان هؤلاء المماليك يريدون ان ادفع لهم نفقة.. ولكن خزائن البلاد خالية ولا يوجد من المال ما أدفعه لهم.
وفوجيء الجميع بأن قايتباي يقسم امامهم قائلاً: اقسم بالله انني قد انفقت منذ ان توليت السلطنة مبلغ سبعة آلاف والف ومائة وخمس وستين الف دينار "يقصد سبعة ملايين و165 ألف دينار" والتفت إلي الأمراء قائلاً اختاروا سلطانا غيري ونظر إلي القضاة واشهدوا أيها القضاة انني خلعت نفسي.. ولكن الكل رفض الاستقالة وبايعوه ثانية علي الاستمرار وظل يحكم بعد ذلك لمدة ست سنوات ومات عن عمر 86 سنة.
وبعد نحو 600 سنة جاءت ثورة 25 يناير تطالب باسقاط النظام.. والنظام متشبث بالحكم.. طالبوا بخلع الرئيس.. أي ان يخلع الرئيس نفسه ويعهد لغيره بالرئاسة. إلا أنه رفض وابي.
وهكذا كان ما كان.. قايتباي يريد ان يخلع نفسه بعد ان كبر ومبارك تشبث بالكرسي وابي ان يتخلي عنه طواعية.