"كيما أسوان" أو القلعة الصناعية للاسمدة التي تحتفل خلال الشهور القليلة المقبلة بمرور 60 عاما علي انشائها. عندما قرر الرئيس جمال عبدالناصر عام 1956 تأسيس كيان قومي لصناعة الأسمدة واليوريا تحت اسم شركة مصر لصناعة الكيماويات "كيما أسوان" لتلبية حاجة المزارعين من المنتج الذي يساعدهم علي النهوض باحتياجاتهم الزراعية. وكان هذا الكيان جزءاً أساسياً من منظومة نجاح مشروعات الاصلاح الزراعي وتوسعة الرقعة الزراعية وكانت أكبر قاعدة صناعية في جنوب الوادي ومنها انطلق قطار تصدير الأسمدة للسودان والعديد من دول القارة الافريقية. حال الشركة الآن اصبح لا يسر الكثيرين في ظل انكماش الانتاج وتوقف حركة العمل إلا بمجهودات فردية من العاملين ممن عملوا علي تشغيل ماكينات عمرها تجاوز نصف قرن من الزمان. "الشركة تعمل بآلات ومعدات عفا عليها الزمن" بتلك العبارة افتتح د. رضا العدل رئيس الشركة القابضة الكيماوية أعمال الجمعية العمومية لشركة كيما أسوان في إشارة إلي تراجع كبير في انتاج مصنعها القديم من الأسمدة. ووجه د. العدل الشكر لعمال المصنع الذين لولاهم علي حد وصفه. لتوقف الانتاج تماما إلا أن سواعد عمال "كيما" تمكنت بآلات قديمة من المحافظة علي جزء كبير من الانتاج المتحقق. شدد رئيس القابضة في تصريحاته الخاصة علي أن خروج كيما أسوان من عنق الزجاجة مرتبط بانشاء مصنع الشركة الجديد الذي تشير حركة الانشاء إلي أن دخوله الخدمة لن يتم قبل مرور 30 شهراً. ورداً علي سؤال حول مدي توافر التمويل اللازم للمصنع الجديد والتي يتخطي الملياري جنيه. أشار العدل إلي أن القابضة الكيماوية انتهت من الحصول علي شرائح التمويل اللازمة من تحالف بنوك مصرية لاستيراد خطوط الانتاج وبناء الكيان الجديد. وقف التعيينات منذ سنوات لم يتم إحلال وتجديد العمالة بسبب قرارات الشركة القابضة بوقف اي تعيينات جديدة بالشركة" قال أحمد عابدين رئيس النقابة العمالية بكيما أسوان موجها حديثه خلال الجمعية العمومية إلي عيد الحوت رئيس الشركة الذي اكد أن اي تعيينات جديدة مرتبطة استثمارات في خطوط انتاج إضافية. "عابدين" أوضح ل "المساء" أن كبار العمال والفنيين يخرجون سنويا للمعاش باعداد متوسطها 71 عاملا وهو ما يضع مؤشر العمالة في موقف حرج لعدم تنفيذ سياسة الاحلال والتجديد مع العاملين ووجود قطاعات كبيرة من العاملين بشرائح عمرية مرتفعة. أوضح أن خطوط الانتاج الجديدة تتطلب وجود عمالة متوسطة مؤهلة لتشغيل الماكينات الجديدة التي يصعب علي كبار السن من العاملين التعامل معها فهي مهام تتطلب عمالة شابة. في هذا السياق اكد عيد الحوت رئيس كيما أسوان أن القابضة الكيماوية أوقفت اي حركة تعيينات جديدة وربطت ذلك بوجود استثمارات جديدة تستوعب اي تدفقات في العمالة. مشيراً إلي أن شركات قطاع الاعمال طالما عانت من بطالة مقنعة تسعي الدولة إلي تغيير الفلسفة في التعاقدات العمالية الجديدة. الدولار أكبر التحديات اكدت مصادر من العاملين بالشركة أن توفير قرض ال 440 مليون دولار تمثل اكبر التحديات في الاسراع بانشاء مصنع الأمونيا الجديد الذي تبلغ تكلفته الاجمالية نحو 750 مليون دولار بما يعادل اكثر من ستة مليارات جنيه. وبسؤال عيدالحوت رئيس "كيما" حول هذه المشكلة قال: نأمل أن يتم توفير حزمة التمويلات في موعدها حتي نتمكن من تشغيل المصنع الجديد في الوقت المحدد بعد 30 شهراً. كانت بنوك الأهلي. والقاهرة. ومصر. والعربي الأفريقي الدولي قد وافقت علي المشاركة في منح شركة مصر لصناعة الكيماويات "كيما" قرض بقيمة 440 مليون دولار. وذلك لانشاء مصنع الامونيا الجديد بمحافظة أسوان. تمتلك القابضة الكيماوية 55.7% من اسهم كيما. فيما يمتلك صندوق التأمين الاجتماعي للعاملين بالقطاع الحكومي 25.6% ويساهم بنك مصر ب 4.9% وهيئة صندوق البريد ب 3.1% وهيئة الأوقاف 3.4% والباقي عبارة عن حصص موزعة بين عدة جهات حكومية تقل مساهمة كل منها عن 1%. وقد وافقت البنوك المقرضة علي اقراض شركة كيما نهاية العام الماضي. بعد مفاوضات استمرت لأكثر من عامين. وذلك لانشاء مصنع جديد للأمونيا بتكلفة إجمالية تبلغ 750 مليون دولار. وفازت شركة تكنومونت الايطالية في مناقصة تنفيذ المصنع. والتي بدأت بالفعل العمل به قبل نحو 3 أشهر بمبلغ دبرته الشركة القابضة لكيما لحين اتمام إجراءات الحصول علي القرض. اعتمدت الجمعية العامة العادية لشركة الصناعات الكيماوية المصرية كيما قبل أيام الموازنة التقديرية عن العام المالي 2016 / 2017 وتستهدف الشركة تحقيق 51.2 مليون جنيه صافي ربح خلال عام الموازنة. أوصت الجمعية العامة بتنشيط المبيعات التصديرية. وتخفيض التكاليف والاستغلال الأمثل للطاقات المتاحة. كما طالبت الجمعية العمومية في اجتماعها الشركة بتصريف مخزون الانتاج المتراكم من نترات النشادر 33.5% لما يمثله من أموال عاطلة.