ساعات قليلة ويبدأ شهر رمضان شهر الرحمة والمغفرة والعتق من النار.. ليمنح المسلمين فرصة ذهبية لنيل رضا الله سبحانه وتعالي فهو مصدر الرحمات ورفع الدرجات ومحو السيئات واكتساب الحسنات.. وفي الشهر الكريم يتربي المسلم علي قوة الإرادة ويتمرس علي الصبر الجميل ويتمكن من السيطرة علي نفسه والانتصار علي شهواته. السؤال.. كيف يستقبل المسلمون الشهر الكريم؟ الدكتور عبد المنعم أحمد سلطان أستاذ ورئيس قسم الشريعة الإسلامية بكلية الحقوق جامعة المنوفية يقول إنه لكي يستقبل المسلم هذا الشهر الكريم بما ينبغي له وما يعينه علي الانتفاع بفضله وتحصيل ثمراته. ينبغي أن يلتزم بأمرين: الأول أن يستعد لاستقبال هذا الشهر بتوبة صادقة ثمرتها حضور القلب مع الحق سبحانه وتعالي. لأن القلب هو موضع نظر الله تعالي. فالتوبة عبادة قلبية يتقرب العبد بها إلي ربه. كذلك لا يستطيع الإنسان أن يسلك الطريق إلي الله تعالي إذا كان يحمل أثقالا. بل لا بد عليه أن يسقط هذه الأوزار والذنوب من علي كاهله ولن يستطيع إسقاطها إلا بالتوبة والرجوع إلي الله تعالي. ومن فضل الله تعالي أن رزقنا التوبة وشرعها لنا. يقول تعالي: "ثم تاب عليهم ليتوبوا". لذلك ينبغي علي كل مسلم أن يستقبل شهر رمضان بالتوبة الصادقة من كل سيئة وهفوة وغفلة اقتداء برسولنا وحبيبنا صلي الله عليه وسلم. وذلك حتي نستقبل عطاءات الله في هذا الشهر الكريم من رحمة وعتق لرقابنا من النار وشفاعة للقرآن والصيام وإجابة للدعوات ومضاعفة الحسنات . أضاف أنه كما كان السلف الصالح رضوان الله تبارك وتعالي عليهم وإن كانوا يتوبون إلي الله تعالي دائما ويرجعون إليه في اليسير والعظيم من أمورهم. فإنهم كانوا يبدأون شهر رمضان بتجديد النية مع الله تعالي بالتوبة الخالصة النصوح التي تكون فيصلا حاسما في حياة الإنسان » فيستأنف عهدا مع الله كله صدق وحياة كلها تقوي. فقه الصيام أكد الدكتور الإمام محفوظ إمام وخطيب مسجد الإمام الحسين رضي الله عنه بمدينة القاهرة أن أفضل ما نستقبل به الشهر الكريم هو إعلان التوبة وكان النبي صلي الله عليه وسلم يستغفر الله ويتوب إليه كل يوم مائة مرة. ويقول "توبوا إلي الله واستغفروه".. ثم الإقبال علي فقه الصوم. فالعبادة يجب أن تقوم علي علم.. بالإضافة إلي وصل الرحم. فهذا موسم التواصل والتبادل والتعارف والتعاون وترك التدابر والشحناء.. إلي جانب التوجه إلي الله تعالي بالدعاء بأن يبلغنا رمضان وأن يجعلنا من عواد الخير فيه ويرزقنا فيه البر والتقوي. يقول تعالي "إنما يتقبل الله من المتقين".. وأخيرا علي رب البيت جمع أهله للاحتفال معهم بقدوم رمضان والدعاء بأن يقدر الخير لهم ويؤمنوا عليه. أكل الحلال الداعية الإسلاميپعادل السعيد شحاتةپباحث ماجستير بكلية الآداب جامعة كفر الشيخ يري أن المسلم يجب عليه وهو يستقبل شهر رمضان بأكل الحلال والبعد عن أكل الحرام لأنه سيصوم أيام رمضان طويلة النهار شديدة الحرارة يتكبد فيها الجوع والعطش ويحرم نفسه من الطعام والشراب في النهار ثم يفطر علي طعام حرام من مال حرام فلا يجد ثوابا لصيامه ويضيع عليه جهده المبذول في الصيام.. كذلك يجب عليه السعي في إنهاء الخصومات الدنيوية بينه وبين الآخرين سواء كان له الحق في هذه الخصومة أم عليه وسواء كان أعلي منزلة من خصمه أو أقل منزلة وسواء كان جاره أم أحد أرحامه أو أصدقائه لأنه لا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث ليال. أضاف أننا يجب أن نستقبل الشهر الفضيل أيضا بتعويد أنفسنا علي صلاة القيام وقراءة القرآن لأن شهر رمضان هو شهر القرآن.. ونسأل الله سبحانه وتعالي أن يبلغنا رمضان وأن يغفر لنا الذنوب والمعاصي لكون شهر رمضان الكريم كما أخبرنا رسول الله صلي الله عليه وسلم أوله رحمة وأوسطه مغفرة وآخره عتق من النار .