احتفلت محافظة الجيزة بعيدها القومي الأول الأحد الماضي بعد انفصالها عن محافظة 6 اكتوبر وذلك بحضور المحافظ اللواء سيد عبد العزيز المشهور بحزمه وصرامته والقدرة علي فهم طبيعة المشكلات التي كانت ولاتزال تتعرض لها المحافظة.. ورغم تقديري لتاريخه في مجال التخطيط العمراني المتميز للمدن إلا أنني كنت أتمني أن يأتي هذا العيد ومحافظة الجيزة في أحسن أحوالها وهو ما لم يحدث طبعا. وساتخذ مثالا واحدا اضربه لكي يعرف معاليه لماذا لم أشعر وغيري بهذا العيد.. ففي منطقة إمبابة هناك شارع حيوي وخطير هو في تقديري الشريان المهم الذي يربط بين هذه المنطقة وغيرها من المحافظات عن طريق الدائري والمحور وهذا الشارع اسمه "القومية العربية" والذي اقترح أن يكون اسمه "شارع العذاب والفوضي والعشوائية" لما يحويه من كافة ألوان الجحيم التي يتعرض لها الراكب والسائر علي قدميه في هذا الشارع.. وقد تصادف أن أخطأت وقررت السير عبره للعبور إلي مدينة السادس من أكتوبر وشعرت وقتها أن هذا الشارع ربما يكون قد سقط سهوا أو عمدا من خريطة محافظة الجيزة. فلا يمكن أن يتصور معالي المحافظ ما صادفته أثناء عملية العبور هذه فعلي الجانبين تلال من القمامة والقاذورات وفي منتصف الشارع زحام "التوك توك" يتعذر معه السير إذ كيف يمكن في مثل هذا الشارع الحيوي أن يسمح لمثل هذه الوسيلة من المواصلات بالانتشار لاعاقة المارة والمرور بهذا الشكل. أما عن الشارع نفسه فحدث ولا حرج فهو مجموعة من الحفر والمرتفعات تهدد سلامة أي سيارة في السير فوق الجبال فاظنه أي الشارع علي قائد السيارة الذي ينوي السير فيه أن يكون علي قدر من العلم بفنون الجمباز أو المشي فوق الجبال. ومن الصعب أن يتحكم أي إنسان عاقل في توازن سيارته أو يضمن سلامتها. خرجت من هذه المرحلة الصعبة بقرار هو الا أسير ساعات طويلة علي طريق آخر ولا أخوض هذه التجربة مرة أخري. العيد القومي للجيزة مهم ولكن الأهم أن يشعر الناس بهذا العيد أن يشعروا بآدميتهم وحقهم في السير الآمن.. ليس من المعقول ونحن في القرن الحادي والعشرين ولدينا محافظ محترم أن يكون هناك حي من أحياء المحافظة بهذا السوء وبهذا الخطر. ياسيادة المحافظ استحلفك بالله أن تقوم بزيارة هذا الشارع وأنا علي يقين من أنه لن يرضيك أن يحسب عليك خطأ كهذا الخطأ وانت المعروف بحبك للناس واستجابتك الفورية لمعاناتهم.