هي أم مريم بنت عمران وأخت الياصابات أم نبي الله يحيي وقد كانت عاقرا فرأت ذات يوم طائرا يطعم صغيره فاشتاقت إلي الولد فدعت ربها أن يهبها ذرية صالحة فاستجاب الله لها فلما شعرت بحملها نذرت لله أن يكون من في بطنها محررا أي خالصا لخدمة بيت المقدس ثم كانت المفاجأة انها ولدت أنثي "إذ قالت امرأة عمران رب إني نذرت لك ما في بطني محررا فتقبل مني إنك أنت السميع العليم. فلما وضعتها قالت رب إني وضعتها أنثي والله أعلم بما وضعت وليس الذكر كالأنثي وإني سميتها مريم وإني أعيذها بك وذريتها من الشيطان الرجيم". والذكر ليس كالأنثي في الجلد والخدمة وخصوصا ان الأنثي تصاب بالحيض مما يمنعها من دخول المسجد ولكنها لم تتوقف كثيرا عند نوع المولود لفرحتها بوليدتها التي سمتها مريم أي خادمة الرب وقد كانت هذه المعجزة تمهيدا لولادة عيسي بغير أب والمعجزة في ولادة مريم انها جاءت من رجل تخطي التسعين عاما ومن امرأة عاقر تخطت الثمانين عاما فإذا سأل سائل: هل من المعقول أن تلد امرأة بغير رجل؟ نقول له: ولماذا صدقت ان عجوزا عاقرا ولدت بعد سن الثمانين وزوجها أكثر من التسعين. وقد جاءت ولادتها علي عكس ما اعتاد عليه من اليهود من المادية التي تؤمن بالمحسوسات ولا تؤمن بالمعجزات ليعلموا ان وراء الأسباب مسببا قادرا عظيما وان هذه المولودة المعجزة ستلد هي بنفسها مولودا أكبر إعجازا من ولادتها هي وان كل صانع تحكمه الصنعة إلا ان الله سبحانه وتعالي فهو يحكم الصنعة ولا تحكمه الصنعة فجاءت مريم معجزة ولم يمسها الشيطان لا هي ولا ابنها استجابة لدعوة أمها حنة بنت فاقوذ ثم سرعان ما مات أبوها عمران فكفلها زكريا زوج خالتها الياصابات والتي كانت لها قصة مشابهة لقصة حنة اختها.