في أمريكا. يطلقون علي الرئيس الذي يقضي الشهور الأخيرة من ولايته الثانية لقب "بطة أمريكا العرجاء". والسبب أن الرئيس في تلك الفترة يتجنب اتخاذ قرارات استراتيجية في قضايا كبري. داخلية أو خارجية. سلطات الرئيس في تلك الفترة تبدو مقيدة. ليست بقيود دستورية. وإنما بقيود "أدبية". حرصاً علي ألا تتسبب أي قرارات استراتيجية يتخذها. في خلق مشاكل للرئيس الجديد القادم. أو تحميله بالتزامات لم يكن شريكاً في إقرارها. الانتخابات الرئاسية الأمريكية موعدها الأسبوع الأول من نوفمبر القادم لاختيار رئيس جديد يخلف أوباما في البيت الأبيض. وقد يكون الرئيس الجديد ديمقراطياً. أي من الحزب الديمقراطي الذي ينتمي إليه أوباما. وقد يكون جمهورياً من الحزب الجمهوري. ويتسلم الرئيس الجديد مهامه رسمياً في العشرين من يناير .2017 والمفترض. أن الفترة من موعد الانتخابات حتي موعد تسلم المكتب البيضاوي في البيت الأبيض. يكون الرئيس المنتهية ولايته مشغولاً فيها تماماً بإعداد وتجهيز الملفات الرئيسية التي سيتركها للرئيس الجديد خلال إجراءات التسليم والتسلم. ومع أن الفترة من الآن منتصف أبريل. حتي موعد الانتخابات في أوائل نوفمبر تمتد ستة شهور ونصف الشهر. وتتسع لعمل كثير. إلا أن أوباما يبدو أنه قد دخل من الآن منطقة "البطة العرجاء".. منطقة وضع اللمسات الأخيرة. أو الناقصة في بعض الملفات. وليس فتح ملفات جديدة. لذلك. لا أدري لماذا هذا الاهتمام الزائد بالبحث في "عقيدة أوباما". وهو بطة عرجاء تستعد للرحيل. ولا تأثير لمعرفة عقيدته علي المستقبل. وإنما هي أمر ينتمي. مثل صاحبه إلي ماض يتأهب للانصراف أو المغادرة. ربما تغير معرفة عقيدة أوباما في تفسير قرارات أو مواقف سابقة.. هذا أمر يتعلق بكتابة التاريخ. ولا يتعلق بإمكانية تغيير الواقع أو رسم المستقبل. فمثله مثل كل القادة والزعماء. تتقمصهم حالة شفافية زائفة في أيامهم الأخيرة في السلطة. فيعترفون ببعض أخطائهم. وعادة ما تمس هذه الاعترافات أخف هذه الأخطاء. وتخفي أكثرها فداحة. من ذلك اعتراف أوباما بأنه أخطأ في موقفه أو سياسته تجاه ليبيا. التي لا تمثل أكبر أخطائه. علينا أن ندع الماضي وأوباما قد أصبح جزءاً منه لمن يكتبون التاريخ. وأن نتطلع للمستقبل. ونركز اهتمامنا علي مَن سيكون الرئيس القادم في البيت الأبيض. وكيف نوحد مواقفنا من أجل أن يكون لنا تأثير أكبر علي توجيه السياسة الأمريكية في الاتجاه الذي يخدم مصالحنا المشتركة. ويفيد قضايانا.