أري أن ما حدث في مباراة المقاولون العرب والأهلي في بطولة الدوري العام لكرة القدم بعد مهزلة ووصمة عار علي جبين الكرة المصرية بعد أن حفلت بالعديد من التصرفات غير الأخلاقية والتي لا تمت للسلوك الرياضي بصلة.. صحيح أن حكم المباراة طارق سامي أفسدها بتصرفه المتهور بطرد لاعبي المقاولون العرب في دقيقة واحدة وهما أحمد علي ومودي بسبب اعتراضهما غير اللائق وبألفاظ خارجة كما يدعي الحكم لاحتسابه هدفا مشكوكا في صحته للأهلي لمهاجمه إيفونا ولو صح كلامه فيجب إيقاف اللاعبين لنهاية الموسم وأيضا ايقاف الحكم لنفس المدة لتصرفه الذي أفسد المباراة ليكون الجميع عبرة لإعادة الانضباط للاعبين والعدالة التحكيمية لملاعبنا.. ورغم أن هذه البداية قلبت موازين المباراة رأساً علي عقب ولكن ما ارتكبه كل من مسئولي الإدارة الفنية للاعبي الأهلي والمقاولون يعد فضيحة كبري لهم وللكرة المصرية فالأهلي النادي العريق ورغم انه ليس طرفاً في أخطاء الحكم شاهدناه يتعاطف مع المقاولون العرب ويرفض زيادة حصته عن الأهداف بعد الثلاثية وهو تخاذل وسقطة للاعبي الأهلي ومدربهم الهولندي مارتن يول لأن كرة القدم لا تعرف ولا تعترف بالعواطف.. وهناك فارق كبير بين ارتكاب هذه التمثيلية الفضيحة بالاحجام عن تسجيل الأهداف وبين الروح الرياضية في التعامل مع المنافس فقد كان يجب أن يحترم الأهلي تاريخه ومكانته وأن يسعي لتحقيق انتصار تاريخي ورقم قياسي علي المقاولون العرب لقد نسي ان تحفيز لاعبيه علي اللعب بجدية من أجل تحقيق الفوز بأكبر عدد من الأهداف من شأنه أن يعطي لاعبيه مزيدا من الثقة ويصيب منافسيه بالاحباط فالرياضة تقوم علي الانتصار وليس التخاذل والعواطف.. وفي المقابل سنجد أن لاعبي المقاولون العرب مع مدربهم محمد عودة ارتكبوا فضائح بالجملة بداية من الانفلات الأخلاقي والفوضي في سلوكيات اللاعبين والتي تمثلت في الاعتراض علي حكم المباراة بألفاظ خارجة يعاقب عليها القانون وكأنهم في خناقة في شارع وليسوا رياضيين ونجوما ويعتبرون مثلا أعلي للشباب وتلك المهزلة تعكس ببساطة عدم قدرة إدارة الفريق في السيطرة علي اللاعبين وبلغت تلك المهزلة الأخلاقية والفضيحة الكبري التي ارتكبها محمد عودة وجهازه المعاون ولاعبيه عندما فكر في الهروب والانسحاب من المباراة وطلب منهم التمارض وإدعاء الاصابة والخروج من الملعب بدلا من أن يلعب ويكافح بشرف ويبث في لاعبيه روح التحدي والإرادة والسعي للتعويض أمام الأهلي احتراما لمفاهيم وتقاليد ومباديء الرياضة والتي تقوم علي المنافسة الشريفة ولكن هذا المدرب نسي مع إدارة الفريق انه يمثل نادي المقاولون العرب أحد أهم وأكبر الأندية المصرية علي المستويين العربي والافريقي وبالتالي فإن مجرد التفكير في الهروب بهذه الطريقة يعد سقطة لا تليق بناد عملاق مثل المقاولون فقد شاهدنا اللاعب ماجد ونش يعود للملعب بعد أن ظل مصابا لمدة ربع ساعة ومعه كريم الديب ليصبح العدد قانونيا ويمكن معه استكمال المباراة وللاسف شاهدنا اللاعبين يتحركان ويصولان في الملعب بكامل لياقتهما ليتأكد لنا حجم الفضية والتي استكملت خيوطها بما تردد بأن إدارة فريق المقاولون لم تتخل عن فكرة الانسحاب إلا بعد أن تلقت وعدا من الإدارة الفنية لفريق الأهلي بعدم المحاولة لتسجيل أهداف أخري بعد الثلاثية وهو ما دفع مدرب المقاولون العرب محمد عودة صاحب هذه العقلية الانهزامية بمطالبة لاعبيه المتمارضين بالعودة للملعب ولو صح هذا الاتفاق فإنه يعد جريمة تواطؤ تستوجب من اتحاد كرة القدم التحقيق في هذه المهزلة الأخلاقية والجريمة التي شاهدتها هذه المباراة الكارثية ومعاقبة كل من تثبت إدانته فيها وأري أن مجلس إدارة ناديي المقاولون العرب والأهلي مطالبان بإجراء تحقيق داخلي وتوقيع العقوبات علي كل من تسبب فيها حفاظا علي تاريخهما العريق وتحقيق الانضباط والالتزام والتأكيد علي تمسكهما بالروح والاخلاق الرياضية.