لعلنا نتفق أن النادي الأهلي يعيش واحدة من أصعب ازماته في تلك المرحلة ليس فقط لضياع ثلاث بطولات من فريقه الكروي واجهة النادي وسر شعبيته فالهزيمة والفوز أمر وارد في أي لحظة ودولاب الأهلي مليء بالبطولات والكؤوس ولكن ما أزعج جماهيره هو عدم وضوح الرؤية وحالة الانفلات وغياب الانضباط داخل صفوف الفريق الأول لكرة القدم.. فلم يكن أحد يصدق هذا الاداء المتواضع والمفاجئ للاعبيه في مباراتهم أمام أورلاندو بطل جنوب أفريقيا وكان عنوانها العريض التخاذل والسلبية وغياب الروح القتالية للفانلة الحمراء كلمة السر في انتصارات الأهلي.. والسؤال الذي يفرض نفسه ويبحث عن إجابة من المسئول عن ظهور تلك الحالة الجديدة علي سلوك وأداء اللاعبين بالأهلي ومن يتحمل مسئولية تفشي هذه الظاهرة الدخيلة علي القلعة الحمراء وتلك قضية تحتاج من مجلس الإدارة سرعة التدخل لعلاجها.. وهذا الواقع لا يعفي فتحي مبروك المدير الفني للفريق من المسئولية ومن الاخطاء الفنية بداية من التشكيل مرورا بإدارة المباريات وصولا للتغييرات مثلما حدث في لقاء أورلاندو لأنه من غير المقبول أن يتقدم الأهلي بهدفين نظيفين ضمنا له التأهل للنهائي وبعدها يعجز عن الحفاظ علي تفوقه لنهاية اللقاء بتأمين منطقة مرماه وتأكيد فوزه خاصة وأنه من المفترض أن الأهلي هو حامل اللقب ولاعبيه يمتلكون خبرة التعامل مع المبايات الأفريقية وأسرار الوصول لمنصات التتويج بها.. ولكن أن يسقط الفريق بتلك الطريقة المهينة ويتلقي تلك الهزيمة الصادمة.. وسط جماهيره فإن ذلك لا يعني سوي أن الفريق يعيش أزمة طاحنة إدارية وفنية وأن المدير الفني الاسباني فشل في قيادة الفريق وأخفق من بعده المدير الفني فتحي مبروك في انقاذه فنيا ومعنويا بدليل أن الفريق عاش سلسلة من المشاكل والصدامات بين اللاعبين بداية من مدير قطاع الكرة علاء عبدالصادق مرورا بمدير الفريق الأول وائل جمعة وصولا لفتحي مبروك والكل يتهم الآخرين بالتآمر ضده وعليه.. وتلك نغمة لم يعهدها عشاق الأهلي من قبل وكان وائل جمعة أحد ضحايا هذه الأزمات التي قدمت دليلا علي أرض الواقع عن حالة الانفلات والتسيب واللامبالاة التي ضربت صفوف الفريق في مقتل فالزمالك خرج مثل الأهلي من كأس الكونفدرالية ولكنه نال احترام وتقدير الخبراء والجماهير لأنهم بذلوا قصاري جهدهم ولم يقصروا في الملعب وكانوا علي مقربة من تحقيق معجزة كروية بعد فوزهم علي النجم الساحلي العنيد بثلاثية نظيفة وهم يلعبون بعشرة لاعبين طيلة المبارا بينما نجد أن اللعنات والهتافات المعادية والانتقادات الشديدة كانت من نصيب لاعبي الأهلي بعد هذا الاداء المتخاذل السلبي الذي اساءوا به لانفسهم ولناديهم لذلك كان من الطبيعي أن يثور ويتدخل مجلس الإدارة لوضع حد لتلك المهزلة والتصدي لها بتوقيع عقاب جماعي علي اللاعبين واقالة فتحي مبروك وعلاء عبدالصادق بعد أن فاض الكيل وطفح وبدء رحلة البحث عن مدرب أجنبي كفء.. والمطالبة بالغاءاشراف رئيس النادي علي الكرة في محاولة لانقاذ الفريق من النفق المظلم الذي سقط فيه.. ولكن لابد أن نتفق أن حالة التردي التي وصل إليها الفريق تحتاج لمزيد من الجهد والوقت لعلاج ما أفسده عام بالكامل داخل القلعة الحمراء. والآن باتت الآمال معلقة علي زيزو نجم مصر والأهلي السابق بعد توليه المسئولية الفنية للفريق أن يبدأ وضع أولي خطوات حل اللوغارتيمات التي يعاني منها لاعبوه فنيا ونفسيا ومعنويا في تلك الفترة لحين وصول المدير الفني الاجنبي والذي لابد أن يكون له وجهة نظر في مجموعة اللاعبين المقيدين حاليا.