"صدق أو لا تصدق".. أن أبناء الإسكندرية يفقدون ثواب صيامهم يومياً في معارك بالسباب والشتائم من أجل شراء كوب خروب أو عرقسوس قبل ساعات من انطلاق مدفع الإفطار.. الظاهرة المؤسفة التي انتشرت خلال الشهر الكريم لأول مرة استغلالاً لحالة الانفلات الأمني وغياب شرطة المرافق والمرور أصبحت تسيطر علي الشوارع الرئيسية والميادين سواء بميدان الساعة أوبحري أو ميدان كلية الطب أو منطقة سوتر وغيرها لوجود محال مشهورة لبيع الخروب والعرقسوس والسوبيا وبدلاً من قيام صاحب المعمل ببيع منتجاته داخل محله يستولي علي الرصيف الذي يقع أمام محله ويبدأ في عرض "سلطات" متنوعة كنشاط إضافي له مما تسبب في إغلاق منطقة البيع تماماً في الوقت الذي يعتبر فيه أبناء الإسكندرية شراء "الخروب" قبل الإفطار بساعات قليلة "هواية" حتي موعد الإفطار نفسه وكل من يقوم بعملية الشراء يحضر بسيارته الخاصة أو تاكسي أو سيارة نصف نقل مما يغلق الشوارع تماماً ويمنع المواطنين من العودة مبكراً لمنازلهم أو مرور سيارات الإسعاف أو حتي المطافي ويمتد الأمر إلي مشاجرات يومية باليد والسباب والشتائم سعياً لفتح طريق لمرور السيارات خاصة سيارات النقل العام وفي ظل تجاهل الشرطة لإغلاق شوارع الإسكندرية بسبب الخروب أيضاً غابت مديرية الشئون الصحية أو مباحث التموين في حملاتها لبيان مدي صلاحية أكياس الخروب المباعة أو السلطات المشكلة الملقاة علي الطولات في عرض الطريق. والأطرف حقاً أن مكاسب أصحاب محال الخروب اليومية تتعدي العشرين ألف جنيه حيث يتم بيع الخروب أو السوبيا أو العرقسوس أو التمر هندي في أكياس تحوي ما بين أربعة إلي خمسة أكواب من المشروب كإجباري لعملية الشراء ويتراوح سعر الكيس ما بين أربعة إلي خمسة جنيهات. وتستمر عملية البيع ليل نهار حيث لا تغلق محال الخروب أبوابها حتي ساعة الإفطار لضمان أكبر مكاسب ممكنة كما أن ما يفيض من أكياس ساعة الإفطار يتم توزيعها في أكواب صغيرة علي المواطنين الذين ينتظرون عملية الشراء ليفطروا عليها.. في الوقت نفسه يقوم صاحب كل محل لبيع الخروب بوضع عربة جائلة لبيع منتجاته في الشوارع القريبة من محله لضمان البيع حتي للمارة الذين لا يصلون لمحله. ويعد ميدان كلية الطب من أكثر الميادين شعبية في هذا المجال وجميعهم يحملون اسم عائلة بائع واحد وكذلك الحال بميدان الساعة أكبر ميادين الإسكندرية بالمنتزه بخلاف قيام العربات المتحركة ببيع الخروب علي الكورنيش والمواقف للموظفين ساعة الذروة.. ويبدو أن مافيا الخروببالإسكندرية التي تحقق أرباحاً هائلة هذا العام لم تتوقف عند هذا الحد ولكن أيضاً شهد الشهر الكريم تعاقدات مع أصحاب محال المشويات والمأكولات الشعبية التي تشهد إقبالاً كبيراً في الإفطار والسحور وتقدم المشروبات الرمضانية كأحد الطقوس المعهودة خلال الشهر الكريم بخلاف المقاهي والكافتيريات والكافي شوب لتصبح عملية بيع الخروب والعرقسوس هذا العام أداة للمكسب السريع وأيضاً لإبطال صيام الناس الغلابة.