الواقع اننا فشلنا فشلاً ذريعاً في محاولاتنا لاقناع الجانب الإيطالي بدوافع وأسباب قتل الباحث جوليو ريجيني علي يد مجهولين في مصر بعد أن تم تعذيبه بقسوة علي يد هؤلاء القتلة!! لماذا ذهب وفد المحققين المصري إلي روما وهو لا يملك أي دليل جديد في القضية. حتي انه بعد مباحثات استمرت لمدة يومين فقط أعلنت إيطاليا غضبها. واستدعت سفيرها في القاهرة ماوريتسيو مساري للتباحث حول اتخاذ خطوة تصعيدية من الجانب الإيطالي ضد مصر!!. اتهمت إيطاليا الجانب المصري في المباحثات التي جرت حول أسباب مقتل ريجيني بأنها لم تف بالطلبات التي أرادها المحققون الإيطاليون والتي تقدموا بها منذ يوم 8 فبراير الماضي.. ومنها سجل هاتف الباحث الإيطالي ومقاطع الفيديو المرتبطة بحادث القتل!! السؤال هو: لماذا لم يقدم وفد التفاوض المصري إلي الجانب الإيطالي هذه الطلبات؟! هل هو يملكها ثم امتنع عن تسليمها لهم؟! أم انه لم يملكها أصلاً؟! وإذا كان يملكها فلماذا لم يسلمها؟! وإذا لم يكن يملكها فلماذا لم يخبر الجانب الإيطالي بذلك؟! لماذا سافر كل من المستشار مصطفي سليمان النائب العام المساعد والمستشار محمد حمدي وكيل النائب العام واللواء عادل جعفر من قطاع الأمن الوطني بوزارة الداخلية واللواء علاء عزمي نائب مدير البحث الجنائي والعميدين مصطفي معبد وأحمد عزيز من قطاع الأمن الوطني.. أقول لماذا سافر هذا الوفد وهو لا يملك أي دليل يقنع به الجانب الإيطالي؟! صحيفة "لاستامبا" الإيطالية قالت إن المعلومات التي أحضرها الوفد المصري معه إلي إيطاليا حول مقتل ريجيني قليلة جداً وأغلبها ينتمي لفترة ما بعد 14 مارس الماضي. وهو وقت زيارة المدعي العام جوسيبي بيناتوني للقاهرة. وأكدت الصحيفة ان القاهرة لم تطلع الجانب الإيطالي علي تسجيلات الفيديو التي لديها والمتعلقة بمقتل ريجيني.. وان روما أصبحت الآن مستعدة لاتخاذ إجراء دبلوماسي ضد المصريين وهو ما جعلها تستدعي سفيرها من مصر!! ذكرت الصحيفة ان التعاون بين الجانبين أصبح الآن متوقفاً وان المدعي العام بروما يشعر بخيبة أمل كبيرة تجاه الفشل الكبير للمباحثات المصرية الإيطالية.. ولن تتوقف روما حتي تحصل علي الحقائق الكاملة حول مقتل ريجيني!! صرح مصدر دبلوماسي إيطالي بالقاهرة بأن السفير الإيطالي ماو ريتسيو مساري مازال موجوداً في مصر. ولا يعلم علي وجه الدقة متي سيغادر القاهرة بناء علي استدعاء باولو جنتيلوني وزير الخارجية الإيطالي. الوضع الآن أصبح شائكاً في مصر نتيجة لقتل هذا الباحث الإيطالي.. والأمر بالنسبة لهذه الحادثة لن يخرج عن حالتين: 1⁄4 الأولي.. ان القاتل والقتلة لا يمكن أن يظهروا أبداً خاصة إذا كانوا قد نفذوا عملية القتل بواسطة مخابرات أجنبية هدفها أولاً وأخيراً إفساد العلاقات بين القاهرةوروما التي تنامت في الفترة الأخيرة ودفع الجانب الإيطالي لوقف مشروعاته البترولية في مصر خاصة بعد اكتشاف أكبر حقل غاز في مياه البحر المتوسط. 1⁄4 الأمر الثاني.. ان القاتل ربما يظهر بطريق الصدفة إذا وقع في قبضة الشرطة لحادث آخر.. ثم يدلي باعترافاته حول مقتل ريجيني.. وهذا يحدث في كثير من القضايا حيث يقع المجرم في أيدي رجال الأمن فيدلي بأقواله عن جريمة أخري. وإذا كانت العلاقات قد بدأت في التوتر بين مصر وروما بسبب هذا الحادث فإن علي القاهرة أن تنتظر الخطوة التالية من الجانب الإيطالي.