المزورون والغشاشون لا يعرفون المستحيل المهم أن تتحقق مآربهم سواء كانت من خلال المال أو الشهرة وحتي لو كان ذلك علي حساب صحة الإنسان وانتهاك حرماته متعافياً كان أم مريضاً وما أصعب أن ينتحل إنسان صفة طبيب يعطي نفسه الحق في الكشف عن المرضي وليس لديه من علم مهنة الطب أدني مستوي يؤهله حتي لقراءة وفهم النشرة التي ترفق بالدواء ومن بين هؤلاء المدعو أ. م. أ "24 سنة" فني خدمات بمستشفيات جامعة القاهرة والقصر العيني الذي قام بتزوير أوراق واستخرج بطاقة تحمل خانة المهنة فيها "طبيب". كانت قد وردت معلومات إلي اللواء هاني الرفاعي مدير إدارة البحث الجنائي بمصلحة الأحوال المدنية عن قيام المتهم بتزوير شهادة ميلاد بعد قيامه بإمهار المستندات علي أنه طبيب وأنه تقدم لاستخراج رقم قومي بمهنة طبيب وأنه عقد العزم علي البحث عن عقد عمل في الخارج بعد استخراج الرقم القومي مستغلاً في ذلك خبرته للعمل في مستشفيات جامعة القاهرة وبعد أن تأكدت تحريات اللواء الرفاعي قام بعرضها علي اللواء مصطفي راضي مساعد أول الوزير لقطاع الأحوال المدنية الذي قرر اتخاذ الاجراءات القانونية حيال المتهم وضبطه. يقول العقيد محمد كمال إنه تمت متابعة المتهم والقبض عليه والذي أقر أن الفكرة اختمرت في رأسه نظراً لقيام طلبة كلية الطب الذين يتعاملون معه بمخاطبته علي أنه طبيب وينادونه "يا دكتور" وأن ذلك شجعه علي تزوير استمارات استخراج المستندات الرسمية التي تفيد أنه يعمل طبيباً ولم يكن يتوقع نهائياً أن أمره سينكشف. أشار إلي أنه تم عرض المتهم علي النيابة التي قررت حبسه 4 أيام علي ذمة التحقيقات. بصراحة رجال الأحوال المدنية يستحقون التحية لنجاحهم في كشف عملية التزوير ولكن هناك أصابع أخري شاركت المتهم في ذلك يجب أن يتم ضبطها وهم الذين فتحوا الأوراق المزورة. أما الأهم من ذلك هو فحص المتهم عن طريق طبيب نفسي لمعرفة الدوافع والأسباب التي جعلت من قلبه حجراً سمح له انتحال صفة طبيب.. وكيف كان سيؤدي الدور في هذه المهنة؟! وبالطبع لم يكن سيفرق الأمر معه كثيراً حينما ينتهك حرمات المرضي من النساء وهو ليس بطبيب.. المتهم يجب أن ينال عقوبة تتساوي وحجم الجريمة التي ارتكبها.. وأيضاً ماذا كان سيحدث إذا نجحت فكرته وحصل علي عقد بالخارج وما هي حجم الاساءة التي كانت ستلحق بأي طبيب مصري حينما ينكشف أمر هذا الغشاش المزور الذي ترك شهور السنة واختار شهر رمضان موعداً لارتكاب جريمته وكأنه لا يعبأ بحرمة الشهر الكريم.